Skip to main content

Full text of "جامع الأصول في الأولياء - احمد النقشبندي الخالدي"

See other formats


1 





جامع الأصواد فخ الأولياء 


5 
00 


11 01 
20 


منبوءى لك > 8 | 
24 - 


001 


]لجيج 44 
دخ لجن مسب 
271 3 


1 


211 
5 الحيؤه فب 





15 


+ 
3 
000 


1 





جامع الأصول 
الأولياء وأوصافهم 


أحمد النقشبندي الخالدي 
جامع الأصول 
الأولياء وأوصافهم 


تحقيق أديب نصر الدين 


7 


7 م 
الاددثأرالعب 


ص. ب 'اولاه/ ١١‏ 
بيروت - لبنان 
جميع الحقوق محفوظة 
الطبعة الأولى ١61‏ 


مقدمة المؤلف ا ا او و ا قا 
بعتي" القطت وسائ الأ ولام ب سس امد اا 
الأبدال والدجباء والأوتاد ا 1 0 

الإمامان والغوث والنقياء ... 0 
مقام عبد القادر والشاذلي ل الأرياء اي أ 
- طريق الشاذلية والتقشبندية وسائر الطرق 11 


- شروط المريد وآداب المريد ومهماته ا ا 1 5 
الإتتساب والأحذ والتشبيه با قمنب السباسسنته أجناية ما سم ده 


آداب الذكر ومعنى التوحيد والتهليل اج له 
الوقوف القلبي واللطائف والئفي والإثيات حامق ا ع 1 
٠‏ المقامات والأحوال والترقّي ا 
١‏ مراتب التوية والإستقامة والتهذيب والقرب 77 0 0 0 0 00 
١‏ - التلقين والسند والسلسلة 1 اا 


ححا اسم 8 حم 60 


ب سح يدث 


جامع الأصول  ١‏ 
كي الأولياء وأنواعهم وأوصاحهم 


2 التوحيد وتحواصها وأسرارها م ما ل ا ا ا‎ - ١5 

© الفرق بين الأحوال الريّاتية والشيطابية 2 

الهواجس والقواطر وأثواعها .ا ا سس اخ 

1 الواقعات والرؤية والمشاهدات‎ - ١٠7 

- السلوك وأقسامها وأريايها والسير 0ؤزؤز[ [ز [ [ [ [ 000000171 

8 العزلة وثمرتها وآفاتها ونجاتها ايا ا 

1 الجهاد بالعدو والشيطات والغلية‎ ٠ 
الجهاد بالنفس والهوى والغلية عليها ا‎ - 0١ 
000001 الإجتناب من المعصية والخيث والكرامة وب‎ - > 
1 ”ا الخلاص من الدنيا وما فيها ومكرها الو سا‎ 
111 غ8 المصائب والحقوق والرجاء ا‎ 
1 الشر ومتابعة الهوى والسوى مدو مت اا ا‎ - 6 
00000 020278 العقوبات والحجاب والهلاك‎ 7 
17 الشفاعة والمدد وحسن الحياء وح مه ا ا‎ - ”17 
00 0000101 1 0089 القيض والبسط وأسيابهما‎ - 58 
الإقتداء وشروط المتبوع والتابع 08 0 اال‎ - 4 
0 آداب الجالسة والحضرة والحرمة ا‎ - ”٠ 
1 السؤال والطلب ونخصائص الأولياء‎ - “١ 
000011 [000001 النية والإستخارة والإستشارة‎ - 
الأعمال والأوراد 8 1 1 1 1ز1 1 1 1 1 1 1 اا‎ - © 
العتاد والزاد وأصولهم وأحوالهم ا‎ - "4 
000 ه“ - الطاعات والإطاعة 0 ااا‎ 
1511 العزة والخلوة وترك الدنيا وما فيها ما ا ا‎ 
00  00000بب التواضع والسعادة والشقاوة و‎ - 7 


مه 
8ه 
٠‏ 


5 


- الورع والصبر والقتاعة لس ا ا 
الإخلاص والصقاء .. ١8‏ 
اليقين والتحقيو اي 1 12 ا ا اا 
العلم والقصد وأهل الله ......... .ه١١‏ 
الإرادة وترك الإختيار واللإثار .......... ١65‏ 
الكرامة وخحارق العادة وأربايها سي ١‏ 
- الولاية وعلاماتها وأريايها وأقسامها ........... ١66‏ 
احية والسيكر والصضحو والشرب .....بب........ يدل 
- المراقية والتفكير والمشاهلة .................. 5 
- المعرفة والعياك وأريايها ............... ١‏ 
البصيرة والقراسة والْكْرِل ...سيت ١‏ 
الحقائق وجميع أقسامها ومراتيها ووس ١1‏ 
- العاقل وأوقاته ومراتب الإنسان 00-3 0 00000000 
- المدبر والشهداء والصالح والعلماء د 0000 
- العموم والمختصوص والأأخص ا و ا 
- طريق الحيين وأحوالهم وبحار الطريق 1 0 
- الشريعة والطريقة والحقيقة ل ل ١‏ 
- أقسام التصوّف ومراتيها وأحوائلها 10000 
اللطائف العشرة وأشغالها وأربابها ا ا و 
- الغناء واليقاء والواردات 012121 0 
- وحدة الوجود والشهود والكشوف 1اا0ا 0 
الولاية الصغرى وسيرها وفناء اللطائف 0000 


ب الولاية الكيرى وسيرها والمراقيات 
- الولاية العليا وسير إسم الظاهر والباطن 


و 


١  لوصألا حجامع‎ 





حي الأولياء وأنواعهم وأوصائهم 


؟ - الكمالات الثلاثة والتجلي ودائرة التبوة ا 0 
7 - التجلّي الذاتي ودائرة الكماللات 00-8 0 0 0 00ا0ا 0 
5 + - القائق الألهية وحقيقة الكعبة 00[ [زؤز[زذز ز#زة1 1*1 21013 
حقيقة القرآن ومرتبة الذات والأسرار 0 
- حقيقة الصلاة ومقامها وأسرارها ا ا و و 0 
17" - العيودية الصرف وسير القدمى 9 00000 
- حقايق الأنبياء ودائرة الخلة ا 0 
8 المحبوبية الذائية الصرف ب م 
الحيوبية الذاتية الصرف ل ا ا او سلجي 7 
١‏ دائرة احبة الممتزجة بالحبوبية 7 
”7 دائرة الحبويية الصرف وسيرها وببب00003 0 اا 00 
لا دائرة الحب الصرف والتوجه وسيرها ا 981 
دائرة اللاتعيين وتوجهةه وسيرها ...ااا 617 ”3 
ه” - دائرة السيف القاطع وسيرها 0001202119 0100 
كما دائرة المَيوميّة وتوجهه وسيرها جا ل ا ا ووم ا 121 


/ا/ا ‏ دائرة حقيقة الصوم وسيرها ...سه ااا 786 


هذا كاب اتخذ له المؤلف أو الجامع إسماً ملائماً محتوياته وتنويعاته 
وتفاصيله. فقد انكب على جمع الشواهد والأقوال والتجارب والأوصاف 
وقدّم لنا أصول الطرق ومهمات المريدين والشيوخ مع شروحات 
وإضافات تحاول تعابير ومصطلحات ومفاهيم التصوف. فاختار له إسم: 

كتاب جامع الأصول في الأولياء وأنواعهم وأوصافهم وأصول كل 
طريق ومهمات المريد وشروط الشيخ وكلمات الصوفية واصطلاحهم 
وأنواع التصوف وألف مقام. جامعا المعلرمات وموثقا لها في عناوين شاملة 
وتفصيلية باأسلوب الإسناد عبر قول المؤلف فحسبء وهو إسناد بحد ذاته 
موثوق ما دام المؤلف أحد المشايخ في الطريقة التقشبددية دون أن يقتصر 
الكلام عليها. 

والكتاب التزم عنوانه وتطرق بالفعل إلى مختلف الطرق ورؤيتها إلى 
المسائل بأسلوب الجمع والمقارنة تأكيدآ على موضوعية تخدم نهج التصوف 
بشكل عام دون الدخول في المتاهات النقدية.» حيث تجتّب التعارض 
واقتصر على التوافق. وقد وعى المؤلف أهمية موضوعه فرتب كلامه على 
الشريفين. فأورد الشواهد ودعّمها وردّدها وقلبها على أكثر من محمل 
حتى أتت راسخة قوية وشاملة في المواضيع وفي الإشباع. 


ا 


جامع الأصول - 
ني الأولياء وأتواعهم وأوصائهم 


وفي هذا الكتاب, كما في كتب الصوفية أدلة على «الكرامات 
والخوارق» كرا التعدة والتساؤل وتطرح على القادكم طوالا حول حقيقة 
الطريقة أو تلك أشيرة وستين دون نوم أو طعام أو كتخفيف الاب 1 
التعري في أيام شديدة البرد... 

فهل يشكل عالم التصوف والمتصوفة سلوكاً مغايراً للطبيعة وقوانينها؛ أم 
أن المسألة هي في التشديد على نفوسهم وإخضاعها قدر المستطاع إلى 
إرادتهم حتى أقصى حالات التحمل أو التعرّض للمرض والموت. 

قال الغزالي: شدّدوا على أنفسهم حتى هلك بعضهم بشدّة الرياضة 
فالصوفي يتوجه نحو الداخل» نحو نفسه التي يعتبرها عدوة. فيتصارع 
معها في معركة داخلية ويقسو عليها حتى حدود القهر. ل 0 
الصراع بالقول: أعظم منحة يمبحها الله العبد أن يمكنه من هواه. فإنه من 
اليسير أن يهدم الإنسان جبلاً بأظافره من أن يتغلّب على هواه. 

وإذ يتخذ الصراع مع التفس أشكالة مختلفة وقساوة مضنية كصراع 
النفس مع متطلبات ا في التوم والكساء والمسكن والغذاء واجنس 
وغيرهاء فإن الصوفي يدعو إلى أن يتخلص من سيطرة الحاجة ومن قانون 
الحياة الزائلة إلى أن ينتصر على الحاجة فيمتلكها بدلا من أن تتملكه 
ويخضعها لإرادته بدلا من أن تخضعه وتسيّر ره وهو بذلك يخوض صراعاً 
داخلياً ينأى عن صراعات الدنيا ومتطلباتها. مشاغلها ومشاكلها ويؤدي 
إِنى حياة خاصة خارج حركة الخحياة اليومية. وهذا ما ترك ماخدذ من البعض 
متهما المتصوفة بالهروب من مواجهة الحياة وبالخروج على ستتها وتقديرها 
وهي إحدى عطاءات الخلق وقد أوصى بها. 

وفيما نحن في تحقيق لهذا الكتاب بعيداً عن القراءة النقدية له أو 
للطريقة أو الصوفية, إلا أننا وبشكل سريع نحاول أن نلقي نظرة سريعة 
على أسلوب الكاتب الذي لم يكن بعيداً أبداً عن أملوب الكتاب العربي 
في القرون الوسطى وما تلاهاء وعلى طريقتنا في التعامل مع الكتاب لجهة 
قراءته أو تبويبه أو تفصيله. 


تمهيد 


فالكتاب جملة واحدة هن أوله إلى آخره من حيث الشكلء وإن كان 
يحمل أفكاراً مختلفة أو متتابعة أو متوالدة بعضها عن بعض. قلا فصول 
ولا أجزاء ولا أقسام ولا مقاطع وحتى العناوين كانت جزءاً من «الجملة 
الواحدة». 


قد حاولنا التفصيل قدر الإمكان تبعاً لفهرست وضعه المؤلف في أول 
الكتاب دون أن يطابق بين الفهرمت والنص, وجل ما كان إشارات غير 
منضبطة وخطوط غير موحدة القياس وضعها الكاتب فوق الكلمات 
الرئيسية إشارة إلى ابتداء باب جديدء أو معنى جديد داخل الباب الواحد 
أو الفصل الواحد. 

ويسيطر على أسلوب الكاتب الإستطراد من أول الفصل إلى آخره 
حتى ليبدو الفصل كأنه مقطع واحدء بجملة واحدة. 

أما الجملة فقراءتها تجرّك من معنى رئيسي يتولد منه ويتشعب عدة معان 
إلى معنى آخر ممائل هذه المعاني المتعددة لا رابط بينها إل كلمة واحدة قد 
تكون معطوفة على غيرهاء وهذه إلى ما قبلها حتى يعيدك بشكل معاكس 
إلى أول اجملة التي تضيع بينها الفواصل في المعنى دون ذكر أية إشارة 
من إشارات الفصل أو التفصيل أو الإستفهام والتعجب والإعتراض 
وغيرهاء ودون أن يمكنك ذلك الأسلوب من تفكيك الجملة والتمبيز بين 
الجملة الأصلية والجمل المتفرعة عنها أو بين الجملة الأساسية والجملة 
الإعتراضية... 

ذلك أن الجملة الإعتراضية أو التوضيحية تصيح بذاتها جملة أساسية 
وذات معنى رئيسي يتشقب منها المعاني والإستطراد.. وأيضاً دون 
فواصل. 

أما واو العطف فقد استخدمت في أوسع صلاحياتها بل تخطت ذلك 
إلى دور الإبهام. فهي واو العطف وواو الجمع وواو التفصيل والشرح, 
وهي لا تميز بين إسم وفعل أو بين نعت أو منعوت.. 

وحقيقة فإن تحقيق كتاب بهذا الأسلوب اللغوي والبتيوي يكمن في 


١١ 


جامع الأصول  ١‏ 
كي الأولياء وأتواعهم وأوصاكهم 


معرفة قراءة النص أولاً. وصعوبة القراءة هنا تكمن في ناحيتين: المعنى 
والمبنى. 

فالمعنى غير مألوف لا قدياً ولا حديثاً وهو اعتماد أهل الصوفية على 
الفاظ وتعريفات خاصة بهم ولا بد للقارىء أن يتأنى في قراءته ويعتاد 
على الألفاظ والأسلوب. يقول القضيري «من المعلوم أن لكل طائفة من 
العلماء ألفاظاً يستعلمونها انفردوا بها عمّن سواهم... وهذه الطائفة 
يستعملون ألفاظاً فيما بينهم قصدوا بها الكشف عن معانيهم والستر على 
من باينهم في طريقتهم. لتكون معاني ألفاظهم مستبهمة «على الأجانب». 

وفي هذا الإطار استخدم الكتاب ألفاظاً خاصة واشتقاقات خاصة. 
فالكلمة جديدة واشتقاقاتها مختلفة عن اللألوف حعى يشكل عليك 
المعنى... وتركيب الجملة يزداد تعقيداً إذا صادف وتجاوزت الكلمات 
ذات الإستدلالات الغريية» وما أكثرها أو بالأحرى وما أندر غيرها... لكن 
من بين هذه التعقيدات ينبغي أن ينتبه القارىء إلى الأسلوب ويعتمد هو 
أيضاً أسلوباً ميزاً في القراءة بحيث يربط معنى اللفظة بمعنى الجملة أو 
المقطيٍء ومعنى المجملة أو المقطع بالمعنى العام للباب. وهذه أمور تطلب 
تدنىلة ذاتياً من فهم القارىء ويساعده في ذلك تكرار المصطلحات كما 
يساعده تكرار ثقراءة النص. 

وفي المبنى يرتبط تشكيل النص مع المعنى إرتباطاً محكماء فمدلولٍ 
الألفاظ يؤثر بحد ذاته على الجملة من ناحية تركيبها ويضفي عليها إشكالاً 
جديداً متلازماً مع إشكال المعنى والإشتقاقات غير المعهودة. 

إلى ذلك تبرز في الكتاب عيوب لغوية لا نجد لها سيباً وهي في 
التأنيث والتذكيرء كماتبرز استخدامات تشوه الجمع في بعض الكلمات 
من أجل الحفاظ على أسلوب السجع. 

إلى ذلك أيضاً يقع الكاتب أو الناسخ في أخطاء التاء فهي في الكلمة 
الواحدة التي تكرر في المقطع الواحد طويلة تارة ومربوطة أخرى مثل 
كلمة: حضرة. المعاناة... وهذه الهفوات إن دلت على شيء فعلى أن 
المؤلف ربما يكون قد ألقى النص محاضرات شفهية قام أثناءها من خطها 


1 


تدمهيد 


وعاد فنسخها إلى أن أصبحت على ما عليه في كتاب جامع. وما يدعم 
هذا الإحتمال هو التكرار للشواهد وحتى للشروحات الواردة. 
إلى ذلك يبقى الكتاب واحداً من الكتب الجاهعة للطرق على أنواعهاء 
فهر عالج الطرق النقشبندية والشاذلية أساساً وقارنها بطرق أخرى كانت 
سائدة مستشهداً بأقوال شيوخها ومؤسسيها حتى أحاطنا إحاطة وافية بما 
أراد. واتبع الكتاب بشروح المصطلحات الصوفية وهو القسم الذي 
أعطيناه عنوان: معجم الكلمات والمصطلحات الصوفية وقد استخرجناه 
من الإسم الكامل للكتاب. 
أما الكتاب «المعجم» فقد أتاه الكاتب في موقعين من الكتاب: 
الجزء الأول: وفي 8" صفحة من أول الكتاب في قسم الهوامش. 
الجزء الثاني: في 4٠‏ صفحة من آخر الكتاب. 
وكان قد قسم الجزء الأول إلى أبواب تعتمد الترتيب الأبجدي: فكل 
حرف باب. أما القسم الثاني فقد أطلق عليه إسم المقامات وفي كل مقام 
عشرة منازل. وهو كناية عن شرح للموضوع المطروق وتقليبه على عشرة 
معان كفيلة في توضيح القصد. 
وبعد فإننا نرجو أن نكون قد وفقنا في تحقيق هذا الكتاب الشامل بما 
يرضي الأصول من حيث الأمانة وبما يرضي القارىء والدارس من حيث 
القراءة والإستفادة. 
ا محقق 


١ 


مقد مه المؤلشه 


بسم الله الرحهمن الرحيم 


الحمد لله الذي خخلق أوليائه وكشف لهم حياض جماله. ثم وفقهم 
وأولى لهم بحكم جلاله. وزكاهم وفلق صبح أنواره. وأطلع عليهم شمس 
أسراره. وأنجحهم وأثم لهم قمر حقايقه ومنّ عليهم وأسبغهم نعمائه وزيّن 
لهم كبر الهداية وحسن بهائه ووسّع لهم العطاء وخفي الطاقة. وهداهم 
سبل التلام وطرائق قربه وقدّس أرواحهم وأعطى أنس عزائمه وفتح 
عليهم باب ذكره وأجلس على كرسي توحيده ورقع عتهم الحجب 
وجذبهم دار فردانته. وأنماهم وأزال ستور الجلال وناسوت ربوبيته. 
وأنورهم وأسناهم وأدخل حبصن جبروتهء وخلّص أفكارهم وأدرج ع في 
ملكوته وصقّى أسرار ؛ وأبلج علم لاهوته. وأفناهم وأفلج معالم عظمته 
ومشاهداته, وكرّمهم وكرس لهم حضرة حضراته وأبقاهم ثم أبقاهم ثم 
تجلى بسر ذاته. والصّلاة والسلام والتحيّات والبركات على أكمل 
موجوداته محمّد وعلى آله وأصحابه وأولاده وذريته وأنصاره وخدّامه 
وتجاعه 0 الذين نرثهم من أتواع علومهم ونستفيضص بفيتضهم » وبعدك 
فيقول الفقير أضعف الورى أحمد ضياء الدين به مصطفى لما رأيت ضيعوا 
أصول الطريق أردت أن أجمع نبذة من أصلهم وأوصافهم والأولياء 


١ 


جامع الأصول  ١‏ 
هي الأولياء وأنواعهم وأوصاكهم 


وأنواعهم وأصطلاحهم وأطوارهم وبعضص أسرارهم وآدابهم ومسلكهم 
وشروطهم إجمالا مستعيناً بالله. أما التفصيل: 

فأما النقشبندية: فمذكور في الرشحات ومكتوبات الإمام الربّاني 
والتفحات والرسالة القدسية والتاجية والخادمي والخنطاب حمد بارسا 
ومفتاح المعية. 


وأما القادرية('©: ففي بهجة الأسرار الغنية والقلائد والجواهر وفتوحات 
الفيب ونفحات القدس والمناقب والغوتية. 

وأما الشاذلية: قفي المفاخر العلية والكواكب الزاهرة والمتاقب 
والواردات. 

وأما الرفاعية”"؟2: ففي بهجة الرفاعي والوصايا والمناقب. 

وأما الأحمدية: : ففي بهجة بهجة البدوي وشرح من الغاية والوصايا. 

وأما الدسوقية: ففي ان والمناقب. 

وأما الأكبرية: ففي الفتوحات المكية وحلية والتدبيرات وحوض الحياة 
والحاقب والتصوص. 


١(‏ في هديتة طرايلس - لبنان ‏ يؤجد بقايا من التكية القادرية ومنها لوحة فوق سبيل ماء 
تحمل كتابة بتاريخها وبعض النقوش وكتايتها حي: 
سعنيينة النتتبادرينة. | جرفتا بببنايتنة 
قدأتحفه بالتجلي من قفضل رب البيرية 
محمد قد يناها الفعقي تحتية 
أخه صلا _ بل تمه تكية القادرية 
وفي طرابلس كذلك المدرسة القادرية المعروقة بالعقادين لاتزال قائمة في متطقة ياب 
الحديد. 

(7) الرفاعية: وفي طرابلى - لبنات - مسجد يدعى مسجد الرفاعية أقيم على أنقاض 
المدرسة الرقاعية القديمة التي ترجع إلى عصر المماليك وهي مسوية إلى الشيخ 
«سليمان الرقاعي». كذلك في طرابلس حي إسمه الرفاعية وقيه سبيل ماء وكذلك 
المدرسة الرفاعية المنسوية إلى محمد شريف الرفاعي وقد جددها عام ١551‏ ه. 





ك1 


مقدمهة الوالف 


وأما المولوية”©: ففي المتوي والسواقب والمناقب وفيه ما فيه. 

وأما الكبروّية: ففي فقرات تجم الدين والتأويلات والمناقب. 

وأما السهروردية: ففي العوارف وتعرف علم التصوف. 

وأما الخلوتية: ففي معيار العلوم وشرحه لعمر الفؤادي وترجمة الحال 
والمناقب. 

وأما الجلويّة: ففي خطاب الحقي ومجالس أربعين والمسئلة(*2 والمناقب. 

وأما البكداشية: ففي خطاب البيان والجاودات والمناقب. 

وأما الغزالية: ففي الأحياء وامحبة والمناقب. 

وأما الرّومية: ففي مزكيّ النفوس والمناقب. 
وأما المشعرية والجيشتية والشعبانية والمكلشنية والحمزوية والبيرامية 
والعشاقية والبكريةء والعمريّة. والعثمانية» و العلور يةء والعباسيةء والزينيةء 
والعيسوية المغربية. والبحوريةء والحداديّة. والغيبية, واخضرية., والشطارية. 
والمبيوميةء» والملامية.والعيدروسيةء والمتبوليةء والسنبليةء والأويسية, 
وسائر الأكابر والأولياء» فمذكور في كواكب الدرية ونفحات الأنس 
وتذكرة الأولياء والقاشاني وطبقات الشعراني ونفحات القدسية ومنقبة 
الأولياء, وطبقات القاضي ذكرياء ورسالة القشيري وطبقات المشايخ 
ومقامات العارفين» وكتاب النجليء ولطائف الأعلام» واصطلاحات 


() المولوية: كان في طرابلس تكية هي التكية المولوية وكان يتبعها طاحونة تدعى 
طاحونة المولوية على نهر أبو علي. تهدمت التكية وكذلك الطاحونة بفعل فيضان 
عام هك مم. 

(4) هكذا في الأصل. 

5-5 الأويسية: وفي طرايلس جامع يدعى جامع الأويسية يقال: إنه منسوب إلى محي 
الدين الأويسي يسي الذي بناه ستة 36مه. ولعل «الأويسي» هذا كان أحد شيوخ 
الطريقة الأويسية التي انتشر اتياعها في دمشق وبعليك وطرابلس. وخاصة في القرن 
العاشر للهجرة وهم يعتقدون أن الوالي إذا مات انقطع مدده وامتنعت كرامته واشتهر 
من شيوخ هذه الطريقة الصوفية وأويس الرومي6. وكان من من اتباع تلك الطريقة في 
طرابلس محمود بك الستجق صاحب الجامع المعروف باسمه. 


1 


جامع الأصول  ١‏ 
ني الأولياء وأتواعهم وأوصاكهم 


الصوفية. وشمس اليوني» والمتاهج, وكشف الوارداتء ودرّة الموحدين, 
وحقايق الدقايق2©0, وأسرار السرورء ومحاضرة الأبرار. والتجليات 
الإلهية. ووصايا القدسية,» وكاب الأسرى. والتمهيد: ومفتاح الغيب» 
ومصباح الأنس. والإانسان الكامل, ومنازل السائرين» ومدارج السالكين, 
وكشف القايق وحدايق الحقايق, وخخالصة الحقايق» والميزان للشعراني» 
والتمييزء ومرآاة الأصفياءء والوصايا الإلهية» وكشف الأسرار الازلية, 
وحاوي الأرواح» ومقامات بدر الدين» وروضة الواصلين, وذيدة"© 
الحقايق. 


607 في المقدمة لم نتدخل في الكلمات المتضمنة الهمزة على الكرسي: «الحقائق» 
00 ذبدة في الأصل وهي زبدة. 


1١4 


الفصل الأول: 
تعريف القطب وسائر الأولياء 


وأما تعريف القطب وسائر الأولياء فقالوا إن الأقطاب كثيرة فإن 
كل مقدم قوم هو قطبهم. 
وأما القطب الغوث: الفرد الجامع فهو واحد وذلك أن نقباءهم 
ثلاثمائة وهم الذين استخرجوا خبايا النفوس ولهم عشرة أعمال: 
أربعة ظاهرة وستة باطنة. 
فأما الأربعة الظاهرة: فكثرة العبادةء» والتحقق بالزهادة, 
والتجرد عن الإرادق وقوّة الجاهدة. 
وأما الباطنة: فهو التوبةء والإنابةء» واحاسبة» والتفكير 
والإعتصامء والرياضة. 


15 


الفصل الثاني: 
الابدال والنجباء والأوتاد 


ش ١‏ ثم النجباء: فأربعون 'وقيل سيعون وهم مشغولون بحمل 
أثقال الخلق فلا ينظروت إل ة في الحق ولهم ثمانية أعمال: أربعة 
باطنة وأربعة ظاهرة. 

فالظاهرة: فهو الفتوة والتواضع والآداب وكثرة العياد. 

وأما الباطنة: فالصير والدضاء والشكر والحياء وهم أهل مكارم 

الأخلاق والعرقات. 

* اثم الأبدال2'0: فهم سيعة رجال وهم أهل فضل وكمال 
واستقامة واعتدال» قل تخلصوا من الوهم والخيال ولهم أعمال 
أربعة باطنة وأربعة ظاهرة. 

قأما الظاهرة: فالصمت والسهر والجوع والعزلةء ولكل من 

هذه الأربعة ظاهر وباطن: 


)0 جاء في شرح كلمة البدلاء للمؤلف في القسم الثاني الخاص يتفسير المصطلحات ما 
قوله: البدلاء: : هم سيعة ة رجال يسافر أحدهم عن موضع ويترك جسداً على صورته 
فيه بحيث لايعرف أحد أنه فُقدء وذلك 2 معتى الدل لا غيره وهم على قلب 
إبرأهيم(عم). 


الأبدال والنجباء والأوتاد 


أما الصمت: فظاهره ترك الكلام بغير ذكر الله وأما باطته 
فصمت الضمير عن جميع التفاصيل والا خبار. 
وأما السهر: فظاهره عدم النوم وأما باطته فعدم الغفلة. 
وأما الجوع: فظاهره جوع الأبرار لكمال السلوك وباطنه 
جوع المقريين لموارد الأنس. 
وأما العزلة: فظاهره ترك الخالطة بالناس وباطنها ترك الأنس 
ثم الأعمال الباطنة: فهي التجرّد والتفريدء والجمع والتوحيد, 
ومن خواص الأبدال من سافر من القوم من موضعه وترك جسداً 
على صورته فذلك هو البدل لا الغير. والبدل على قلب إبراهيم 
عليه السلام. وهؤلاء الأبدال لهم إمام مقدّم عليهم يأخذون عته 
ويقتدون به وهو قطبهم وقيل الأبدال أربعونء وسيعة هم الأخيار 
وكل واحله له إمام متهم عو قطلية: 
الت ثم الأوتاد: قهم عبارة عن أربعةٍ رجال منازلهم منازل 
أربعة أركان من العالم: شرقاً وغرباً وجنوباً وشمالآء ومقام كل 
واحد منهم تلك الجهة ولهم ثمانية أعمال: 
أربعة ظاهرة وأريعة باطنة. 
أما الظاهرة: فكثرة الصيام وقيام الليل والناس تيام وكثير 
الإمتثال» والإستغفار بالأسحار. 
وأما الباطنة: فالتوكل والتفويض والثقة والتسليم ولهم واحد 
متهم عو عطمهم/ 


"5 


الفصل الثالث: 
الإمامان والغوث والنقياء 


ثم الإمامان فهما شخصان أحدهما عن يمين القطب 
والآخر عن شماله. فالذي عن بينئه ينظر في الملكوت وهو أعلى 
من صاحبه وهو مرآة ما يتوّجه من المركز القطبي إلى العالم 
الروحاني من الامتدادات التي هي مادة الوجود والبقاءء وهذا مرآة 
لا محالة. فالذي عن شماله ينظر في الملك وهو مرأة ما يتوجه منه 
إلى المحسوسات من المادة الحيوانيةء» وهذا مرآة كذلك. 

وصاحب اليمين: هو الذي يخلف ولهما أريعة أعمال باطنة 
وأربعة ظاهرة. 

فأما الظاهرة: فالزهدء والورعء والأمر بالمعروف» والتهي عن 
المنكر. 

وأما الباطئة: فالصدق والاخللاص والحياء والمراقبة. 

ه ‏ ثم الغوث: فهو عبارة عن قطب عظيم ورجل عزيز وسيد 
كرم تحتاج إليه الناس عند الإضطرار في تبين ما خفي من الامور 
المهمة والاسرار ويُطلب منه الدعاء وهو مستجاب الدعاىي لو قسم 


؟؟" 


اللإمامان والفوث والتقيك 


على الله لبد في قَسَمِه مثل أويس القراني في زمان رسول الله (صلعم). 

ول كوت القطب قطباً حتى تجتمع فيه هذه الصفات التي 
اجتمعت في هؤلاء الذين تقدم ذكرهم. 

إعلم أن القطب وقد يسمي له غوثاً باعتبار التجاء الملهوف إليه 
وهو عبارة عن الفرد الجامع الواحد الذي هو موضع نظر اللدوتع) 
في كل زمان: أعطاه الطلسم الأعظم من لدنه وهو يسري في 
الكون وأعيات الباطنة والظاهرة سريان الروح في الجسدء بيده 
قسطاس الفيض الأعم» وزينة تتبع علمهء وعلمه يتبع علم الحق» 
وعلم الحق يتبع الماهيّات غير المجهولة» هو فيض روح الحياة على 
الكون الأعلى والأسفل» وهو على قلب أسرافيل (عم) من حيث 
حصة الملكية الحاملة مادة الحياة والإحساس لا من حيث انسانيته. 
وحكم جبريل (عم) فيه كحكم النفس الناطقة من النشأة 
الإنسانية» وحكم ميكائيل (عم) فيه كحكم القوة الجاذبة فيهاء 
وحكم عزرائيل (عم) فيه كحكم القوة الدافعة فيها. 

فالقطبية الكيرى هي مرتبة قطب الأقطاب وهي باطن نبو 
محمد (عم) فلا تكون إلا لورثته» لاختصاصه عليها بالأكملية قله 
يكون خخاتم الولاء وقطب الأقطاب إلا على ياطن حاتم النبوّة. 

قال بعض العارفين في طريق الشيخ الأكبر ولها ترقي: وهو أن 
يترقى فيها المريد من البدليّة إلى القطبية وذلك غاية ما يكون فى 
العلو لأن قلب القاطب دائماً يطوف بحضرت0(© الحق 7 
يطوف الناس بالبيت الحرام» فهو يرى بقليه الحق (تع) في كل 
وجهة ومن كل جهة كما يستقبل الناس بالبيت ويروته إذ هو 


4)١(‏ بحضرت: هكذا جاءت تاء طويلة. 


؟؟" 


-جامع الأصول  ١‏ 
حي الأولياء وأنواعهم وأوصائهم 


ملتقى عن الحق جميع ما يقضيه على الخلق» وهو يجسده حيث ما 
أراد الله من الأرضء فأكمل اليلاد البلد الحرام وأكمل البيوت 
البيت الحرام» وأكمل الخلق في كل عصر القطب. 

فاليلد نظير جسده. 

والبيت نظير قلبه. 

فالأفراد هم الرجال الخارجون عن نظر القطب وهم الذين 
أكمل أهل الأرض. 

فالأمناء: هم الملاميّه وهم الذين لم يظهرها في بواطنهم أثر على 
ظواهرهم وتلامذتهم في مقامات أهل الفتوّة. 

قال صاحب العوارف: الملاتي هو الذي لا يظهر خيراً ولا 
يضمر شرا وذلك أن الملامى تشربيت عروقه طعم الإخلاص 
والحب» وتحققت بالفتوة والصدق فلا يحب أن يطلع أحد على 
حاله وأعماله. 

> - فالتقياء: هم الذين استخرجوا خبايا النفوس وتحققوا يإأسم 
الباطن فأشرفوا على بياطن الناس فاستخرجوا خفايا الضمائر 
لانكشاف الستائر لهم عن وجوه السرائر» وهم ثلاثة(؟2 أقسام 
نفوس عارية وهي: 

الحقايق0© الأمرية» ونفوس سفلية وهي الخلقية» ونفوس وسيطة 
وهي الحقايق الإنسانية. 

وللحق (تع) في كل منها أمانة مطوية على أسرار إلهية وكونية 
وهم ثلاثماثة. 


0 في الكحابة: ثلثة 
اللقايق: أي الحقائق. 


تن 


الفصل الرابع: 
مقام عبد القادر والشاذلي ومظاهر الأولياء 


إعلم أن للأولياء أربع مقامات: 

الأول: مقام خحلافة النبوة 

والثاني: مقام خخلافة الرسالة 

والغالث: مقام خلافة أولي العزم 

والرابع: مقام خلافة أولي الاصطفاء. 
فمقام خلافة النبوّة للعلماءء» ومقام خلافة الرسالة للأبدال ومقام 
خلافة أولي العزم للأأّوتاد ومقام خلافة أولي الاصطفاء للأقطاب. 

فمن الأولياء من يقوم في عالم الأنبياء. 

ومنهم من يقوم ني عالم الرسالة 

ومنهم من يقوم في عالم مقام أولي العزم 

ومنهم من يقوم في عالم مقام الإصطفاء. 

ومعنى الولي على الوجهين: 

الأول: من ثبت له تصدف ولاية على مصلحة دينية 


ه؟ 


جامع الأصول  ١‏ 
ني الأولياء وأنواعهم وأوصاكهم 


والثانى: ليس له ولاية التصرف بالفعل بل ثبت له تصرّف ولاية 
التصرف بالقوة. 

فإن قيل كيف بكون ولياً من ليس له ولاية التصرّف. الجواب 
يجوز أن يكون ولياً على معنى: أن الله تعالى قد تولى وتصدف 
بجميع أموره؛ وهذا الوالي ولي يالقوة: إِنْ سَ سَمِعَ فيا لحق يسمع. وإثت 
أبصر فبالحق نيصر وإن نطق فبالحق ينطق 

فهو عالم المحبوبية» وإلى هذا أشار بقوله تعالى كنت له سمعاً 
وبصراً#<'2»: وهذا الولي لا يصلح أن يكون مريياً للخلق لأته في 
قبضته تعالى مسلوب الإختيار عن نفسه فلا يصلح أن يكوت هري 
للغير لأن التصرف في غيره يستدعي ولاية التصرف في نقسه. 

وهذا الوالي مجذوب في نفسهء مسلوب التصرف في نقسه» 
فكان مسلوب التصركت في خيرة أل يرى في عرف الشرع أن من 
عله الولاية علئ نقسه ”د ثبعت له الولاية على غيرةء ومن لا غلاء 
فالفاعل البالغ ل تبت له الولاية على نفسه قدت تبعت له الولاية على 
غيره: 

والطفل والصبي والمجنون 1 لم تثيت له الولاية على نفسه لم 
ككينت تثبت الولاية على غيره. 

١‏ لحرت هو في قبضته تعالى بمنزلة الصبي الّضيعء تتصرف فيه 
يد القدرة كتصرف الوالدة بولدهاء فهو في حجر تربية المحبوبية» 
يرضع بلبن كرم الربوبية» وهم أطفال» ويقول فيهم قد يربون في 
حجر تربية إرادتناء يرضعون بلبن كرمنا. 

40 53/4 سورة الأحقاف/55: والآية يكاملها تقول ط«ولقد مكناهم فيما أن 
مكناكم فيه وجعلنا لهم سمعاً وأبصاراً وأفدة فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم 
ولا أفدتهم من شيء إذ كانوا يجحدون بآيات الله وحاق بهمء كانوا به يستهزءون©. 


”35 


مفاح عيد القادر والشاذلي ومظاهر الأولياء 


فأما الوالي السالك يصلح أن يكون مربي فهو تام التصرف 
والتديير على نفسه وغيرهء وهذا ولي بالفعل» لأنه بمنزلة البالغ الذي 
تثبت له الولاية على نفسه. ومن له الولاية على نفسه جاز له الولاية 
508 وإذ جاز ذلك في عرف الشرع» جاز في عرف الحقيقة» 
إن الحقيقة على وزن الشريعة والتفرقة بينهما كفرء فمثال المجذوب 
في مقام المحبوبية كمثل من سلك به طريق مشدود العين» فهو لا 
يرى موضع قدمه ولا يدري أين يذهب. فإن هذا الرجل إذ قطع 
ووصل مراده وسأل عن منزلة من المنازل لم يكن عنده علم ولا 
خبرء وكما أن هذا الرجل لا يصلح أن يكون دليلاً في البادية 
فكذلك المجذوب لا يصلح أن يكون دليلاً في طريق الآخرة. 

إعلم أن لكل من الأولياء خصوصية وهمة في الحياة والمماة 
كنقش الحقيقة: 

- الإلقاء في بحر الوحدة والفناء والإستغراق لشاه نقشبندي 

محمد يهاء الدين. 

- قوة التصرف والإمداد لعيد القادر الجيلاني. 

- وقوة العلم والواردات لعلي أبي الحسن الشاذلي0"©. 

- والخارق للسعادة والفتوة الحضرة أحمد الرفاعي 

- والترحم والتعطف للسيد أحمد البدوي 

- والسخاء والكرامة لإبراهيم دسوقي 


(؟) جاء في كتاب لطائف المتن للشيخ الإمام اين عطاء الله السكندري المتوفى بالقاهرة 
سنة سبعمائة وتسعء وهو تقي الدين أبو الحسن ين عبد الله بن عبد الجبار بن تميم بن 
هرمز بن حاتم بن قصي بن يوسف بن يوشع بن ورد بن بطال بن أحمد بن محمد 
بن عيسى بن محمد بن الحسن بن علي ين أآبي طالب رضي الله عنه وعرف 
بالشاذلي. 


"١ 


حجامع الأصول - 
ني الأولياء وأنواعهم وأوصاكهم 

ب والعرقات والإاكمال للشيخ الأكبر 

ثَ والغيية” والضحق للإامام السهروردي 

- والرياضة والأوَاه للشيخ خضر يحى 

- والوجد والجذبات لنجم الدين الكبري 

وإت ثبتت هذه الخصلة نوعاً لكل الأولياء إل أنها خصوص 
وغاية مقام لهذه0”© العارفين» ولكل قوم بما لديهم فرحين. 


بعر السقايت7*؟ عم الذولياء 


قال القريشي رأيت أربعة من المشايخ يتصرفون في قبورهم 
كتصرف الأحياء: الشيخ عبد القادر والشيخ معروف الكرخي 
والشيخ عقيل المنجي والشيخ حياة بن قيس الحراني وقالوا؟ كبار 
الاولياء ما عدا هذه. 

وبعد القرون الثلاثة9'؟: الجنيد البغدادي واليايزيد البسطامي» 
وإمام شبليء» وشمس الدين البرزي» وداود الطائيء وإبراهيم بن 
أدهم, وابو الحارث» وسري السقطي» وإمام ١الحرمين‏ وابو مدين 
وعيد السلام وأبو العياس» والسمتوت» والسهل» واخارت» وإبراهيم 
الخواص» وإبن العطاى والحلاجء والشيباني» وأبو بكر زقاق» 
والرازي» والشعراني» والكشّيري» ومحمد الخفاف» وأبو الفضلء 
زهة والأصح لهؤلاء. 
(84) العتوان للمحقق 


9ه والصبيح: وقال كيار الأولياء 
جم في الأصل والعلث» 


ان 


مفامح عبد القادر والشاذلي ومظاهر الأولياء 


ويوسف الهمذانيء وركن الدين» ورضي الدين» وفخر الدينء 
وظهير الدين» وبدر الدين وصدر الدينء ونظام الدين وسيف 
الدين» واق شمس الدين» والرمليء والقاضي”'؟ زكرياء والبرزنجي 
والأوزاعي» وأيو الليث. وشيخ الإسلام» والكرماني» والقسطلاني» 
والسيوطيء والخطيبء. والديلمي» والبيهقي» والسكاكي. 
والسبكي» والمتّاوي» والجرجاني. 

هذه مشهور وغيرها كثير..ومفضل وألوف ولا تُعرف9”© قال 
تعالى: «#أوليائي تحت قبائي لا يعرفهم غيري4©. 

وقال شمس الدين الحنفي إن الله قد أطلعني على مقام عبد 
القادر وعلى مقام أبي الحسن الشاذلي فوجدت مقام أبي الحسن 
الشاذلي أعلى من مقام عبد القادر. قال وذلك لأن سيدنا عيد 
القادر سكل يوماً فقيل له يا سيدي من شيخك؟ 
فقال: أما فيما مضى فكان سيدي حماد الدباسي وأما الآن فأنا 
استقي من بحرين: 

بحر النبوّق (يعني بيحر النبوة النبيّ عليه السلام)» 
وبحر الفتوّة على بن أبي طالب رضي الله عنه. 

وقال: سكل سيد أبي الحسن الشاذلي فقيل من شيخك؟ 

فقال: أما فيما مضى فكان سيدي عيد السلام إبن مشيش وأما 
الآن فأنا أستقي من عشرة أبحر: خمسة سماوية وخمسة 
عرضية7), 


0 في الأصل وقاضي 
لكك 5 هؤلاء احا ييه كُثر مفضّلون وألوف غير معروفة 
(5) هكنا في ا والصحيح أرضية 


اح 


جامع الأصول - 
هي الأولياء وأتواعهم وأوصافهم 

أما السماوية: فجبريل» وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل والرّوح 
وأما الأرضية: فأبو بكر وعمر وعثمات وعلي والنبيٍ عليه السلام. 
وقال أبو العباس المرسي جلت في ملكوت الله قرأيت أيا مدين 
متعلقاً بساق العرش. فقلت له ما عنومك وما مقامك. فقال: أما 
علومي قواحد وسبعوت غلبا وأما مقامي قرايع الخلقاء ورأس 
السبعة الأبدال. 

قلت فما تقول في سيدي الشاذلي. 

وقال المحققون: مقام عبد القادر أعلى. والله أعلم بمقامهم 

مظاه ابلذرلياء دمساتيسرس 

وأما مظاهر الأولياء ومراتبهم في جميع الأسماء الإلهية فهكذا: 

عبد الله: هو العبد الذي تحلى له الحق بجميع أسمائه فلا يكون 
في عباده أرفع ماما وأعلى شأناً منه لتحققه بأسمه الأعظم واتصافه 
يلجميع صفاته ولذا حص نيّتال(صلمعم) بهذا الرسم في قوله تعالى: 


«وإنه لا قام عبد الله يدعوه»2: '2 . فلم يكن هذا الإسم إلا له 
وللأقطاب من ورثته وتبعيته وإ أطلق على غيره ا لاتصاف 


كل إسم عن أسمائة جميعها بحكم الواحدية. واحدية جميع 
الأسماء. 


عبد الرحمن: هو مظهر إسم الرحمن. فهو رحمة للعالمين 


.١15/7 ٠١‏ سورة الجن الآية ١5‏ وتقول: وإنه لا قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون 
عليه ليدا. 


مقام عبد القادر والشاذلي ومظاهر الأولياء 


جميعاً بحيث لا يخرج أحد من رحمته بحسب قابلية استعداده. 


عبد الرحيم: هو مظهر إسم الرحيم وهو الذي يخص رحمته 
بما اتقى وأصلح ورضى الله عنه وينتقم من غضب الله عليه. 

عبد الملك: هو الذي يملك نفسه وغيره بالتصرف فيه بما شاء 
الله وأمره يه فهو أشد تخحلق الله لى خخليقته. 

عبد القدوس: هو الذي قدّسه الله عن الإحتجاب فلا يسمع 
قلبه غير الله وهو الذي وسّع قليه الحق كما قال: لا يسعني أرضي 
ولاسمائي ويسعنىي قلب عيدي المؤمن» ومن وسع الحق قُدّس عن 
الغير إذ لا يبقى عن تحلي الحق شيء غيرهء فلا يسع القدوس إلا 
القلب المقدس من الأكوان. 

عبد السلام: هو الذي تجلى له يإسم الشلام فسلّمه عن كل 
نقص وأفة وعيب. 

عبد المؤّمن: هو الذي أمنه الله عن العقاب والبلاء وأمنه الناس 
عن ذواتهم واموالهم واعراضهم. 

عبد المهيمن: هو الذي يشاهد كون الحق رقيباً شهيداً على كل 
شيء فهو يرقب نفسه وغيره يإيفاء حق كل ذي حق لكونه مظهرا 
إسم المهيمن. 

عبد العزيز: هو الذي أعرّه الله بعجلي عرّته فلا يغلبه شيء من 
أيدي الحدثات والأكوان وهو يغلب. 

عبد الجتار: هو الذي يجير كسر كل شيء وتقصه:ء لآن الحق 
جير حاله وجعله يتجلى » هذا الإسم جابرا حال كل شيء مستعليا 
عليه. 


"١ 


جامع الأصول ‏ 
عي الأولياء وأتواعهم وأوصافهم 

عبد المتكبر: هو الذي فنى تكيره بتذلّله للحق حتى قام كبرياء 
الله مقام كبره فتككئر بالحق على ما سواه فلا يتذلّل للغير. 

عبد الخالق: هو يقدّر الأشياء على مراد الحق لتجليه له بوصف 
الخلق والتقدير فلا يقدّر إلا بتقديره تعالى. 

عبد الباريء: هو قريب من عبد الخالق وهو الذي يرى علمه 
من التفاوت والاختلاف فلا يفعل إلا ما ناب حضرة ة الا سم الباري 
متعاد لا متناسباً بريّاً من التناقر كقوله تعالى «9ما ترى في خلق 
الرحفن من تفاوت7' '2. لأن الباري الذي تحلى له شعبة سس 
شعب الأسماء التي تحت إسم الرحشفن. 

عبد المصوّر: وهو الذي لا يتعرف إلا ما طابق الحق ووافق 
تصويره لأن فعله يصدر عن مصوّريته تعالى. 

عبد الغفار: هو الذي غفر جناية كل من يجني عليه وستر عن 
غيره ما أحب أن يستر منه لأن الله تعالى ستر ذنوبه وغفر له بتجلى 
غفاريته فيعامل عباده بما عامله به. 

عبد القهّار: هو الذي وفقّه الله بتأبيده لقهر قوى نفسه فتجلى 
له ياسمه القَهّار فيقهر كل من نادام» ويهزم تكل من بارزه وعاداه» 
ويؤثر في الأكوان ولا يتأثر منها. 

عبد الوقاب: هو من تجلّى له الحق يإسمه الجواد فيهب لمن 
ينبغي على الوجه الذي ينبغي بلا عوض ولا غرض ويمد أهل عنايته 
تعالى بالأمداد لأنه واسطة جوده ومظهره. 

عبد الرزّاق: هو الذي وسع الله رزقه فيؤئر به على عباده 


1١‏ 6/507 سورة الملك. الآية * وتقول: #الذي خلق سبع سموات طباقاً ما ترى في 
خلق الرحمان من تفاوت فأرجع البصرَ هل ترى من فطور». 


زضنا 


مفاح عبد القادر والشاذلي ومظاهر الأولياء 


ونس ان برام ال أن يطل :لم أن الله صل في قوتهالبيغة 
والبركة فلا يأتي إلا حيث تبارك فيه ويفيض الخير به. 

عبد الفتّاح: هو الذي أعطاه الله علم أسرار الفاتح على اختلاف 
أنواعها قفتح به الخصومات ولمغالق والعضلات والمضايق» وأرسل 
به فتوحات الرحمة وما أمسك من النعمة. 

عبد العليم: هو الذي علّمه الله العلم الكشفي من لدنه بلا تعلم 
وتفكر بل بمجرّد الصفاء الفطري وتأييد النور القدسي. 

عبد القاضي: هو من قبضه الله إليه فجعله: قابضاً لنفسه وغيره 
عما لا يليق بهم ولا ينيغي أن يقيض عليهم في حكم الله وعدله 
وحاجراً عن العباد ما ليس يصلح وهم يتقيضون بقيضه وحجزه. 

عبد الباسط: : هو من بسطه الله في تخلقه تعالى فيرسل عليهم 
بإذنه من نقسه وماله ما يفرحون به ويبسطون موافقاً لأمرهء لأنه 
ييسطه بتجلّي إسم الياطن فلا يكون مخالقاً لشرعه. 

عبد الخافض: هو الذي يتذلّل له في كل شيء ويخفض عن 
نفسه لرؤية الحق فيه. 

عبد الرافع: هو الذي يترفع عن كل شيء لنظره إليه بنظر 
اللشوي والغير ورفع نفسه عن رتيته لقيامه بالحق الذي هو رفيع 
الدرجات» وقد يكون بالعكس لأنه الأول بمظهرية الإسم الخافض» 
وهو الذي يخفض كل شيء لرؤيته عدماً محضاً ولا شيء صرفاء 
والثاني لتجلي إسم الرافع له الذي يرفع كل شيء لرؤيته الحق فيه» 
وهذا عندي أولى لأن المتعارف يطلب الرحمة ليتصف بها فيصير 
رحيماً لا مرحوماً فذلك نصيب العامي من الرحمة. 

عي لاز بعواطى حل انلق بامبعة لون عزمر جز أت 
بعرّته من أوليائه. 


قثن 


جامع الأصول  ١‏ 
كي الأوليء وأنواعهم وأوصاكهم 
عبد المذل: هو مظهر صفقة الإذلال» ليذل بمذلية الحق كلّ من 
أذلّه الله من أعدائه باسمه المذل الذي تَجلّى به له. 

عبد السميع وعبد البصير: هما من تحلى بهذين الإسمين 
فاتصف بسسمع الحق وبصره. كما قال: كتت سمعه الذي به 
يسمع ويصره الذي به ييصرء فييصر ويسمع الأشياء يسمع الحق 
وبصره. 

عبد الحكيم: هو الذي يحكم بحكم الله على عباده. 

عبد العدل: هو الذي يعدل من الناس بالحق لأنه مظهر عدله 
تعالى, وليس العدل هو التساوي كما يظن من لا يعلم» بل توفية 
حق كل ذي حق وتوفيره عليه بحسب استحقاقه. 

عبد اللطيف: هو من يلطف بعباده لكونه بصيراً يموقع اللطف» 
للطف إدراكه فيكون مطلعاً على البواطن» وواسطة للطف الحق 
بعياده وإمدادهم وهم له يشعروت يه» للطفه يتجلى الإسم اللطيف 

عبد الخبير: هو الذي أطلعه الله على علمه بالأشياء قبل كونها 
ويعده. 

عبد الخليم: هو الذي لاا يعاجل من يجني عليه بالعقوية ويحلم 
عليه ويتحمل أذية من يؤذيه وسفاهة الشفهاءء ويدفع السيكة بالتي 
هي اسحسسن. 

عبد العظيم: هو الذي تحلى الحق له بعظمته فيتذلّل له وغاية 
التذلل أداء لحق عظمتهء فعظمة الله تعالى في أعين عياده» ورفع 
ذكره بين الناس يجلونه ويوقرونه لظهور أثار العظمة على 
ظاهره. 


32 


مقام عبد القادر والشاذلي ومظاهر الأوليك 


عبد الغفور: هو من أبلغ في غفران الجناية وسترها من عبد 
الغفورء» وهو دائم الغمرانء وعبد الغفار كثير الغفران. 

عبد الشكور: هو دائم الشكر لربه لأنه لا يرى النعمة إلا منه 
ولا يرى منه إلا التعمة وإن كانت في صورة البلاء والنقمة» ولا 
يرى باطنة النقمة كما قال علي رضي سبحانه: من اشتدت نقمته 
لأعدائه في سعة رحمته واتسعت رحمته لأوليائه في شدة نقمته. 


عبد العلي: هو من علا قدره عن أقرانه وارتفعت همته في 
طلب المعالي عن همم أخوانه وجاز كل رتبة عليّة وبلغ بكبرياء 
الحق وزاد بكبره في الفضل والكمال على الخلق. 

عبد الحفيظ: هو الذي حفظه الله في أفعاله وأقواله وأحواله 
وخخواطره وظواهره وبواطنه عن كل سوء فتجلى فيه يإسمه الحفيظ 
حتى سرى الحفظ منه في جلسائه كما يحكى عن سليمان 
الداراني أنه لم يخطر بياله خطرة سوء ثلاثين سنة ولا ييال جليسه 
ما دام جالسا معه. 

عبد المقيت: هو من أطلعه الله على حاجة الحتاج وقدرها 
ووقتهاء ووفقه لإنجاحها على وفق علمه من غير زيادة ولا نقصان 
ولا تقدم على وقتها ولا تأخر عنه. 

عبد الحسيب: هو من جعله الله حسيباً لنفسه حتى في أنفاسه. 
ووفقه للقيام عليها وعلى كل من تابعه بالحسبة. 

عبد الجليل: هو من أجلّه الله بجلاء له حتى هابه كل شيء رآه 
بجلال قدرهء ووقع في قلبه الهيبة منه. ١‏ 

عبد الكريم: هو الذي أشهد الله وجه إسمه الكريم فتجلى له 
بالكرمء وتحقق بحقيقة العبودية بمقتضاهاء فإن الكرم يقتضي معرفة 


و؟ 


جامع الأصول - 
هي الأولياء وأتواعهم وأوصلاهم 
قدره وعدم التعدي عن طوره» فيعرف أن لا ملك للعيدء قلا يجد 
شيعاً ينسب إليه إل ويجود به على عباده بكرمه تعالى» فإن كرم 
فولاه يسخخص بملكه من يشأء وكذا لا يرى ذتياً من أحد إلا وهو 
ستر عليه ولا يجني أحد عليه إلا وهو يغقر عته ويقابله بأكرم 
الخصال وأجمل الفعال. 
قيل: لما سمع عمر رضي الله عته قوله تعالى: ما غرّك بريك 
الكريم. قال: كرملك يا ربّ. 
وقال محي الدين بن العربي: هذا من ياب تلقين الحجة. 'وفي 
الجملة لا يرى لذنوب جميع عباده في جنب كرمه تعالى وزناً ولا 
يرى جميع نعمه عند فيض كرمه قدرأء فيكون أكرم الناس لصدور 
فعله عن كرم ريّه الذي تلّى له ريّه وقسا عليه. 
عبد الجواد: فإنه مظهر اسمه الجواد وواسطة جوده على عباده 
قلا يكون أجود منه في الخلق وكيف لا وهو جاء بنفسه لمحبويه 
فلايتعلق بقليه ما عداه. 
عبد الرقيب: هو الذي يرى رقية0” »6 أقرب إليه من نفسه 
إدرا كا لقيامها وذهابها في لي الإسم الرقيب فلا تجاوز حداً من 
حدود الله تعالى ولا 8 أشدٌ مراعاة لها منه لتفسهء ولما يحضره 
من أصحابه فإنه يرقبهم برقية الله تعالى. 
عبد المجيب: هو الذي أجاب دعوة الحق وأطاعه حين سمع 
قوله: أجييوا داعي الله فأجاب الله دعوته حتى تجلى ياسمه جيب 
فيجيسه “كل امن زدعاه “من عيادة .إلى حاجاته لأنه من جملة 
الإستسجابة التي أوعنبيت عليه لإجابته تعالى في قوله: «إإذا سألك 


[هدلة والملقصود مراقبته 


كنا 


مقام عبد القادر والشاذلي ومظاهر الأوليء 


عااختي فإنى قريية اديت دعوة الداع إذا دعانٍ فليستجيبوا 


4 ركه 
لأنه يرى دعاهم دعاه بحكم والتوحيد للأيمانت الشهودي فى 
قوله وليؤمنوا. 


عبد الواسع: هو الذي وسّع كل شيء فضلاً وطولاً ولا يسعه 
شيء لإحاطته بجميع المراتب فلا يرى مستحقاً إل اعطاه من 
فضله. 

عبد الحكيم: هو الذي يضره بمواقع الحكمة في الأشياء ووفقاً 
للسداد في القول والصوابء فلا يرى حلا في شيء إلا يسدّمءولا 
فساداً إلا يصلحه. 

عبد الودود: هو من كملت مودته لله ولأوليائه جميعاء فأحبه 
اللّه وألقى محبته على جميع خلقه. فأحبه الكل إلا جهال الثقلين. 

قال النبن (صلعم): إن الله تعالى إذا أحب عبداً دعا جبريل 
فقال إني أحب فلانا فأحبه فيحبه جبريل» ثم ينادى في السماء 
فيقول إن الله يحبٌ فلانا فأحبّوه» فأحبه أهل السماء ثم يوضع له 
الْعبو لاه 

عبد المجيد: وهو الذي مجّده الله بين الناس يإكمال أخلاقه 
وصفاته وتحققه بأخلاق الله فيمجدونه لفضله وحسن نخلقه. 

عبد الباعث: هو من أحيا اللّه قلبه بالحياة الحقيقية بعد موته 
الإرادي عن صفات النفس وشههواتها وأهوائهاء وجعله مظهراً 
لإسمه الباعث» فهو يحبي موتى الجهل بالعلم وييعثهم على طلب 
الحقّ. 


1١48/5 005(‏ سورة البقرة الآية .١8<‏ وتتمتها: إوليؤمتوا بي لعلهم يرشدون»©. 


يض 


جامع الأصول - 
كي الأولياء ولنواعهم وأوصاكهم 

عبد الشهيد: هو الذي يشهد الحق شهيداً على كل شيء 
فيشهده في نفسه وفي غيره من خلقه. 

عبد الحق: هو الذي تحلى له الحق فقعصمه في أفعاله وأقواله عن 
الباطل يرى الحق في كل شيء لأنه الثايت الواجب» القائم بذاته 
والمسمى بالسوي باطل زائل ثابت» بل يراه في صور الحق حقاً 
والياطل باطلا* ©2. 

عبد الوكيل: هو من يرى الحق في صور أسبابه فاعلاً بجميع 
الأقعال التي منها المحجوبوتن إليهاء فيعطل الأسباب» ويكل الأمور 
الى من توكلنا منه ويرضى به وكيلاً. 

عبد القوي: هو الذي يقوى بقوة الله على قهر الشيطان 
وجنوده التي هي قوة نفسه من الغضب والشهوة والهوى» ثم على 
قهر أعدائه من شياطين الأتسٍ والجن فلا يقاومه شيء من خلق الله 
إل وقهردء ولا يناديه أحد إل غلبه. 

عبد المتين: هو الصلب في ديته الذي لم عا ثر عمن أراد إغوائه 
ولم يكن لمن ذلّه عن الحق: بشدّته لكونه أمتن كل متين» فعبد القوي 

هو المؤثر في كل شيع وعيد المتين هو الذي لم يتأثر عن شيء. 

عبد الولي: هو من يتولاه من الصا حين والمؤمنين فإن الله تعالى 
يقول وهو يتولى الصالخحين: الله ولي الذين أمنوا فهو يتولى بولائه 
الله اوليائه من المؤمنين والصاحين. 

عبد الحميد: هو الذي يتجلى له الحق بأوصافه الحميدة قيحمده 
الناس وهو لا يحمد إلا الله. 


52 له والمقصود من الجملة: قيرى الحق في كل شيء لأن الحق ثايت وأجب» قائم يذاته 
ويسمى بالسوي. كذلك فإن الباطل ثايت الزوال. 


م7" 


مقاح عبن الفادر والشاذلي ومظاهر الأولياء 


أو إحاطة 08 شيء علا فهو يعحصي المعلومات سي 
الموجودات إجمالاً وتفصيلا: فيحاسب نفسه ويحصي أقواله 
وأفعاله. 

عبد المبديء: هو الذي أطلعه الله على بدائه فبشهد إبتداء 
الخلق والأمر فييدى بإذنه ما ييدي من الخيرات. 

عبد المعيد: هو الذي أطلعه الله على إعادته الخلق» والأمور 
كلها إليهء قيعي فيغيد. واذنة ما :يجب إعادته إليه ويشهد عاقبته ومعاده فى 
العاقبة والسعادة على أحسن ما يكون. 

عيد المحيي: هو الذي تحلى له الحق يإسمه الحبي فأحيا قلبه به 
وقدره على إحياء الموتى كعيسى عليه السلام. 

عبد المميت: هو من أمات الله من نفسه هواه وغضيه وشهوته» 
محنى قلية .وتدو ور عقله بحياة الحق ونوره حتى أثر في غيره يإماتة 
قوى نفسه أو نفسه بالهمة المتأثرة من الله بتلك الصفة التي تحلى له 
بها. 

عبد الحي: هو من تجلى له الحق بحياته السرمدية فحبي بحياته 
الديحومة. 

عبد القيوم: هو الذي شهد قيام الأشياء بالحق جلت قيامته له 
فصار قائماً فاح الخلق» قيماً بالله, قينا لأوامره» حلعة 
بقيوميته» ممداً 0 فيما يقوموت من اه ويم 0 
الأحدية» فوجد 5507 لجرك بعرت الوجود ا فاستغتى 
به عن الكل لأنه الفائز به بالكل فلا يفقد شيعاً ولا يطلب شيئاً. 


8 


جامع الأصول - 
ني الأولياء وأنواعهم وأوصاكهم 

عبد الماجد: هو الذي شرّقه الله يأوصافه وأعطاه ما استعدّه 
وأطاق تحشّله من مجده وشرفه كعيد انيجيد. 

عبد الواحد: هو الذي بلغه الله الحضرة الواحدية وكشف له 
عن أحدية جميع أسمائهء فيدرك ما يدركء ويقعل ما يفعل 
بأسمائه» ويشاهد وجوده بأسمائه الحسنء فهو وحيد الوقت 
صاحب الزمان الذي له القطبية الكبرى بالأحدية الأولى. 

عبد الصمد: هو مظهر الصمدية الذي نصمد إليه لدفع 
البليات» واتصال أمداد الخيرات» ويستشفع إلى الله لرفع العذاب 
وإعطاء الثواب. وهو محل نظر الله إلى العالم في ربوييته له. 

عبد القادر: هو الذي شاهد قدرة الله في جميع المقدورات 
بتجلى الإسم القادر له» فهو صورة اليد الؤلهي الذي به ييطشء فلا 
يمنع عليه شيء» ويشاهد مؤثرية الله تعالى في الكل ودوام اتصال 
مدد الوجود إلى المعدومات مع عدميتها بذواتهاء فيرى نقسه 
معدومة بذاتها مع كونها مؤثرة بقدرة الله في الاشياءء وكذا عبد 
المقعدر لكنه يشهد مبدأ الإيجاد وحاله. 

عبد المقدم: هو الذي قدّمه وخا من أهل الصف الأول» 
فيقدم بتجلي هذا الإسم له كل من ى يستحق التقديم ياسمه وكل ما 
ينب مم الافعاق: 

عبد المؤخر: هو الذي أتخره الله عن ما عليه كل مفرط مجاوز 
عن حدوده تعالى بالطغيان فهو يؤخر بهذ الإسم كل طاغ عاد 
ويرده الى حدهء ويردعه عن التعدي والطغيان وكذا كل ما يجب 
تأخيره من الأفعال» وقد يجمعها الله لاقوام. 

عبد الأول: هو الذي يشاهد أولية الحق على كل شيء وأزليته. 
فيكون هو الأول بعحقيقه بهذا الإسم على الكل في مقامات 


5-6 


مفاح عبد القادر والشاذلي ومظاهر الأوليكء 


المسابقة إلى الطاعات والمسارعة إلى اخيرات» وعلى من وقف مع 
الخليقة لتحفقه بالأزلية “والخلقية موسنومة يسية الحدوث: 

عبد الآخر: هو الذي شهد أخريته تعالى ويقائه بعد فناء الخلق 
في تحقيق معنى قوله «وكل من عليها فانٍ وييقى وجه ربك ذو 
الجلال والإكرام#”2” '©. لطلوع الوجه الياقي عليه فيبقى يبقائه وآمن 
بلقائه»ء وقد يتصف بهما بعض أوليائه» بل أكثرهم. 

عبد الظاهر: هو الذي ظهر له الإطاعات والخيرات حتى 
كشف له الله عن إسمه الظاهر فعرفه يأنه الظاهرء واتصف 
بظاهريته فيدعو الناس إلى الكمالات الظاهرة والتزين بها ورجح 
التشبيه على التنزيه كما كانت دعوة موسى عليه السلام ولهذا 
أوعدهم الجنان والملاذ الجسمانية وعظم التورية بالحجم الكبير 
وكتابتها بالذهب. 

عبد الباطن: هو الذي بالغ في المعلومات القليية وأخلص لله 
وقدّس الله سرّه فتجلى له ياسمه الباطن حتى غليت روحانيته 
وأشرف على البواطن وأخبر عن المغيبات فيدع الناس إلى 
الكمالات المعنوية والتقدس» وتطهير السرء» ورجح التنزيه على 
التشبيه كما كانت دعوة آدم عليه السلام إلى السماوات 
والروحانيات وعالم الغيب والتقشّف قي الملبس» والإعتزال 
والخلوة. 

عبد الوالي: هو من جعله الله والياً للناس للظهور في مظهره 
ياأسمه الوالي» فهو يلي نفسمه وغيره بالسياسة الإلهيةء ويقيم عدله 
في عباده يدعوهم الخير ويأمرهم بالمعروف» وينهاهم عن المتكرء 


)ع هه/؟ وده/لا ١‏ 


١ 


جامع الأصوا ل - 
كني الأولياء وأتواعهم وأوصاكهم 


فأكرمه الله تعالى وجعله أول السبعة الذين يظلهم في ظل عرشه 
وهو السلطان العادل ظل الله في أرضهء أثقل الناس ميزاناً» لأن 
خحتاتة الرعايا وخبراتهم توضع في ميزانه من غير أن تنقص من 
أجورهم شيئاء إذ به اقام دينه فيهم وحملهم على الخيرات» فهو يده 
وناصره والله مؤيده وناصره وحافظه. 

عبد المتعالي: هو المتتابع في العلوء من إدراك الغير وعبده الذي 
هو مظهره» من لا يقف بكل كمال وعلو حصل لهء بل يطلب 
بهمته العالية الترقي إلى أعلى منهء لانه شهد العلو الحقيقي المطلق 
المقدس عن علو المكان والمكانة وعن كل تقييد. فلا يزال يطلب 
العلو في جميع الكمالات» ألا ترى أكرم لخلايق وأعلاهم رتبة 
كيف خوطب بقوله تعالى: #وقل رب زدني علما. 

عبد البر: هو من اتصف بجميع أنواع البر معنى وصورة قلا 
يجد نوعاً من أتواع البر إلا أتاه» ولا فضلاً إلا أعطاهء ولكن البر من 
أآمن بالله واليوم الآخر. 

عبد التواب: هو الرججاع إلى الله دائماً عن نفسه وجميع ما 
سوّى الحق حتى شهد التوحيد الحقيقي وقَيل التوبة بككل ما تاب 
إلى الله عن جريمته. 

عبد المنتقم: هو الذي يالغ في العقوية على أعدائه تعالى ولا 
يحمد من العبد إلا إذا كان إنتقامه لله تعالى» وأحق الأعداء نفسه 
فيتتقم منها مهما ارتكبت معصيةء أو ترك طاعة, بأن يكلفها 
خلاف ما حملها عليه؛ وينتقم لله ولدينه ما استطاع من كل فاجر 
وفاسق. 

عبد العفو: هو من أقامه الله تعالى لإقامة حدوده. بل لا يجني 
عليه أحد إلا عفاه. قال النبي عليه السلام: إن الله عفو مسحب 


1 


مقاح عبد القادر والشاذلي ومظاهر الأولياء 


العفو. وقال: حوسب رجل ممن كان قبلكم فلا يوجد له من الخير 
شيء إلا أنه كان موسراً وكان يأمر غلمانه بالتجاوز عن المعسر. 

قال الله تعالى «إنحن أحق بالتجاوز منه فتجاوز عنه». 

عبد الرؤوف: هو من جعله الله مظهراً لرأفته ورحمتهء فهو 
أرأف خلق الله بالناس إلا فى حدود الشرعية» فإنه يرى الحد وما 
أوجبه عليه من الذنب الذي أجرى الله على يده يحكم الله وقضائه 
رحمة منه عليه وإن كانت ظاهرة نقمة» وهذا عما لا يعرفه إلا 
خاصة الخاصة بالذوق» فإقامة الحد ظاهراً عين الرأفة به باطناً. 

عبد مالك المللك: هو من شهد مالكيته تعالى فرأى نفسه ملكاً 
له خخالصاً من جملة ملكه فتحقق بعيوديته حتى اشتغل بعيوديته 
لمولاه عما ملكه إياه وعن كل شيء فجازاه الله بجعله مظهر المالك 
الملك؛ إذ لا يملكه حتى شغله عن ريّه وكان حراً عن رق الكون 
مالكاً للأشياء بالله لا بنفسه فإنه عبد حقاً. 

عبد ذي الجلال والإكرام: هو من أجلّه الله وأكرمه لاتصافه 
يصفاتهء وتحققه بأسمائهء» وكما تقدّست أسماوه وعرّت وتنرّهت 
وجلت فكذلك مظاهرها ورسومها فلا يرى أحد من أعدائه إل 
هابه وخضع له بجلالة قدرهء ولا أحد من أوليائه إل أكرمه وأعرّه 
لإكرام الله إياه وهو يكرم أوليائه تعالى ويهين أعداءه. 

عبد المقسط: هو أقوم الناس بالعدل حتى يأخذ من نفسه لغيره 
حقاً لا يشعر به ولا يعرفه ذلك الغير لأنه يعدل بعدل الله الذي 
تلَى له به فتوفي كل ذي حق حقه» ويزيل كل جور يطلع عليه» 
فهو على كرسي النور يخفض من يحب خفضه ويرفع من يحب 
رقعه كما قال عليه السلام: المقسطون على منابر من نور. 

عبد الجامع: هو الذي جمع الله فيه جميع أسمائه وجعله 


17 


حجامع الأصول ‏ 
في الأولياء وأنواعهم وأوصافهم 

مظهراً للجامعية فجمع بالجمعية الإلهية كل تفرقة وتشعت من 
نقسه وغيرة. 

عد الغنى: هو الذي أغناه الله من جميع الخلايق وأعطاه كل 
ما احتاج إليه من غير مساءلة منه إلا بلسان الإستعداد لتحققه يفقره 
الذاتى وافتقاره إليه بجوامع همه. 

عبد المغني: هو الذي جعله الله بعد كمال الغنى مغنياً للحق 

عبد المانع: هو الذي حماه الله ومنعه من كل ما فيه خيره 
كالمال والجاه والصححة وأمثالهاء وأشهده معتى قوله تعالى ول عسى 
أن تكرهوا شيئاً وهو خخير لكم وعسى أن تحبوا شيعا وهو شرّ 
لكم». وقد حجاء في الكلمات القدسية أن ف عبادي من أفقرته 
ولو أغنيته لكان شرا له» وإنث من عيادي من أمرضته ولو عافيته 
لكان شرا لهء» وأنا أعلم بمصالح عباديء, أديّرهم كما أشاءء ومن 
تحقق بهذا الإسم منع أصحابه عما يضرهم ويفسدهم ومنع به الله 
الفساد حيث اتىء ولو حسيوأ فيما منعوه خيرهم وصلاحهم. 

عبد الضار والتافع: هو الذي أشهد الله كونه فعَالاً لما يريد 
شراً إلا منهء فإذا تحقق بهذين الإسمين وصار مظهراً لهما كان 
ضاراً نافعاً للناس بريه وقد خصٌ الله تعالى يعض عباده بأحدهماء 

عبد النور: هر الذي ل بإسمه النور فتجهد معنى قوله: الله 
نور السموات والارض. والنور هو الظاهر الذي يظهر به كل شيء 


ءءء 


مفاح عبن القادر والشاذلي ومظاهر الأولياء 


كوناً وعلماً. فهو نوره في العالمين كما قال عليه السلام: اللهم 
اجعلني نا 

عبد الهادي: هو مظهر هذا الإسم جعله هادياً لخلق الله» ناطقاً 
عن الحق بالصدق مبلغاً ما أمره يه وأنزل إليه كالتبي إصلعم) 
بأصالة وورثته بالتبعية. 

عبد البديع: هو الذي شهد كونه تعالى بديعاً في ذاته وصفاته 
وأفعاله وجعله الله مظهراً لهذا الإسم فييدع ما عجز عته غيره منه. 

عبد الباقي: هو من أشهده الله بقأ وجعله باقياً بيقائه عند فناء 
الكل يعبده به بالعبودية المحضة اللازمة لتعينهء» فهو العايد والمعبود 
تفضيلاً وجمعاً وتعيناً وحقيقة» إذ لم ببق رسمه وأثره عند تجلّي 
الوجه الباقي كما قال في الحديث القدسي: ومن أنا قتلعه فعليٌ 
ديته» ومن على ديته فنا ديته. 

عبد الوارث: مظهر هذا الإسمء وهو من لوازم عبد الباقي» لأنه 
إذا كان باقيآ ببقاء الحق بعد فنائه عن نفسه لزم أن يرث ما يرثه 
الحق من الكل بعد فنائهم من العلم والملك» فهو يرث الأنبياء: 
علومهم» ومعارقهمء وهذايتهم» لد خولهم في الكل. 

عبد الرشيد: هو من آثاه الله رشده بتجلىي هذا الإسم فيه» كما 
قال (عم) ثم أقامه لإرشاد الحق إليه وإلى مصاحهم الدنيوية 
والأخروية في المعاد والمعاش. 

عبد الصبور: هو المثبت في الأمور بتجلي هذا الإسم فيه فلا 
يعااجل في العقوبات والمؤاخذات» ولا يستعجل فى في دفع الملمات 
ويصير في النيجاهدات وما أمره الله به من الطاعات» وما ابتلاه من 
البليات» وما يعتريه من الاذيات. 


هم 


طريق الشاذلية والنقشبندية وسائر الطرق 


أصرل النقب لنقسيندمرية 


التمسك بعقائد أهل السنةء وترك الرخصء والأخذ بالعزائم 
ودوام 0 والإقبال على المولى» والإعراض عن زخارف 0 
ا ع الي بالوسيفادة والإقادة يي علوم اين والتري 0 
يدخحل نفس مع الغفلة عن الله الكريم» والتخلق بأخلاق التبي 
شروط النقشبندية 

فشرائط النقشبندية: 

الإعتقاد الصحيحء والتوبة الصادقةء والاا ستحلال مع أرباب 
الحقوق» ورد المظالم» واسترضاء الخصومء» والتحقيق على العمل 


كك 


طريق الشادذلية والنقشبتدية وسائر الطرفذ 


بأصح الشريعةء» والإهتمام على المجانبة من كل المتكرات 
والمبتدعات» والغيرة على التباعد من الهوى. والمزمومات. 
أصول الساذلية 
وأصول الشاذلي خمسة أيضاً: 
١‏ - تقوى الله تعالى فى السر والعلانية. 
؟ - واتباع السئّة في الأقوال والأقعال. 
والإعراض من الخلق في الإقيال والإدبار. 
4 - والرضاء عن الله تعالى قي القليل والكثير. 
ه ‏ والرجوع إلى الله تعالى في الشراء والضرّاء. 
١‏ فتحقيق التقوى بالورع والإستقامة. 
؟ - وتحقيق السئّة بالتحفظ وحسن النلق. 
7" - ومحقيق الاعراض بالصبر والتوكل. 
: - وتحقيق الرضاء عن الله بالقناعة والتفويض. 
ه ‏ وتحقيق الرجوع إلى الله بالحمد والشكر في السرّاء 
والضرّاء واللجوء إليه. 
أصول القاررية 
أصول القادرية ذلك كله خمسة أيضاً: 
١‏ علو الهمة 
؟ ‏ وحفظ الحرمة 
م وحسن الخدمة 


بع 


جامع الأصول  ١‏ 
هي الأولياء وأنواعهم وأوصائهم 
5 - ونفوذ العزمة 
ه - وتعظيم النعمة 
١‏ فقمن علت همّته ارتفعت مرتبته 
#احاومن تحفظل حرمة الله توف الله سحرمية 
* - ومن حسنت خدمته وجبت كرامته 
غ ‏ ومن انفذ عزمته دامت هدايته 
ه ‏ ومن عظمت النعمة في عينه شكرها ومن شكرها 
استوجب المزيد من المتّعم حسب ما وعده. 
أصول سائ الطرت 
وأصول سائر الطرق تحمسة أيضاً: 
١‏ طلب العلم للقيام بالأمر 
؟ - صحية المشايخ والأخوان للتبصر 
ترك الرخص والتأويلات للحفظ 
وضبط الأوقات بالأوراد للحضور 
ه ‏ اتهام النفس في كل شيء للخروج من الهوى والسلامة 
من الغلط. 
افقلا العلم آمنة صحية الأحداث سنا أو عقلاً أو ديناً 
ممن لا يرجع لأصل ولا قاعدة. 
؟٠‏ - وآفة ترك الرخص والتأويلات الشفقة على النفس. 
وآفة ضبط .الأوقات اتساع النظر في العمل ذي 
الفضائل. 


لممء 


طريى الشاذلية والنقفشيندية وسائر الطرف 


ه - وآفة اتهام النفس الأنس بحسن أحوالها واستقامتها('). 
وقال تعالى: «9وإن تعدل كل عدل لا يؤخدذ منها»2"7, 
وقال: «إإن النفس لامارة بالسوء». 


أقوالت الساداف 


وقال الشيخ الشاذلي: أوصاني حبيبي فقال: لا تنتقل قدميك 
إل حيث ترجو ثواب الله ولاعلس إلذ محييف امرك مذ مسينة 
الله ولا تضحن إلا من تسنعهين يه على :طاعة: الله ولا تصطفي 
لنفسلك إل من تزداد يه 0 

وقال أيضاً من دلّك على الدنيا فقد غضَّك ومن دلّك على 
العمل فقد أتعبك ومن دلّك على الله فقد نصححلك. 

وقال أيضاً: إجعل التقوى وطنك ثم لا تضرّك مدح النفس ما 
لم ترضّ بالعيب أو تُصرَ على الذنب أو تسقط خشية الله بالغيب» 
وهذه الثلاثة أصول العلل والبلايا والآفات». وقد رأيت فقراء هذا 
العصر ابتلوا بخمسة آشياء: 

إيثار الجهل على العلم 

والإغترار بكل ناعق 

والتهاون في الآمور 


01 في باب أصول سائر الطرق: خمسة أما الرد عليها فقد أورد الكاتبي أربعة ردود 
تحت صيغة «افة»4. وقد سقط الرد على الأصل الثاني . 

() 4/.لاء سورة الأتعام» وتقول الآية: #وذر الذين اتخذوا دينهم لعباً ولهواً وغرّتهم 
الحياة الدنيا وذكر به أن تبسل نفس بما نفس بما كسيت ليس لها من دون الله ولي 
ولا شفيع وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها أواعك الذين أبسلوا بما كسبوا لهم 
شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون». 


1 


١  لوصألا جامع‎ 


زف 


كي الأولياء وأتواعهم وأوصافهم 


والتعزر بالطريق 
واستمجال 0 دوت شرطه. 
وهم أيضاً ابتلوا بخمسة0© 


إيثار البدعة على السنة 

واتباع أهل الباطل دون أهل الحق 
والعمل بالهوى في كل الأمور 
وطلب الطدّهات دون الحقايق 
وظهور الدعوى 


فظهروا بذلك خمسة أشياء: الوسوسة في العيادات» 
والإسترسال مع العادات» والسماع والإجتماع في عموم 
الأوقات» واستمالة الوجوه بحسب الامكان» وصحبة ة أبناء 
الدنيا حتى النساء والصبياث. 
واختروا. بوقايع القوم في ا وذ 2 أحوالهم ولو تحققوا 
من الله وإت الجشاع رخخحصة المغلوب أ الكامل» 58 
ااا في بساط الحق إذا كان بشرط من أهله في وآدايه» 
إن الوسوسة بدعة أصلها جهل بالسنة أو خيل في العقل» 
وإت التوجه لإقيال الخلق اإدبار عن الحق لاا سيما قارئي 
مُداهن د اخعوار غاقل» أو صوفي الى وإن صحبة 


في الأصل فأبتلو ببخمسية). 


طريق الشاذلية والتقشبندية وسائر الطرفق 


أقوال أبو مديوك 

وقال أبو مدين: وكل من ادعى مع الله حالاً ثم ظهرت منه 
إحدى خمس فهو كاذب أو مسلوب: 

إرسال الجوارح في معصية الله والتصنع بطاعة الله» والطمع 
في خلق الله» والوقيعة في نخلق الله» وعدم احترام المسلمين على 
الوجه الذي أمر به الله. 

وشروط الشيخ الذي يلقى المريد إليه نفسه خمسة: 

ذوق صريحء» وعلم صحيحء وهمة عالية» وحالة مرضيةء 
وبصيرة نافذة. فمن فيه خمسة لاا تصح: 

مشيخة الجهل بالدين» واسقاط حرمة المسلمين» ودخول ما لا 
يعني. واتباع الهوى في كل شيء» وسوء الخلق من غير مباللات. 

وأداب المريد مع الشيخ والأخوان خمسة: 

اتباع الأمر وإن ظهر له خلافه» واجتناب النهي وإن كان فيه 
حتفه؛ وحفظ حرمته حاضراً وغائباء حياً وميتاً؛ والقيام يحقوقه 
حسب الإمكان بلا تقصير؛ وعزل عقله وعلمه ورياسته إلا ما 
يوافق ذلك من شيخه. 

ويستغنى عن ذلك باللإانتصاف والتضصيحة وهي معاملة الااخوانت 
وإن لم يكن شيخ مرشدء أو وُجد ناقصاً عن شروطه الخمسة اعتمد 
فيما كمِلَ فيهء وعومل بالأخحوة في الباقي. 


القصل السادس: 
ضروط المريد وآداب المريد ومهماته 


صصرات اللمريس 


وأما مهمات المريد فأمور: 


الأول: 


الرابع: 


التزام التقوى بترك المحرمات وحفظ الواجيات من غير 


العمل بالأسباتت التي تكقّل به النفس والتقوى كترك 


الشبه التي لا تدعو إليها ضرورة. 


: التيقظ للوارد الأشياء ومصادرها بحيث يكون قليه عند 


جوارحهء وكل جارحة تتحرك منه يقابلها بحكم 
حركتها وقصدها. وقال الشاذلي: ما سلم عبد من 
النفاق يعمل على الوفاق. 

صحية أهل المعرفة والعلم الذين ييصرونك بعيوب 
نفسك ويدلّونك على ريك وذلك يأن يحصل على 
اللجوء إليه في المبادىءء والشكر إليه في المناهي» 
والرضا عنه في الواردات» والصبر له في المكاره. 


ىه 


شروط للريكد وآدكاب للريد و مهماته 


والتسليم في الأقدار وإيئار حقه على كل شيء في كل 


شيء وقال الشاذلي: لاا تصحب من يؤثر نفسه عليك 


فإنه عيم. 


الخامس: مجانية أهل العرّة والإغترار» قال سهل: إحذر صحية 


ثلائة أصتاف: الفقراء المداهنين والمتصوفة الجاهلين 
والجيابرة الغافلين. 


السادس: إلتزام الأدب. قال الشاذلى: أريعة آداب: إذا خلى 


الفقير المتجرد فاجعله مع التراب سواء الرحمة 
للأصاغرء والحرمة للأكابرء والأنصاف من التفس 
وترك الإنتصاف لهاء وأربعة: أدب إذا تخلى المنتسب 
عنها فلا تعتمد مجانية الظلمةء وإيثار أهل الآخرةء 
ومواساة ذوي الفاقةء وملازمة النمس مع الجماعة. 
وقال أبو حفص: التصوف كله أدب : لكل وقت أدب 
ولكل حال أدبء» فمن لزم أدب الأوقات بلغ مبلغ 
الرجال» فمن ترك الادب فهو مطرود من حيث يظن 
القرب» ومردود من حيث يظن الوصول. 


: إعطاء الأوقات حقهاء فقد جاء في صحف إبراهيم 


عليه السلام: وعلى العاقل أن تكون له أريع ساعات: 
ساعة يناجي فيها ربه» قلت: وهي من السحر إلى 
طلوع الشمسء وساعة يحاسب فيها نفسه وهي من 
العصر إلى الغروب وساعة يمضي فيها إلى إخوانه 
الذين يبصرون بعيوبه ويدلونه على ربه ويعينها متى 
تيسسر له من ليله وتهاره» وساعة يخلي فيهنا يان نفسه 
وشهواته المباحة وهي كالتي قبلها والأوقات كلهاء هو 


اه 


١  لوصألا جامع‎ 


العا 


شر: 


حي الأولياء وأنواعهم وأوصاحهم 


الذي جعل الليل والتهار خلفه لمن أراد أن يذكر أو أراد 
كرا 

أن لا ترى في العالم إلا أنت وربلك فتراقبه حق المراقبة 
بأد بجا ما عند 5 رفي عدر اكز اعرد 
وباطنه» ولا تتشوق لأحد سواهء واحذر أن يراك حيث 
نهاك أو يفقدك حيث أمرك أو يرى منلك التفاتاً لغيره» 
قال بعض العارفين: من أشار إلى الحق وتعلّق بالخلق 
أحوجه الله إليهم ونزع الرحمة من قلوبهم» فاستغنٍ 
عن كل ذي قرب ورحم فإن الغني من استغنى عن 
الناس. 


: اجتناب نوع التكلّف في الحركات. وقد قال عليه 


السلام: أنا وأتقياء من أمتي براء من التكلّف. وقال 
تعالى: «إقل ما أستلكم عليه من أجرٍ وما أنا من 
المتكلفين76"©. 

وأصل التكليف حب المرضاة ومنه تقع خبط الإيمان 
والفجور والرياء والسمعة والمصانعة فعليكم بالتوسط 
في كل شيء والله ورسوله أحق أن يرضوه إن كانوا 


1-4 


مؤمتين. 
عمارة القلت اغا انحيية: ابول بعر اتتوضة ون اأريلة 
أسباب تقايلها أربعة: 


أولها: ذكر غربتك في الدنيا وعمل على ذلك بعدم 
الاتتصاف لتفسك والأنصاف منها والإستسلام لا 


.85 سورة ص الأية‎ 2487/48 4)١( 


6 


وثالثة: 


ورابعة: 


شروط الريك وآدتلب اللريد ومهماته 


يجري من النحس وغيره ويقابلها شغل القلب بلذاتها 
ونيل الاغراض. 

ذكر مصرعه عند الموت وهو الذي ينسيه كل شيء 
من دثئياه وبزهده في الخلق إذ لاا ينفعونه في ذلك الضحل 
يشيء ويقابلها نسميان الأجل ويعد 0 وهو مفتاح 
خحوف وهمٌ الرزق وهما أصل كل بلاء الدنيا وكل 
محنة في الآخرة. 

ذكر وحشة القلب وهو الذي ينسيه أنس كل أنيس إلا 
من حيث معاملته فلا تصحب إلا أولياء اللى» ولا 
يجتمع إل من يبرجو ثواب الله ويقابله شمول الغفلة 
عنه والفترة فيه وطب الرياسة وظهور البدع. 


ذكر وقوفه 5 الله وهو يوجب أن لا يتحرك 
حركاته ويحاسب تنقسةهة في لع م حالاتة ويستحي 
من مولا في أموره ويقابله الجرأة على الله والإعتذار 
به مع ظنه أنه راج فيهء ولو أحسن الظن بربه لأحسن 
العمل لى وذلكم ظنكم الذي ظتنتم بربكمء » أريد كم 
فأصبحهم من المخاسرين» قإياكم 00 الود فإن 
صاحبها من النان وإيا كم وترهات الباطلين الذين 
يؤسوتكم من الله ويعوضون عليكم طريقكم فلا هي 
إل الفرائلض الشهورة ة تؤؤدى» والحرمات المعلومة ترك 
والستن المأثكورة 7 تتبع ومعحية الأولياء تو خدذ. 


6ه 


الفصل السابع: 
الانتساب والأآخذ والتشبيه 


أما الإنتساب فأعلم أن الأخذ والإنتساب إلى الطرق وغيرها 
إلى أريعة أقسام: 

الأول: أحذ المصافحة والتلقين للذكر وليس الخرقة والفدية 
للتبرك» وللنسبة أيضاً فقط. 

الثاني: أذ الرواية وهي قراءة كتبهم من غير حل لمعانيها وهو 
قد يكون للتبريك أو للنسبة أيضاً فقط. 

الثالث: أخذ درايته وهو حل كتبهم لإدراك معانيها كذلك 

الرابع: أخذ تدريب وتهذيب وترقٍ في الخدمة باليجاهدة 


للمشاهدة والفناء في التوحيد والبقاءء وهو المراد العزيز 
وجوده وعلى هذا تعوّل أكثر الطرق»ء خصوصاً 
النقشبندية والشاذلية» ويصبح الإنتساب أيضا بالإتياع 
والمشاركة ولو في شي ء يسير مع ا لحبة لهمء كتلاوة 
حزب من أحزابهم ولذا قال الشاذلي: من قر حزبنا 
هذا فله ما لنا وعليه ما علينا من الرحمة وأَعمٌ منهماء 


كم 


الإتتساب والأاخك والتشبيه 


وهذا جار في الكلء واعلم أن عدم الإجتماع بالشيخ 
لا يقدح في محبته بعد أن بلغه مناقبه وطريقته بالتواتر 
فليس لقائل أن يقول كيف يقتدي به وهو ميتء فإنا 
نقول: إنما نقتدي بما بلغنا عنه من طريقته وأخلاقه 
الكميدة لا بصورتة اللسمية: كنا تحن رصول: الله 
(صلعم) وأصحابه ولم نرهمء فينبغي لمن انتسب إلى 
ولي من أولياء الله أن يتشبه به في أصول طريقته 
وفروعها المهمة» ثم لاح عليه من دقايقهاء ويعلم أن 
هذا باب من أبواب الله يقف به لياتيه من ذلك الياب 
رحمة ونفحة على حسب مرادف ولكن قصده الله 
تعالى دون مأ سواهء» ويعظمه فليا يرى فيه رضي 
الله عنه لأنه تعالى ينوب عن وليه إذا ققد ويفنى يه 
إذا شُهد. واعلم أن التشبه يكون في الدين والخلق 
والعملء فالتشبه بهم في الزي جائز لدفع المضرة 
وغيرها لقوله تعالى: 7 أيها النبي قل لأزواجك 
وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن 
الآية”'2 ولبس الخرقة للتمييز من ذلك والدخول في 
القوم للتشبهء لكن شرط هذا اجتناب الكبائر وصغائر 
الخسةء أما المشتيه به والمستند إليه("؟ فجزاؤه أن يُحب 
ويُحترم فتوضع له القبول في الخلق» والحرمة في 

القلوب.». فلا يراه ادن إل احترمه وعظعة: 


فشرط الشيخ الذي يستند إليه أن ينصح الجميع بما أمكنهم 


41 9/37هء وتتمة الآية: #ذلك أدنى أن يُعرفن قلا يؤذين وكان الله غفوراً رحيماً». 
هف في الأصل: م المشتبه والمسعند 


بده 


جامع الأصول  ١‏ 
عي الأولياء وأتواعهم وأوصافهم 
فيدلّهم على التقوى والإستقامة» وينهاهم عن المتكر والشهوات 
ويدعو لهم بالثيات و والتعادة والمغقرة والتوفيق» ويعلمهم ما أمكته 
من أمر دينه» و يشفق عليه في دتياه» ويجتهد في ذلك بما يجتهد 
سارك وان ا ا 0 
بعين الرحمة واللطف والشفقة» ويرحم صغيرهمء ويوقر كبيرهم. 


ممه 


الفقصل الثامن: 
آداب الذكر ومعنى التوحيد والتهئيل 


الناكر 

أما الذكر فاعلم أن الله تعالى جعل أسباباً بعدد أنقاس الخلايق 
يصل بها إلى حضرته الربانية ويعكف بها في معتكف الحضرات 
الرحمانية» وتلك الأسباب باطنة وظاهرة: 

فالباطنة: نحو مراقبة الحق» واستمحضارالعيد في جميع أوقاته أو 
غالبهاء إنه بين يدي الله تعالى» وإنه تعالى مطلع عليه وناظر إليه 
ومحيط بكل شيء في جميع الكائنات فيحمله على ترك المعصية 
وحفظ الباطن من الأخلاق الرزيلة. 
والصدقة وسائر اخيرات والعبادات خصوصاً الإذكار. 

واعلم أن أول صيغ الذكر لفظة الله عندالتقشبندية مع ملاحظة 
المعنى» وقول لا إله إلا الله عند الشاذلية» وهما والإستعفار والصلاة 
عند سائر الطرق بحضور تام وأدب. 

قال الله تعالى #أنا جليس من ذ كرني وأنا مع عبدي إذا كر 


9ه 


جامع الأصول  ١‏ 
هي الأولياء وأتواعهم وأوصاكهم 
وتحركت بي شفتاه »2 » ومعتى مجالسة الله تقريب رحمته وعنايته 
ومدده وفيضه وفتحه ونور أسمائه وصفاته في عبذه يحيث إذا 
صدق في ذكره عبر كيه بتلك الأسرار وملأه بهذه الأتوار ومعنى 
لفظة الله مقتصودي أو مطلوبى أو محبوبيى» والله أنت مقصودي. 
أو يا الله أنت مقصوديء أو الله لا شريك لهء أو الله هو 
مقصودي») أو هو موجود أو معيود او أنت الله للا غيره أو إيه 

غيرك. 
يحصث الذات بللا ئ ركيب ولا معناه, وماله ليس شيع وهو السميع 
العلينة 


ومعنى التوحيد: أما للعموم فنفي الألوهية عما سواه تعالى» 
والإله عند أكثر المتكلمين المعبود بالحق. وعند بعضهم المستغني عن 
كل ما سواءء المفتقر إليه كل ما عداهء فقولنا لا إله إلا اللهمء أي لا 
معيود بحق إلا الله أو لا مستغنى عن كل ما سواهء مفتقراً إليه كل 
ما عداه إل الله. 

وأما للسالك فمعناه لا معيود إلا الله للمبتدي لأن مقتضاه 
العبادات ابتداءء أولاً مقصود إلا الله للمتوسط لأن مقتضاه 
الطلب» أو لا موجود إلا الله للمنتهي لأن مقتضاه الفناء لما سوى 
الله. 


واعلم أن لهذا المنتهى أربع حالات: إما أن يكون في توحيد 
الأفعال: فيكفي المنفي بلا إله كل قاعل سوى اللهء» وفي توحيد 
الصفات يكون المنفي بها كل ما سواهء وفي توحيد الذات يكون 


ط٠‎ 


آداب الدكر و معتى التو احيد والتهليل 


المنفي بها كل ما سواهء وفي توحيد المجمل باعتباره مفصلاً فينفي 
عنه شهود الإجمال بشهود التفصيل. 


آداب الذاكر 

وأما آداب الذكر فتقديم الطهارة عن الحدث والخبث» وصلاة 
ركعتين عند البعض. يقرأ 9 الأولى: قل يا أيها الكافرون» وفي 
الثانية اللإخلااص» والمعوذتين فيهما را فى النهار وجهاراً ة 01 
فإذا فرغ جلس متوركاً عند التقشبندية وهيئة التشهد عند السائرء 
متواضعاًء مستقبل القبلة» متفرغاً عن كل خطرة وشغل» ثم يستغفر 
الله خمساً أو خمسة عشر أو حمسا وعشرين عند النقشبندية) 
وسبعين عند الشاذلية» ومائة عند السائر » ثم يدعو الله بقبوله واتباع 
السثئة ولحسن الخاتمة له ولشيخه. وأن يروج الله على يده الطريقة 
والشريعة والسنة. 
عمد الشاذلية 


ويقول عند الشاذلية: يا رب أنت الله يسر لنا علم لا إله إلا الله 
ثم يقرأ الفاتحة والإخلاض لان ويهدي ثوابها إلى السلسلة جميعاًء 

يغمض عينيه ويلاحظ نفسه كأنه مات وليس له ملجاً من الله 
إلا إليه ثم 0 إلى مرشده ليشفع به عند ربه ويلاحظ كأنه 
ناظر إلى المرشد بين عينيه: إما بالرؤية أو بالإيمان والوجدان. 
عند النقشبندية 

ويقول عند التقشبندية: بالقلب أو باللسان: إلهي أنت 


بالحقيقة إلا الله الأجلّ الأعلى» بل الشيخ واسطة بينه وبين ذاته 
الجليلة لقوله تعالى: وابتغوا إليه الوسيلة. 


5١ 


الوقوف القلبي واللطائف والنفي والإثبات 


ثم يشتغل يالوقوف القلبي وهو أن يجمع جميع حواسه البدنية 
ويقطع عتها جميع الشواغل والحضرات القلبية» ويتوجه بجميع 
إدراكه إلى أوسط قليه وعمقه متوجها بجمعية القلب إلى الرب 
المقدس عما لا يليق بحقه فإن المراد من لفظة الله: الذات المتصفة 
بأكمل الصفات ويبقى في تلك الملاحظة بقدر ريع ساعة» فكلما 
أكثر منه حصل له القرب والإستعدادء فإن الوقوف القلبي ركن 
الطريقة بل أساسها بل واجب في كل طاعة بل كل حالة من القيام 
والقعود والإضطجاع حتى الرواح إلى الخلاء ووقت الجماع ولو 
حين يغشاهاء وإلى هذا يشير قوله تعالى» «الذين يذكرون الله قياما 
وقعوداً وعلى جنوبهم ويتفكرون©”'؟. (الآية) أي يذكرون الله في 
جميع أحوالهم مع التفكر في مصنوعات الفاعل اللختارء والوقوف 
القلبي: فإنه لو خلت منه الطاعات أو الإذكار فهي كصورة بلا 
روح وخارجة عن الإعتبار» ثم بعد ضبط الوقوف يشتغل بالذاكر 


)4 2141/8 صورة آل عمران, الآية ١4١‏ وتتمة الآية: في خلق السماوات والأرض 
ربّنا ما خلقت هذا باطلاً سبحاتك فقنا عذاب النار» 


7 


الوفوف القلبي واللطائف والنني والإثبات 


القلبي وذلك بأن يلاحظ جريان لفظة الجلالة من قلبه» ويلصق 
لسانه بسقف حلقهء» ويسكن بجميع جوارحه» ويسكب عن 
الجسد جميع اختياره وإدراكهء فيطلق حتى يشتغل بذاته. ولو توغل 
القلب في ملاحظة الذات القدسية واستغرق في تلك الخالة المرضية 
ولم يذكر إسم الشريف لاستغراقه فيه واستهلاكه ليكفي فهو 
أحسن وأقوى وهو حال الأقوياء لا المبتدى» ولو حصل لقابه فتور 
وقبض أو غفلة أو خطرة لغلبة الإنقباضء فليغتسل بالماء البارد فإن 
لم تقدر فبالخار ثم يستتقو:الله«من “كل غقلة وخطرة: .وين ترك 
الأدب مع ريه أو مرشده ومن سائر ذلاته خمساً وعشرين يصلي 
ركعتين صلاة التوبة أو يقول سبحات الله الملك الخلاق الفغال» إن 
يشأ يذهبكم ويأتِ بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز» وقيل من 
المعالجة استماع أصوات الرياح والمياه الجاريات» وقيل الصعود على 
لجبال الراسيات» وقيل البكاء والإتكسار لأن الذكر سبب الوصل 
وانحبوبية» فلا يسلب إلا ممن أراد الله تعالى به المقت والشقاوة 
والغضبء فإذا حصل له الإتكسار يعود حاله. قال تعالى: أنا عند 
المتكسرة قلوبهم. وقيل: يقولون إذا أردت مني ذلك (أي ذكر) فهو 
عين مرادي. ثم يذاكر بلطيقة القلب» فإذا خرج نور تلك اللطيفة 
من حذاء كتفه وعلا أو حصل فيه اختلاج أو حركة قوية» فيلقن 
بلطيفة الروح فهي تحت الثدي الأيمن بأصبعين» فالذكر فيهاء 
والوقوف في القلب كمن ينظر إلى الطرفين بنظر واحد» ثم إذا 
وفعت البراكة فيها :واشتغلت قيلقن: بلطيفة: السر وهي “قوق الندي 
اليسار بأصبعين فيكون الذكر فيها والوقوف في القلب أيضأء ثم إذا 
اشتغلت أيضاً فيلمقن بلطيفة الخنفي وهي فوق الئدي الأمن 
بأصبعين» ثم يلقن بلطيفة الأخفى وهي في وسط الصدر فيشتغل 
بها كما تقدم ثم بلطيفة النفس وهي ما بين العينين والحاجيين مع 


1 


جامع الأصول - 
حي الأولياء وأتواعهم وأوصائهم 


وقواقف القلى فى تجديع اذك اللظافت »ام بلطيقة القسنن ايدكر 
بجميع الجسد كله بعد بسط الوقوف في جميع أجزائه ومنايت 
شعره فإذا أثر الذ كر في المجسد كله: إما بال خحعلاج اللطيف أو 
بجريان الذكر في جميع الجسد الكثيف فيكون كانقلب يتحرك 
بالذكر من أسفله إلى أعلاه ويسمى سلطان الذكرء واعلم أن مقدار 
الورد من إسم الجلالة» أقله خمسة آلاف ولا حصر لأكثرهء وأقله 
للسالكين خمسة وعشرون ألفاً في مدة يوم وليلة» إما بجلسة 
واحدة فهو أحسن أو بشلا'نث جلسات أو بمتسسبا الإمكان. 


بعد ذلك يلقن المريد بالنفي والإاثيات» وقيل يعد الإستغراق 
والإستهلاكء وقيل بعد قطع الخواطزر دواماء» وقيل بعد ظهور 
الحضور التام وقيل بعد الإطمثتان والنزاع اللفظي. 
٠ 5‏ أ تَلْمَد . أ 
وكيفيته أن ل جميع الشعور والإدراكات إلى قعر القلب 
للوقوف التام ثم تخرج النفس من الأنف يبعتف إلى انتهاء النفس 
بقصد إخراج اخواطر والهواجس فإنه أعنادم 8 يدقع يه المنواطر في 
مجطايلة من السرة إلى أم الدماعء مع ملااحظة ماد الذ: هو 
النفي والإثيات. ثم يللااحظ لفظة إل فيجد المخط من أم ادها ع إلى 
رأس الكتف الأيمن, ويلاحظ النفي بلا المعيود لو كان مبتدثاً أو 
جنس المقصود لو كان متوسطاً والوجود لو كان منتهياء » ثم يللاحظ 
لفظة إل فيجرَ ذلك نط من رأس الكتف ماراً على اللطائف 
بيحسب الخيال واللإاجمال إلى فم القلب» ويريد منه الإسطناى 
ويلقي لفظة الله بعظمة وشدة وغاية القوة إلى قعر القلب». ويؤثر في 
العدد وفي آخره يتخيل بها كلمة محمد رسول الله ثم يطلق نفسه 


556 


الوخوف القلبي واللطائف والنني والإثبات 


لكن مع ضبط الوقوف في -خروج التّفس ودخوله وبينهما ثم يقول: 

إلهي أنت مقصودي ورضاك مطلوبي في حالة إطلاق لتقم 
ثم يتانق ثانياً يتلك الشرائط وهل جراء ويزيد في العدد إلى أن 
يلغ إلى إحدى وعشرين مرة بنقس واحدء فحيظظٍ لو ظهر له أثر 
0 والأعجاء في ذاته الى على ذلك المعول» وال يسعاتقن 

الم جيك للد حرو كان ا ولو 
كان كان له مقصود معين من المطالب فيخصّه بالنفي صريحاً حتى 
يتتفي أثره عن قلبه» لأن اللنطرة الحبية تسد باب الفيض بخلاف 
الخطرة العمومية أي حطورة ما ليه يعني ٠.‏ 
عند اخالدية 

طريق اللطائف والنفي والإثيات عند الخالدية له أركان سبع: 

الوقوف القلببي 

حبس النفس 

ملاحظة الألفاظ 

ملااحظة المعاني 

كلمة محمد رسول الله 

البازكشت وهي: إلهي أنت مققصودي ورضاك مطلوبي 

وقيل تسمع والوتر في العدد. 


6 


المقامات والأحوال والترقي 


القامات العيم 


المقام الأول: وأما المقامات فهو أن تلاحظ حين الذكر وجميع 
العبادات كأن اللّه تعالى ناظر إليك وحاضر للكء وهو مقام 
الإحسان لقول سيد الأكوان: ألإحسان أن تعيد اللّه تعالى كأنك 
تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراكء أي إذا لم يكن لك قوة على 
ملاحظة كأنك ناظر إليه فأعبده كأنه ناظر إليك بأن تلاحظ نظره 
تعالى محيط بك من جميع جهاتك وأنت في وسط ذلك النظر 
تذوب وتصغر حتى لا يبقى لوجودك أثر ثم تترقّى عن ذلك إلى 
تخيل أنك في نور ربك البسيط الوحداني المجرد من غير تعلق 
شيء وغير مكيف بكيفية أصلا وغير مقسم للإقسام تتبدّد بل هو 
محيط بجميع الموجودات من الجسمانية والروحاني الذي 0 
شيء محيط لقوله تعالى وكان الله بكل شيء محيطأء ثم تترقّى 
عن ذلك إلى مشاهدة الذات العلية المنزهة عن الشبيهة والمثيل 
والكيفية وهو ناظر إليك ومععك أينما كنت لا كمعية متحيزين بل 
على هنا يليق يشأنه لقوله تعالى وهو معكم أينما كنتم. 


ك5 


للقامات والأحوال والترشي 


المقام الثاني: ثم تترقى مع تلك المشاهدة الأولية إلى المقام الثاني 
المسمى بالأحدية بمعنى أن الله تعالى الواحد الباقي الصمدء ودليله: 
قل هو الله أحد. 

المقام الثالث: ثم تترقى إلى المقام الغالث فهو الأقربية بمعنى أن 
الله تعالى أقرب إليك من نفسسك التي بين جنبيك ودليله قول الملك 
المجيد ونحن أقرب إليه من حبل الوريد. 

المقام الرابع: ثم تترقّى إلى المقام الرابع فهو البصرية بمعنى أنه 
سيحانه ناظر إليك في جميع حركاتك وسكناتك وإلى ما قدّره 
عليك مع ملاحظة قربه لديك ودليله قول الفاعل اتختار لا تدركه 
الأبصار وهو يدرك الأبصار. 

المقام الخامس: ثم تترقى إلى المقام الخامس فهو العلمية لتصون 
قلبك عن كل خطرة رديّة مدق آنه اتعاتى يعم ا : في القلوب في 
كل أن ودليله قول العزيز الغفور «ويعلم ما م 9 

المقام السادس: ثم تترقى إلى المقام السادس فهو الفاعلية يمعنى: 
ذاتك وأفعالك فعل من أقعاله تعالى» ليحصل لك الرضاء بجميع 
أفعاله في الرخاء والشديد لقوله: الكريم الحميد فعّال لا يريد. 

المقام السايع: ثم تترقى إلى المقام السابع» فهو الملكية يكعنى أن 
ذاتك وما تملك ملك من أملاكه تعالى ولا تعارضه في ملكه فسلّم 
الأمر إليه وتوكل في جميع أحوالك عليه ودليله قوله تعالى: ُجري 
الفلك قوله الحق وله الملك. 

المقامٍ الغامن: ثم تترقى إلى المقام الناميق فهو الحياتية بمعنى أن 
أحياة الأيدية انتحصرت يرب البرية فأئن صفاتك بصفاته وذاتك 
في ذاته ولا تجعل لنفسلك وجوداً بل أنت معدوم فدع الأمور للحي 
القيوم ودليله قوله تعالى: هو الي لا إله إل هو 


/ا5 


جامع الأصول  ١‏ 
كني الأولياء وأتواعهم وأوصاكهم 


المقام التاسع: ثم تترقّى إلى المقام التاسع فهو المحبوبية بمعنى أن 
القدس ما زال عبدي يتقوّب إلي بالنوافل حتى أحيه ألخ أي أن 
التقرب بالتواقل كان سبباً لحبته تعالى للعيد والجزاء من جنس 
العمل» ودليله قوله تعالى يحبهم ويحبونه. 

المقام العاشر: ثم تترقى إلى المقام العاشر فهو مراقبة التوحيد 
الشهودي بمعنى أنك أينما توجهت ترى الله تعالى بعين البصيرة» 
قال الصديق الأعظم: ما رأيت شيعاً إلا ورأيت الله قبله» ودليله قوله 
تعالى: أينما تولوا فثم وجه الله. 

إعلم أن قطع عقبات الطريق إلى أن يصير امريد من أهل هذه 
المقامات لا بد له من السلوك عند مرشد كامل عالم عامل يعرف 
دسايس التفس والدنيا والشيطان وغوايلها والأخلاق الذميمة 
ورزايلها. 


54 


الفصل الحادي عشر: 


مراتب التوبة والإستقامة والتهذيب والقرب 


مراتب الطريق 
وأما مراتب الطريق: فاعلم أن مراتب الطريق أريعم لا يضع 
السالك قدمه في ثاني مرتبة حتى يحكم الأولى» ولا يدخل في 
واحدة حتى يعمل ما قبلها 0 مرتية التوبة ومرتية 0 
ومرتبة التهذيب ومرتبة التقريب 
المرتبة الأولى: فإن التوية ا كل مقام وحال وأول المقامات 
وهي بمثابه الأرض لليناء فمن لا أرض له لا بناء له» فمن لا توبة له 
لا حال ولا مقام وهي على ضريين: 
أ- إنابة: فالإناية أن تخاف اللّه لقدرته عليك والاستجابة 
أن تستحي من اللّه لقربه منكء والتوبة والرجوع من 
الذنب وهي على قسمين توبة عوام وتوبة خواص. 
ب -توبة العوام: فتوبة العوام على ثلاثة: 
١‏ - الأولى للكافرين: فتويتهم إلى الإيمان والإسلام وترك 
الطغيان. 
- الثانية للفاسقين: فتويتهم على الكبائر بست: الندم 
على الماضي وترك الذنوب في الحال» والعزم أن لا 


3 


ججامع الأصول  ١‏ 
ني الأولياء وأتواعهم وأوصافهم 


يعود ورود المظالم» وإعادة الفرائض التي فاتت» وتربية 
النفس في الطاعة» والبكاء في الأسحار. 

* -20 والثالثة توية المؤمنين على الصغائر التي صدرت بسهو 
وغفلة وجهل ونسيان كما قال تعالى إنما التوبة على 
الذين يعملون السوء جهالة ثم يتوبون (الآية). 


وتوبة المفواص: وهي رتبتان: توبة الخواص وتوية الخاص. 

١‏ والأولى تكون عن الأفكار والاخطار وحب الدنيا 
وأمورها وتسويلها وهي مقام عوام الأولياءء وخواص 
المؤمنين الذين في الصف الثاني من الأرواح. 

٠‏ - وتوية خواص الخاص عن اشتغال القلوب بغير ذكر الله 
وهي مقام .خواص الأولياء في الصف الأول من 
الأرواح» وأشار إلى هذا المقام عليه السلام بقوله: لينان 
على قلبي واستغفر الله سيعين مرة وشرطها أن يصرف 
أمواله وأملاكه على الفقراء ليكون الترك ظاهرا وياطنا 
وأن يصوم بنية التوبة ثلاثة أيام متوالية على سنة آدم 
عليه السلام» وأن يصلي ركعتين بنية التوبة» وأن يدعو 
يما شاء. 

المرتبة الثانية: وأما المرتبة الثانية فهى الإستقامة على الطاعة 
واجتناب المخالفات: بشروطه وأركانه وسننه من غير إخلال مع 
التواضع لله» وشهود المنة» والتوفيق منهء» وا نوف من الخذلان» 
والسلبء. ثم التخلق بالكماللات». والتحقيق بالحالات» فيترك 
العيوب ويتجنب الذنوب ويبتدر المندوب» وليس له إلى ذلك سبيل 
إلا بثلاثة: 


مراتب التويهة والإستقامة والتهذيب والقرب 


إقامة الأوراد من جميع الطاعات» والدعاء في جميع الحالات» 
واتباع المراد وإيثار السداد. 
واعلم أن سبيل الخير كلها ثلاث: 
حشية الله في السر والعلانية» والرضاء عن الله بالقليل والكثير» 
ومحاسنة الخلق في الإقبال والإدبار. 
وأشد البلاء مجموعة في ثلاث: 
خوف الخلقء وهمّ الرزق» والرضاء عن النفس. 
وأعظم العافية واللطف ثابتة في ثلاثة: 
الثقة بالله في كل شيء والرضاء عن الله بكل حال واتقاء شرور 
الناس وعلامة الرضاء وانحبة لله هو تقديم أمره على هوى النفسء» 
ورعاية حدود الشرعء والتقوى والورعء والتشوق إلى لقائه. والخلو 
عن كراهة الموت» والرضاء بقضائهء» ومحبة كلامه» والتلذذ 
بتلاوته» وسماعهء والطرب عند ذكره أو إسماع إسمهء وعدم 
الصبرء ومحبته عليه السلامء وأتباعه. 
قال زروقي رضي الله عنه. الأصول ثلاثة: 
خحشية الله في السر والعلانية 
والعدل في الرضاء والغضب 
والقصد في الغنى والفقر 
والفروع ثلاثة: 
حفظ الحرم 
ولزوم الخدمة 
وتصفية اللقمة 


كلا 


جامع الأصول  ١‏ 
في الأولياء وأنواعهم وأوصاكهم 
وتحقيقها يثلاث: 
إفراد القلب لله في جميع الأوقات 
واتهام النفس في جميع الخالاات 
واتباع العلم في الحركات والسكنات 
وتقييمنها بثلاث: 
حسن الخلق في معاملة الخلق 
والرفق في التناول 
والتأني في التوجه. 
وقال (رزوقي). أصول الخير ثلاثة: 
التواضع وحسن الخلق والنصيحة: 

أ- فالتواضع تتبعه ثلاث: 
الإنصاف من نفسكء وترك الإتصاف لهاء وخدمة 
المؤمنين. 

ب - وحسن الخلق تتبعه ثلاث: 
العدل في الرضا والغضبء والقصد في الفقر والغنى» 
والخشية في السر والعلانية. 

ج - والنصيحة تتبعها ثلاث: 
العمل الصالح والعلم الصحيحء واتباع لق في كل 
حال. 
المرتبة الثالتة: أما المرتبة الثالثة فهي التهذيب واعلم أن لها أربعة 
أركان: 
الصوم» والصمتء والعزلة» والسهر. 


يف 


مراتب التوبة والإستقامة والتهذيب والقرب 


وكل واحد متها يدفع عدوًاً. 

فالشيطان سلاحه الشيع وسجنه ا جوع. 

والهوى سلاحه الكلام وسجته الصمت. 

والدنيا سلاحها لقاء الخلق وسجتها العزلة. 

والتقس سلاحها النوم وسجنها السهر. 

واعلم أن الإفراط من الصمت مضر بالحكمةء والإفراط من 

السهر موّذِ للحواسء» والإفراط من الخلوة يدي إلى الاختلاط» 
لكن خير الأمور أوسطهاء وهو مع ذلك يجاهد نفسه إلى أن تزيله 
أخلاقه الذميمة من العجبء والرياءء والكبرء والحسدء واليخلء» 
والحقدى والكفرء والبدعةء» والجهلء وكفران التعمة والجزع» 
والشكوىء واليأس» الوط من رحمة الله والأمنٍ من مكر الله 
وحب الظلمة» وبعض الصا حين» وتعليق القلب بأشجانتك الدنياء 
وحب جاه والمدحء والثناء» وخوف الذم» واتياع الهوى» والتقليد» 
والتذلل للدنياء والشماتةء والجبن» والتهور» والغدرء وخلف الوعد» 
والطيرة» وسوء الظن» وحب المال» وحب الدتياء والخحرصء» 
والسفهء واليطالة» والعجلةء والتسويف بالعملء والوقاحة» والحزن 
فى أمر الدنياء والنوف فيهء والفتنة والعناد والتمرّدء والإباء والتفاق 
والجريزة» والغباوة والشرهء والمنمود وحب الشهوات» والإصرار 
على المعاصى» وخوف الفقر وسخط المقدور» والغل والغعش» 
وطلب العلق وحب طول اليقاء في الدتيا للتمتع» والغضب 
والبغضاء والأتفة» والعداوة والطمع والبزخء والأشر والبطرء وتعظيم 
الأغنياء والإستهانة بالفقراءء» والفخر والخيلاء والتنافس والمباهاة 
والإستكبار عن الحق: والنوض فيما لا يعني» وحب كثرة الكلام 
والصلفء والتزيين للخلق والمداهنة» والاشتغال عن عيوب النفس 


يه 


جامع الأصول - 
هي الأولياء وأتواعهم وأوصاكهم 


بعيوب الناس وزوال الحزن من القلب.» وخروج الخشية وشدة 
الإنتصار للنفس إذا نالها الذل» وضعف الإنتصارء واتخاذ اخوان 
العلانية على عداوة السرء والإتكال على الطاعة والمكرء والخيانة 
والمخادعة وطول الأملء والقسوة والفظاظة» والفرح بالدنياء 
والأسف على فواتهاء والأنس بالخلوقين والوحشة لفراقهمء والجفاء 
والطيش والخفةء وقلة الحياء وقلة الرحمة. 

قهذه وامثالها من صفات القلب ومغارس الفواحش فيه» 
ومنايت الأعمال المخطورة» وإلى أن تخلق بأضدادها وهي الأخلاق 
الحميدة التي حي هيع الطاعات والقربات» فالعلم يحدود هذه 
الأمور وحقائقها وأسبابها وثمرتها وعلاجها هو علم الآخرة 
والتهذيب». وهو فرض عين عندهم. 

المرتبة الرابعة: أما المرتبة الرابعة فهي التقريب» وهو أن يدخل 
السالك الصادق إلى الخلوة بشروطه ويداوم الذكر ولا يتركه ساعة 
حتى يصير الذكر له بمثابة المنفس» يجري من غير اختيار ولا قصدء 
بحيث لو صمت ومنع لا يمنع ولا ينفك عنه» ويجري الذ كر وإنت 
صمت اللسان وكان بمنزلة جري الغذاء في الأجسامء يسري سرياناً 
لا يعتفطن له وتوجد له قوة ولو فقده وجد أثره فعلم سريانه ولفعه» 
فإذا حصل له هذا اتسعت ميادين الله» ومراقق أسراره» قبدأه بنور 
الحق ما كشف له الوجودء وحاصل هذا أن يطلع على معادين 
الغيوب على حسب قوته وقد سعيه واستعداده وإخلاصه. 


طريق القرامة والتعيل 


الإفادة ا لأن قليه ل را لصح كاذ له أبداً. 


*؟ 


مراتب التوية والإستقامة والتهذيب والقرب 


ثم بعد هذا الكشف قد تزلٌ قدم المريد بالوقوع والإشتغال 
ببعض ما رآه من العجايب فيوكل إليه أو يكله فيثبت فيتأتى إليه 
كل ما فيه من صور الأكوان وحقائق الكشف غير أنه لا يخرج من 
موقف حتى يبدو له فيه ما هو مقصود له باعتبار وقته. وهو في كل 
ذلك خائف من طرده تعالى ومقته. فكل مورد له فيه ممخاطبات 
وتنزيلات ومدامات كلها خارجة عن مقصوده.: فإذا أفتى عن رؤية 
العوالم وهو خلع قعل الكون لم ير في الكون غير المكوّنء فإذا 
تمكن من مقام الغناء عاد عنده عود ما لاستغراقه بالحقايق وهو غاية 
الطريق» ثم إن شاهد الحقيقة يقضي له بالحق فيصير غريق الأنوار 
مطموس الاثارء قد غلبت سكره على صحوهء وجمعه على فرقه, 
وفتائه على بقائه» وغيبته على حضوره؛ وأكمل فازداد صحواء وهو 
مقام النهاية ولم يبق إلا ما يهبه الله له من أنواع الكرامة. 


الصحبة وآدابها وفوائدها 


وأما الصحبة وآدابها: فاعلم أن للصحبة ثلاث فوايد: 
الأولى: إن صحبة أهل الخير تمنع المريد عن الانقلاب والعود 


الثانية: 


إلى البطالة» وتبعد النفس عن التشوّق إلى المعاصي» 
فإن البعد عن المعاصي يثقل فعلها في النفسء والقرب 
من الطاعات يهون أمرها على النفسء» فبركة الصحبة 
وقوة الروحانية القدسية يسهل أمرها عليه. 

إن علم القلوب لاا يصطاد إلا بالصحبة فإن من تحقق 
حاله لم يخل حاضروها منهاء والطبع يسرق من 
الطبع» من حيث لا يعلم» والمرء على دين خليله. 
والمؤمن مرآة أنخاهء وما كان من المرئيات انطبع في 
المرآة المقابلة لهاء ولذ! كان معول الشاذلية والنقشبندية 
على الصحيةء واعلم أن الداعي للصحية بين أثنين: 
وجود الجنسية560) والنسبية بينهماء فل" يصحب إل 


كا 


النالثة: 


الصحبة وآدايها وكوائدها 


من وجدهماء فإنك تجد جنس البشر مثلاً يميل بعضهم 
إلى بعضء و كذلك غيره من الحيوانات يميل كل نوع 
إلى بعضه أكثر من ميله إلى التوع الآخرء وكميل أهل 
الملة إلى بعضهاء وكمَيّل أهل الطاعة إلى بعضهمء 
كذلك أهل المعصيةء وكميل أهل الشرع والطريقة 
والحقيقة والمعرفة وكذلك أهل كل علم وحال وقال 
ومقام وضايع وحرقة.ويؤيد ذلك قول النبي عليه 
السلام: الارواح خبود مخيدة فما تعارف منها إئتعلف 
وما تناكر منها اختلف.. فإذا علم أن الموجب للصحبة 
وجود الجنسية والنسبة» فتفقّد نفسك عند الميل إلى 
صحبة شخص والحالة التي فيه من أجلها أحببته ووزّن 
ذلك بميزان الشرعء فإذا رأيت أحواله مسدّدة فبشر 
نفسك بحسن الحال وإن رأيت أحواله غير مسدّدة 
فارجع إلى نفسك باللومء فإن تلك الخحالة القبيحة 
م ركوزة في نفسك» وَقرَ منه كفرارك من الأمسء فإنه 
ازداد لك ظلمة وبعداً ومقعاً وغفلة ونقمة. فيجب أن 
يقتدى بمن علم بالديانة والصيانة والرحمة والعفة. 
والتقوى والأمانة من البدع والأهواء والخيانة» بعد أن 
تتحقق أن طريقته موافقة بالكتاب والسنة وأفعال 
الصحابة والمشايخ الراسخين والعارفين وكبار الأمة. 

أن السالك ميتل بنفسه فإذا عمل وحده ربما ظفر منه 
الشيطان بخيالاات وأوهامات وعقائد فاسدة وأفكار 
فاسدةء وتسل ومكر وحيلٍ وزندقةٍ واستدراج وغيرهاء 
ويوهمه أن ذلك من الأحوال والأصول وهو لا يدري» 
لا سيما المبتدىء فإنه يشوّش عليه هذه الحالة» فلا يد 


برو 


جامع الأصول  ١‏ 
هي الأولياء وأتواعهم وأوصافهم 


سس شيخ يشروطه السايقة لينجو من هذه الورطة 
وعقبات الطريق وتوقفه. 


ميا 


الفصل الثالت عشر: 


التلقين والسند والسلسلة 


وأما التلقين وسنده فلما كانت الصحبة من لوازم الطريق 
وشروطه وكان الإنتساب إلى شيخ إنما يحصل بالتلقين والتعليم من 
شيخ مأذون إجازته صحيحة مستندة إلى شيخ صاحب الطريق وهو 
إلى النبي عليه السلام» وكان الذكر لا يفيد فائدة تامة إلا بالتلقين 
والاذن بل جعل الأكثر شرطاء وكان الشيخ في الدين عقدم النسب 
على الأب في الطين كما قال بعضهم: نسب أقرب في شرع 
الهوى بيتا من نسب من أبوي» وكان السالك لا بد له من مرشد 
حسي كالشيخ» أو معنوي كالإلهام» وحسن التفقه في الكتاب 
2 وإجماع الأمة التيقظ والإعتيان والتفكر بمساعدة 
التوفيق واللطف والعناية. أو يغنيه الله عن ذلك كله مدخ من فضله 
وسدية رهااقميل من طير معنةة ركيت دعر الأسايد في كن 
طرق إلى رسول الله عليه السلام. 


واعلم أن من لا يعرف إباه وأجداده في الطريق فهو مطرود 
وكلامه دعوى غير مقبولة» وربما انتسب إلى غير أبيه فيدخل في 
قوله عليه السلام: لعن الله من انتسب إلى غير أبيه» وقد أجمع 


وبا 


جامع الأصوا ل - 
في الأولياء وأنواعهم وأوصادهم 


السلف كلهم على أن من لم يصح له نسب القوم ولا إذن في أن 
يجلس للناس لا يجوز له الصدر إلى إرشاد الناس» ولا أن يأحذ 
عليهم عهداً ولا أن يلقنهم ذكراً ولا شيئاً من الطريق» إذ السر في 
الطريق إنما هو ارتياط القلوب بعضها ببعض إلى رسول الله عليه 
السلام إلى حضرت الحق جل جلالهء فمن لم يدخل سلسلة القوم 
فهو غير معدود منهمء فاقول روى احمد والطيراتي وغيرهما أن 
رسول الله عليه السلام لقن أصحابه جماعة وفرادى. 

فأما تلقينهم جماعة فقد قال شداد بن أوس: كنا عند النبي 
عليه السلام فقال عليه السلام: هل فيكم غريب يعني من أهل 
الكتاب. قلت لا. فأمر بغلق الباب وقال. ارفعوا أيديكم وقولوا لا إله 
إلا الله» ثم قال الحمد لله اللهم أنك بعشني بهذه الكلمات وأمرتني 
بها ووعدتني عليها الجنة وأنك لا تتخلف الميعاد» ثم قال ألا أيشروا 
فإن الله قد غفر لكم. 

وأما تلقينهم فرادى فروى يوسف الكوراتي وغيره يسند 
الصحيح أن عليا رضي الله عنه سال التبي (صلعم) قال: دلني على 
أقرب طريق إلى الله وأسهلها على عباده وأفضلها عند الله تعالى. 
ققال (عم): أقضل ما قلت أنا والنبييون من قبلي لا إله إلا الله ولو 
أن السموات السبع والأرضين السبع في كفة ولا إله إلا الله في 
كفة لرجحت بهمء ثم قال (عم): يا علي لا تقوم الساعة وعلى 
وجه الأرض من يقول الله. فقال علي كيف أذكر يا رسول الله. 
فال (عم): غمّض”'2 عينيك واسمع عني ثلاث مرات ثم قال: 
أنت ثلاث مرات وأنا أسمع ققال: لا إله إلا الله ثلاث مرات 
مغمضاً عينيه رافعاً صوته وعليَ يسمع. ثم قال علي: لا إله إلا الله 


)١(‏ هنا في الأصل. 


التلقين والسند والسلسلة 


كذلك والنبي عليه السلام يسمعء فهذه نسبة عل في تلقين 
الذكرء وأما نسبة الباطنية في تلقين الإذكار القلبية وذلك ياثيات 
من غير نفي بلفظ إسم الذات لقوله تعالى للرسول (عم): قل الله 
ثم ذرهم» 

وهذا نسبة الصديق الأعظم التي أخذها باطناً عن النبي (عم)» 
وهذا هو الذكر الذي وقر في قلبه (رضي) وعنى يه لقول النبي 
(عم) من ربه ما فضّلكم أبو بكر بكثرة صوم ولا صلاة بل بشيء 
ؤُقر في قلبه» وقد تفرعت نسبة جميع الطرق من هاتين النسبتين 
قهما أصلان وعليهم عون الرحمن. 


ام 


الفصل الرابع عشر: 
التوحيد وخواصها وأسرارها 


وأما التوحيد بلا إله إلا الله فإن كل من توجه وقلبه لغير الله 
حجب عن الله تعالى» وكل من ذكر وقلبه بغير مذ كورة حجب 
بألف حجابء فإذا تطهرت ظاهرك من الأنجاس والأدناس وباطتك 
من الوسواس والظنون والأوهام» فقل خمسة آلاف مرة لا إله إل 
اللهد»ء وأقله عند الشاذلية» وإياك أن يكون ذكر عدد بل حضور 
ومعنىء وأصل الذكر التلذذ والحلاوة» فإن غلب عليك خشوع 
ودموع واحتراق واغتراق فذلك علامة الفتتح» ولايزال الذ كر يذ كر 
حتى يدرك العجايب والغرايب والأسرار العظيمة والكيفية الفخيمة 
ثم تحرك لسانه بالذ كر ويبقى الفكر وهو مقام الأكاب وفيه 
فاعرف» وهذا التوجه سريع الفتحء وأكثر العباد تركوا العبادات 
والرياضات واشتغلوا بالتوجهات حتى أحرق الذكر من قلوبهم ما 
سوى الله وتوقفواء فإذا كان مع رياضة حصل الكمال الأعظم 
سريع البتة بلا شلك. 

مراص التوجيرم 
وأما خواصها فروى أنت منت قالها سبعين ألف مرة قداه الله 


,م8 


التواحيد و-خواصها وأسرارها 


من النار وقال (عم): ما قال أحد لا إله إلا الله مخلصاً من قلبه إل 
فتحت له أبواب السماء حتى يفضي إلى العرش ما اجتنب الكبائر» 
وعن الصحاية من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه ومدّها بالتعظيم 
غفر له أربعة آلاف ذنب من الكبائر» ومن يخشى شيئاً فليقل بعد 
صلاة الصبح استكفى كل شر بلا إله إلا الله مائة مرة فإنه يكفي 
مايخاف ومن كتبها على خاتم فضة في الساعة الأولى من يوم 
الجمعة انشرح صدره وائبسط فكره وتيشر أمره وزال همّه وانجلى 
كريه ولا يقع عليه بصر أحد إلا أحبه ومن كتبه في جام يعدده 
ومحاه بماءٍ وشريه على الفطور"© أحيا الله قلبه بنور الإيمان وفججر 
من صذدرهة أنوار العرقات» ومن داوم على شريه وقاه الله شر قساوة 
القلب» وفتح باطنه لقبول الحقايق الإيمانية والاسرار الروحانية» ومن 
كتب على حاتمه وتلا عليه عدده ووضعه تحت راسهة رأى ما رأه 
في نومه بشرط العزلة والطهارة» وهذا وفقه0©: 





وفى المعارف أن من قالها ألف مرة على الطهارة فى صبيحة كل 
000 الله عليه أسباب الرزق» ومن قالها عند منامة ألفاً باتت 
روحه نحت العرش» ومن قالها عند قوة الشمس ضعف منه شيطان 
الباطن» ومن قالها عند رؤية الهلال أمن من إسقام الأجسام» ومن 
قالها عند دخول مدينة أمن من فتنهاء ومن قالها بجمع فكرة 


(؟) أي وهذا محتواه. 


م 


جامع الأصول  ١‏ 
في الأولياء وأنواعهم وأوصاكهم 
وأرسلها يظالم أو جابر قطعتهء» ومن قالها بقصد التطلع إلى 
العلويات كشف له عن غيب ما قصده) ولها خواص كثيرة وهذه 


نبذة ترغيب. 


م 


الفقصل الخامس حشر : 


الفرق بين الأحوال الرتّانية والشيطانية 


وأما الفرق بين الأحوال الربانية والطبيعية الشيطانية فلا بدّ من 
معرفتها حتى بميزها عيانا. 

قالوا الم 00 له حاللات ثلاث: 

الحالة الأولى: تة تقتصر على شيء منها وهو أن الإنسان إذا كان 
صاحب صدق فإذا ورد عليه شيءء فاشتغل الروح معهء» وتتتحد 
الجوارح. وينحرف الطيعء ويتغير المراج» فإن الجسم اشتغل عنه 
حافظه بما يلقى إليه» فإذا انصرف عنه حافظه بما يلقى إليهء فإذا 
انصرف عنه النور الملكي ثرى عنه وقد عرق جبينه واحمر وجهه 
وقام كانه نشط من عقال» وهي الحادئة ولأولياء الله فيها مشرب 
شتى» ومتى اشتد على الإنسان. وغاب عن وجود الحسىء» فإن 
حصل في تلك الغيبة علم يعقله هنا ويعقله إذا رجع إلى حشه 
ويعئر عته على ما أعطاه الله من العبادةء قهو الحال الإلهي » ٠‏ ويلا 
القلب 000 عند الإفاقة, وإن غلب ثم رد د ولم يجد شيعا إل أنه 
أذ عنه بقبضته قبض عليه لم تتم له فائدة» ولكن غاب عن حشه» 
فهذا حاله من المزاج لما صحى القلب بالذكر أو بالتخيّل صعد منه 


هم 


جامع الأصول ‏ 
ني الأوليك وأتواعهم وأوصائكهم 


البخار من التجويف الكبير إلى الدماغ؛ فحجب العقل» ومنع الروح 
الحيواتي من السريات» ورمى بصاحيبه كالمصروعء» فهذا حال 
صحيح ولكن من المزاج الطيبيعي ليس له فائدة» وكثيراً رأى شبحاً 
أو سمحاباً أو بستاناً أو برا أو بخراً وهو هذا البخار. 


الحالة الثالغة(١؟2:‏ وأما الحال الثالث: الكذاب وهو الذي يعقل أهل 
مجلسه في السماع أو في خلوة» فهذا صاحب وسوسة وحديث 
نفس قد سخر به الشيطانء فكلما يلقى إليه يتخيل أنها علوم وهي 
سمومء فلا يعول على كل ما يخاطب في هذه الحالة ولو صادف 
الصحة فيهاء كما قال الفقهاء من صلى جاهلاً بكيفية الوضوء 
والصلاة والقبلة لا تصح صلاتهء وإن صادف الصحةء فكما أن 
هذه المسألة أصل عند العلماءء فكذلك عند الصوفية» قل يعول أبداً 
على ما يخاطب الجاهل بطريق» فإته لا يحسن أن يفرق بين الحق 
والباطل فكيف يعول على قولهء فإن هذه الحالة شيطانية» وأنه ليس 
في قوة الشيطان أن يغْييك عن حسك ثم يلقى إليك وتعقل عنهء 
وإنما هو على وجهين إما أن يغييبك مثل الصرع لكن لا يلقى إليك 
شيعاً لأنه لا يجد من يأحذ عنه لأنه لا عقل له. وأما أن لا يغيبك 
ولا يلقى إليك» وأنت مع حشك حشك وفي باطتلك شيء من حرارة 
وتوهم واستماع إلى بعد وضرب من استعداد الخطاب» فإن عرف 
أنه تمحكن منه في هذا المقام ألقى إليه خطاباً فحسن بمواقع بنفسه 
على حسب ما يلقى إليه» فيخبر عما وجده» فاخياره أنه وجد هذا 
في نفسه صحيحاًء وربما يقول له بمواقع خطابه عبدي أنا ريك لا 
تنظر إلا بي فإن نظرت إليَ بك أشركت فأنا الناظر والمنظورء وأنا 
الساجد والمسجود وأنا الذاكر والمذكورء وأما أشبه ذلك من 


(1) لم يأت الكاتب على الحالة الثانية. 


كم 


الخرف بين الأحوال الربانية والشيطائنيه 


الخطابي» ويقنع إبليس منه أن يعتقد أن يعتقد أن ذلك من الله 
تعالى فيستولي عليه فيصير محلاً له طول عمرهء فلو علم هذا 
الجاهل أن حطايه الحق» لا تنزل إحساساء وليست بالوهم. ولا 
بالخيال» ولا باللإستعداد. ولا بالإنتظارء ولا بخاطر يخطر باليال» 
ولا ييقاء الحش والغال. لرجع عن تجهلهء » ولو علمت من جهلك 
بنفسلك وبغرور الشيطان بك لحت ت إلى الله وعرضصت هذه الأمور 
على مرشد 0 فإن أمر: تك ونهيتك بضرب من العبارات 
فهو شيطانية» فأكثر من( الذكر وقراءة آية الكرسيء أو المعوذتين 
والحمد والبسملة 0 وترك الطمع والدنياء فهذه السلاح2©9 
الشمانية» وإن لم تأمرك ولكن تخبرك بما وقع في 0 أن آمو 
مغتب “من 00 العادات فأنت 00 0 من أن حون 
شيعاً آخر ثم م آخخر في فهو روح 0 قألهمها 5058 وتقواغاء 
وإث استمر أمر واحد قإنك في حال الفتنة يشا قلا تقبل من إلقاء 
إلا ما حصل لك في حال القناء الكلي عن نفسك وحشك» ولا 
ييقى من تمثيل ولا حس سوى مجرد الفهم منك بما يكون منهء 
فإت: 

سر المشاهدة للبهتء» وسر الكشف للعلمء وسر البقاء للأدب» 
وسر القناء للتوحيد. وسر القبضص للإفتقارن وسر البسط للسؤال» 


27 ثمانية نواعي. 
(5) والصحيح «الأسلحة» لكن الكاتبء استخدم التعبير بصفة المقرد. 
(5) أي نَفْسَ أمارة أو لوّامة. والتفسير للمؤلف. 


144 


الفصل السادس حعشر . : 


الهواجس والخواطر وأنواعها 


وأما الفرق بين الهواجس والخواطر فاعلم فان الهاجس يعبر عن 
ا خاطر الأول وغو الخاطر الريّاني» والوحنماني» والمزعج ويسميه 
سهل السيب الأول وهوالقاطر» فإذا تحقق في النفس سكوة هما 
وفي الرايعة سمّوه عزماء وعند التوجه إلى سمّوه قصداء ومخ 
الشروع ة في الفعل سمّوه نية» وإن يكن خخاطر فعل سوه إلهاماً أو 
غلؤما فوعبية أو لدنية فالإلهام يكون عاماً فالهمها فجورها وتقواهاء 
والموهيى واللدتى خاص بالأولياء: وعلمناه لدناً علماً؛ والخواطر 
خطاب يرد على الضمائر فقد تكون بالقاء الحق» وقد تكون بالقاء 
الملك» وقد تكون أحاديث النفس» » وقد تكون يإلقاء الشيطات» 
ويسموت الرباني عناية ولطفاً وخحذلاناً إن شراء والملكي إلهاماء 
والشيطاني وسواساء والنفساني خواطرء والرباني يرده بالرحمة 
والعظمة والحكمةء فإذا ورد يالرحمة ابقى في القلب أنساء وإذا 
ورد بالعظمة أبقى في القلب هيبة» وإذا ورد بالحكمة أبقى في 
القلب سكوناء والملكي يرد مبشراً ومنذراً ومنبهاً قإذا بشر ألقى في 
القلب بسطأء وإذا أنذر بقي في القلب قبضاء وإذا ورد متبهاً ترك 


4م 


الهواءجس والخواطر وأنواعها 


وصو الأخلاق» والشيطاني ‏ يشوق للمعاصي ويخوف من الفمقر 
ويامن بالفحشاء ويحض على الكفر. 


وفرق الجنيد بين الهواجس م الشيطاني فقال: 


بعد حين حتى دل إلى مرادها وتحضصل مقصودها إل أن يدوم 
صدق المجاهدة حتى: تموت عن حظوظهاء وتسكن أغراضهاء 
فيستريح السالك من آفاتها البتة» وأما الشيطان إذا دعا إلى ذلّة وقبح 
مخالفته يتركها فهو يوسوس بذلّة أخحرى» لأن المخالفات عتده 
سواء. وكل نخاطر يكون من الملك فإنه يأمره بالمعروف ويشوقه 
بالفضائل ويزين له كسب الحسئنات ويحذره من السيعات ويعلم 
السالك جميع ما يحتاج إليه» كأنه استاذ الولي وزاجره في ضميره» 
وليس له غرض في تخصيص فعل خير دون آخرء واعلم أن الخواطر 
هي موازين» يعحفظ بها الولي بدايته» ويخلص بعرقتها نهايته. 
والخواطر أربعة أولها الريّاني وهو مصيب أبداً وبه تكون الفراسة 
للمؤمن الكامل والمكاشفة عند السالك الصادق وترد يثلاث: 
فإذا ورد بالجلال يمحق ويفنى 
وإذا ورد بالجمال يثبت ويبقى 
وإذا ورد بالكمال يُصلح ويهدي 
وللخواطر أريع موارد: 
قالخاطر الريّاتي يرد على الروح وهو أيداً لا يكذب 
والملكي على العقل: وهو أبداً لا يغشى 


9م 


جامع الأصول  ١‏ 
هي الأولياء وأتواعهم وأوصاكهم 
والنفساني على القلب: وهو أبداً لا يصدق 
اه المخواطر 
| وأكثر ما يرد الخاطر الرباني إذا خرج من نخلوة أو 
انفصل عن غيبة أو فكر في حقيقة» وهو المفيد للولي 
فى حال الكمال ويهبه الإستقامة والإعتدال» ويكون 
خارقاً للعادة في عالم الغيب والشهادة. 
فب | والخاطر الملكي يرد واعظاً وآمرا وناهياً وناصحاً. 
اج - والنفساني يرد بالكبر والغضب والعجلة ولتورانية عند 
كل الحرام ومعاشرة اللثام» ومجالسة أهل الجدال 
2 والشيطاني يرد عند الميل إلى الطيع والفرار من قيود 
الشرع. 
ثم إن الرباني يبلغ منازل المقربين ويكاشف من أختصه الحق 
يعلوم الاولين والآخرين. 
والملكي يحض على مقام أهل اليمين» ويشوق لمنازل الصاحين. 
والنفساني يرغب في العاجل ويزهد في الآجل ويدعى في 
الرتب ويفرض العلم والسببء ويزدري باحوال المتقين وينزل 
بالهدى إلى أسفل السافلين. 
يا خحواني2'0. 


١١‏ والصحيح فتيصّروا يا أخواني 


الواقعات والرؤية والمشاهدات 


وأما الواقعات التي تظهر للسالك بين النوم واليقظة فهو إنه إذا 
شرع في رياضة النفس تظهر له العبودية في عالم الملك والملكوت» 
وفائدتها في. السالك أن يطلع على أحوال النفس في الزيادة 
والنقصان والرفعة ولوجد والشوق إلى المنازل والمقال والدرجات من 
العلوي والسفليء والحق والباطل» ويها يعرف في أي صفة عالية 
عليه من النفسانية والحيوانية والشيطانية والسبعية والقلبية والروحية 
والملكية والرحمانية» فإن كانت مستولية عليه صفة من الصفات 
المزمومة النفساتيةء» كالحرصء والبخلء والحقد» والكبر» والغضب» 
والشهوة وغيرها فإنها تظهر في الواقعات حيوانات. 


فإن كانت صفة الحرص غالبة عليه تظهر بصورة الفأرة 
والنمل 

وإن كانت صفة الحقد غالبة فيصورة العقارب والحيات 
وإن كانت صفة الكير غالية فيصورة الفحل 

وإن كانت صفة اليهايم غالبة فيصورة الأغتام 

وإنت كانت صفة الشهوة غالبة فيصورة الحمار 


35 


حجامع الأصول  ١‏ 
هي الأولياء وأتواعهم وأوصائكهم 
- وإت كانت السبعية غالبة فبصورة السباع 
- وإن كانت الشيطانية فبصورة الشياطين والمردة والأباليس 
والغيلان» 
- وإن كانت الخحيلة والمكر غالبة تتمثل بالأرنب والشعلب 
- فإن رأى هذه الأشياء يعلم أن هذه الصفات غالية عليه 
- فإن رأى الأنهار الجارية الصافية والكواكب والقمر والسماء 
مضحية يعلم أن هذه من الصفات القلبية. 
- وإن رأى الأنوار والصعود والعروج وطي الأرض والذهاب 
إلى السماء واللجو وكشف اللمعاني والعلوم الدينية 
والإدراكات بلا وساطة الحس علم أنها من مقامات الروح. 
- وإن رأى مطالعات الملكوت والهواتف والأفلاك والأنجم 
والعرش والكرسي علم أنها من صفات الملكية وحصول 
الصفات الحميدية. 
- وإن رأى مشاهدات نوار الغيب ومكاشفات الصفات 
الإلهية والإلهامات والإشارات والوحي والتجلّي للصفات 
الربوبية علم أنها من مقامات التخليق بأخلاق الرحمان. 
وبالجملة أن كل صفة كانت غالبة على النفس رأيها السالك 
في صورة تشاكل تلك الصفة عليها. 
واعلم أنه إذا بلغ مقاماً لا علم لهء وإن قطع عن السلوك فلا بد 
من شيخ إذا كان سلوكه في صفات النفس والقلبء وإذا كان بلغ 
بالمقام الروحاني فلا يمكن عبوره إلا يتصريف صاحب الولاية. 
واعلم أن الواقعات القلبية والروحية والملكية تكون مع الذوق 
ويحصل للنئفس منها قوة وشر وشوقء ويظهر له التنقر عن الخلق 


55 


الوافعات والرؤية واللشاهدات 


7 م 0 يت 0 م وحمل لها 
8 ار والحقائق تتقطع بالكلية إلى عالم الغيب» :ثم يعد ذلك 
ين وهي أن )مرت إذا أصفيت بلا إله إلاّ | الله وحصلت 
الصقالة فتكون أولا كالبرق واللوامع واللوايح» ثم نر ثم 
كالشمعء ثم كالمشعل» ثم كالكواكب» ثم كالهلال» ثم كاليدرء» 
ثم كالشمسء ثم أنوار مجردة ووصف ذلك يطول» ثم بعدها 
التجليات ويليها المكاشفات ثم الوصول إلى حقيقة المعرفة. 
الترصل الى الحقيقة 

واعلم أن للقوم في قطع مسافة النفس والتوصل إلى الحقيقة 
طريقين: وهما بحسب فرقتين: 

2 ري 0 حي استعمال 0 وتركية 

الصوفية وإلا ة فهم الإشراقيون من الحكماء اي 
7" - وفرقة بالإشتغال بالعلوم والبحث» وهؤلاء إن استندوا إلى 
شريعة فهم متكلمون وإلا فهم مشاؤون. 

قال أحمد زروقي عن الفريق الأول: 

يقولون إن النفس في أصل نشأتها كالمراة صقيلة» نظيفة» 
يتجلى فيها كل شي يقابلها من الماضي الوجود والآتي منة لكن 
المعرقة عن ذلك بأحد الأمرين: 

أما صدائها بصورة الأكوان شهوداً واعتماداً واستناداء 
وانصرافها عن المقصود بالتوجه إلى غيره من العلوم والعمليات 


5 


جامع الأصول - 
ني الأولياء وأنواعهم وأوصافهم 

وغيرها مما يصرفها عن المقصود بانطياعه فيهاء فلو انجلت في الأمر 
الأول لأبصرت لرقع حتجابهاء ولو توجهت في الثاني لرأت لنفي 
احتجابهاء» وما دامت معلقة باحدهما فهي مصروقة عن المقصود 
فلا يمكن الوصول إليه» ولذا قال في الحكمء» كيف يشرق قلب 
صور الأكوان منطبعة في مرآأته أما كيف يرتحل الله وهو مكتل» 
أما كيف يطمع أن يدخل حضرت الله وهو لم يتطرق من جناية 
عقلاته» أما كيف يرجو أن يفهم وقائع الأسرار وهو لم يتب من هفواته. 

وأما الفريق الثاني 2١07‏ أهل طريق البحث والإشتغال بالعلوم فإنهم 
عاجوا النفس بطريق العلم والعمل» وذلك أن ما فيها من الأنوار 
يتعاضد ويدفع بما يرد عليه من ظلمة وشكل وقدرة أصلاً وفرعاء 
بقوته. 

وقالوا إن العلم أمام العمل» والعمل تابعة له» وقال (عم) إنما 
العلم بالتعلم» وأن الحلم بالتحلم ومن يطلب الخير يؤتيه» ومن يتق 
الشر يوقه ومن عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم. 

فالعلوم التي يحتاج إليها أربعة: 

١‏ علم الذات والصفات 

؟" ‏ علم الفقه والفعتوى 

نط علم التفسير والحديث 

غ ‏ علم الحالات والمنزلات وما يجري فيها من الاداب 

والمعامللات. 


)0١(‏ فريق الإشتغال بالعلوم واليبحث. 


35 


القصل الثامن عشر. 


السلوك وأقسامها وأربابها والسير 


وأما السلوك: قالوا: إن الطرق على ثلاثة أقسام والناس يحسب 
اختلاف أحوالهم ثلاثة أقسام» لكل منهم طريق: 
الأول: ذوو الأمزجة الكثيفة والافهام البعيدة التي يعثر عليها 
محاولة التعليم» ويرق عن إدراكها دقائق التكليم» 
فطريقهم بالسيادة والنسك من تكرار الصلاة والصوم. 
وتلاوة القرآن والحج والجهاد وغيرها من الأعمال 
الظاهرة» لأن هذه الطائفة لصلابة أبدانها وقوة 
أركانهاء وشدة حنانها تتحمل مشاق العبادة» ولا يميل 
منها بل تصير وتألفها كالأمور المعتادة» والسالكون في 
هذه الطريق لا يزالون على هذه المناهج يرتقون لأرقع 
المعارج. إلى أن تتلطف منهم الكثائف» ويقربون من 
وطن تنزيلات المعارف» يكشف لهم عن سيحان 
الحيوب» ويرون عجايب الغيوب» ويتلقون عرايس 
الأسرار» وهذه الطريق صعية جداً والواصل بها كاد أن 


يكون فرداً. 


وم 


١  لوصألا جامع‎ 


الثاني: 


الثالث: 


كني الأولياء وأنواعهم وأوصائهم 


والقسم الثاني ذوو الافهام اللاذعية والأخلاق السبعية 
والهياكل النيراتية» والنفوس الأبية تحو ذوي المناصب 
والتراتب والمتفلقلين في قيود شهود السبيب» والذين لا 
يملكون نفوسهم في حال الغضبء قطريقهم 
المجاهدات والرياضات وتبديل الأخلاق وتزكية 
النفوس والسعي فيما يتعلق بعمارة الباطنء 
والسالكون بها لا يزالون يرتضون في قلع ما اتطبع 
في نفوسهم من الأخلاق الذميمة إلى أن تذهب تلك 
الطباع وترجع إلى فطرتها السليمة» ومبناه في ذلك 
مخالفة ما تهواه ورفض ما تتمناه إلى أن يستوي عنده 
الرضى والغضب والراحة والولاية والتنزل والترقي 
وعدمها » قد خلّصت النفس من أمراضها غاية 
الخلوصء» واستحقت أن يرسم في لوح قبولها حقائق 
النفوس» وهذه الطريق دون التي في الأهوال 
والواصلون بها فحول الرجال. 

والقسم الثالث ذوو النفوس الرضية والعقول الزكية 
والفطرة الصديقية“التى يبدو أن أصحابها فى كمال 
النحافة ونهاية الإعتدال واللطافة» وطريقهم طريق 
السائرين إلى الله الطائرين إليهء وهي طريق أهل انحبة 
السالكين بالجذبةء وملاك السير بها: صفاء القلبء 
وصدق الحبء والتحقق ظاهراً وباطناً جهراً وسراً 
بشعائر التصديق» فيخرج عن محوله وقوته وعقله 
وفطنته. حتى لو طلب منه بذل المهج لم يجد له حرج 
فينفتح فيه من روح قاب العيان ويتحقق بقوله: كل 
من عليها فانٍء وهذه الطريق في غاية السهولة بالنسية 


4 


السلوك وأقسامها وأريابها والسهير 


١‏ ً : بين لجمال 7 و 
5 4 نطو م 0 ل 4 7 ١‏ 


/ا5 


الفصل التاسع عشر: 
العزلة وثمرتها وآفاتها ونجاتها 


وأما العزلة فأنك إذا أردت الوصول إلى الله فاستعن بالله 
واجلس على بساط الصدق مشاهداًء ذاكراً بالله» ورابط قليك 
بالعبودية المحضة على سبيل المعرقة» ولازم الذكرء والمراقبة» والتوبة, 
والإستغفار وقل الله الله مثلاً مراقباً لقولك بالتقوى بترك الدفع عن 
نفسلك والجلب لها ومجد ذلك في آيتين من كتاب الله تعالى: 
«أمن هذا الذي هو خير لكم ينصركهم#”'؟ هذه من الدفع 
«#أمن هذا الذي يرزقكم أن أمسك رزقه2©9 من الجلب 
ووصف الذكر أن تذكر بلسانك وتراقب بقلبك» فما ورد 
عليك من خير من الله قبلته» وما ورد عليك من ضده كرهته راجعاً 
إلى الله في الدقع والجلب» كما وصف وإياك أن تدفع أو تجلب 
لنفسك شيئاً إلا بالله» فإن خطر في بالك شيء من ذنب أو عيب 
أو نظر إلى عمل صالح أو حال جميل فبادر إلى التعرية من الجميع. 


(4 0./5”ء سورة الملك» الآية ٠.‏ ؟ 
070/د؟» سورة المللك. الأية ١؟‏ 


م5 


العزلة وثمرتها وآكاتها ونجاتها 


أما الجلوس على بساط الصدق فتحقق أوصافك من الفقر 
والضعف والعجز والذلّة» واجلس عليها ناظراً لأوصافه تعالى من 
القوة والقدرة والعزةء وأفن بأوصافك العبودية بأوصافه الربوبية» 
وقل يا غني يا قوي يا قدير يا عزيز من للفقير غير الغني» من 
للضعيف غير القوي» من للذليل غير العزيزء» من للعاجز نميز القدير 
فاجلسني على بساط الصدق واكسني لباس التقوى الذي هو خير 
وهو من أياتك» واحجبني يعظمتك عن كل شيء هو لك» واملة 
قلبي بمحبتك حتى لايكون فيه متسع لغيرك» إنك على كل شيء 
قدير. 


المدضولك ف العزلك: 


هذه أسماء النصرة عند الدخول في العزلة فاستمسك بها ولا 
4ه اا و و 
فليتوكل المتوتكلون» وهذه أسماء الرضى وقل لسعة الصدر مما 
عليك من الضيق في العزلة: حسبي الله أمنت بالله, ا 
توكلت على اللهء لا قوة إلا بالله. وقل في بعض متاجاتك 
وسؤالك: يا من وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤده حفظهما 
وهو العلي العظيم أسألك الإيمانت بحفظك إيانآً يسكن به به قلبي من 

هم الرزق وخوف الخلق وأقؤب بقدرتك قرباً تمحقٌ به عن كل 
لوو يا الاب ال ا 0 
سؤاله منك وحجبته بذلك عن نار عدوك وكيف لا يحجب عن 
مضدة الأعداء مَنٌَ أَغْتَضَهُ عن منقعة الأحباء. كي إني أسألك أن 
تغنيني بقربك مني حتى لا أرى ولا أحس بقربي شيء ولا يبعده 
عني إنلك على كل شيء قدير. 


145 


جامع الأصول  ١‏ 
حي الأولياء وأنواعهم وأوصاكهم 

ثمرة العزلة 

اعلم أن ثمرة العزلة الظفر بمواهب المنة وهي أربعة: 

كشف الغطاء وتنزلة الرحمة» و تحقيق الحبة» ولسان الصدقة في 
الكلمة» قال الله تعالى: «إفلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله 
وهينا له(" (الآية) 
آفات العزلة 

وأما آفاتها في العوام القاصدين إلى الله على سبيل المعرفة 
والإستقامة في سلوك العلم إلى الله فأربع أيضاً: 

تعلّق النفس بالأسباب» وركوب النفس إلى الجهة الخصوصة 
من الإإكتساب» واكتفاء العقل بما يحصل له من الإاضطراب» 
وخخطرات العدو بالأماني الصادرة عن المراد. 
خواص العزلة 
أما في الخواص فأربعة أيضاً: الإستكناس بالوسواس» والتحدث 
الإفلااس» وملاقات هواتف الحق على زعمه بالمعهود من الحواس. 

ولعل آفة سبيل في الجهاد بالرد إلى أصل التوحيد والمعرفة» 
والحمل على سبيل الإستقامة. 

عارضى البإلتساب 

فإذا عرض لكل عارف من جهة التعلق بالأسباب والركون إلى 
الجهة الخصوصة في الإإكتسابء فأرجعها إلى أصل المعرفة بالسوايق 
فيما قسم لها أو أجري لها وقل لها اتخذت عند الله عهداً أنك لن 


0 159/ة4ء سورة مريء الآية 55 


العزلة وثمرتها وآفاتها وتجاتها 


ترزقني إلا بهذا السبيب أو من هذه الجهةء» وضيف”2©©7 عليها 
بالمعرفة» وغرّقها في بحر التوحيدء وقل ما شاء الله كان وما لم يشا 
لم يكنء بلقاي حرق النديا فى يحو لويد 12 أن ترك وإن 
را سس ا لص ني رت لقا 
والخاتمة,» ولا بد من فعل الواحد الختار يفعل ما يشاء ولا يبالى 
بحسنة المقبل ولاا يسيكة المدبر. 

عارم أقلم 


وإنث عرض لك عارض من خطرات العدو الصادرة عن المراد» 
والمراد بالعبودية المحضة وجود الحق بلا سبب من الخلق» فالله تعالى 
يقتضي منك أن تكون له عيداء وتحب أنت أن يكون لك ربء فإن 
كنت من حيث يرضى لك رباً من حيث ترضى ولا يدَعُك لغيره 
من الحقائق فكيف بالأماني» فأتقن واستعز واصبر إن الله يحب 
الصابرين. 

وإذا كنت من الخواص وعرض لك في معرقتتك الوسواس 
يناسيه العلم من طريق الإلهام 010000 
وارجع إلى حق المقطوع به من كتاب أو سنة. 

واعلم أن الذي عارضك لو كان حقاً في نفسه واعرضت إلى 
حق يكتاب الله أو يسنة رسولهء لما كان عليك عيب فى ذلك» 
لأنك تقول إن الله قد ضمن لنا العصمة في جانب الكتاب والسنة 
ولم يضمنها في حجانب الكشف والإلهام فكيف تقيل ذلك» ولو 
قبلت ذلك بطريق الإلهام لم تقبله إلا بالعرض على الكتاب 


(4) ضيف»ء لفظة عاميّة المقصود فيها أضف أو زد عليها. 


١١ 


جامع الأصول  ١‏ 
هي الأولياء وانواعهم وأوصافهم 
والسنةء فإذا لم تقبله إل بها في ذلك تأنس بالوسواس» واحفظ 

هذا. 


عارض التحدث 


وإن عرض لك عارض من التحدث بالرجوع إلى الناس لتعرض 
عليهم ما أنت فيه فأنت معهم لم تخرج عنهم بشيء ولا تقتدر 
باعتزال بدنك والقلب معهمء فاهرب إلى الله فإن من هرب إلى 
الله آواه الله وحفظهء وصفة الهروب إلى الله بالكراهة للجانيهم 
والمحبة جانب الحق باللجوء والإعتصام به» ومن يعتصم بالله فقد 
هدي إلى الصراط المستقيم. 
عارض التحديد 

وإن عارض لك عارض من التحديد فجاهده بالعوارض الممكنة 
في العلم المحايل من ذلك مما يجوز أن يكون» واصرف همتلك إلى 
الله بالتقوى كي يجعل لك من ذلك مخرجاً ويرزقك من حيث لا 
يحتسبء فإن جاذبتك هواتف الحق وآفاتها الإستشهاد 
يالمحسوسات على الحقائق المغيبات» ولا تردها إلى ذلك فتكون 
من الجاهلين» ولا تدخل في شيء من ذلك بعقلك وكن عند 
ورودها كما كنت قبل ظهورها حتى يتولى الحق بيانها وإ[يضاحها 
ويتولى هداك وهو يتولى الصا حين. 


الفصل العشروتن: 
الجهان بالهدو والشسطان والغاليهة 


وأما الجهاد بالعدوء فمن أراد أن لا يكون الشيطان عليه سبيل 
فليصحح الإيمان والتوكل والعبودية لله بالفقرء واللجوء 
والإستعاذةء قال اللّه تعالى: «إإنه ليس له سلطان على الذين 
آمنوا وعلى ريّهم يتوكلون2'”4 وقال «وإن عبادي ليس لك عليهم 
سلطان#”"؟ وقال إوأما ينزعنك من الشيطان نزع فاستعذ 
يالله 9 . 


وتصحيح الزيمان بالشكر على التعماء والصبر على البللاء 
والرضا بالقضاءء وصحة التوكل بهجران النفس ونسيان الخلق» 
والتعلق يا لحق وملازمة الذ كر وإذا عرض للك عارض يصدك عن 
الله فاثئبت.قال الله تعالى: «9يا أيَها الذين أمنوا إذا لقيتم فقة فائبتوا 
وإذكروا اللّه كثيراً لعلّكم تفلحوني*» 
42١(‏ 95/8وء سورة النحلء الآية ه. 
0 لاا/هدت سورة الأسراىء الآية ©3. 


م لا/..”, سورة الأعرافه الآية 5٠٠‏ 
(4*) /ه4» سورة الأنفال» الآية هع 


١ لا‎ 


جامع الأصول - 
حي الأولياء وأنوالعهم وأوصاكهم 


والمسكتة» وأضدادها أوصاف الربوبية» فما لك وما لهاء قلازم 
أوصافكء وتعلّق بأوصاف الله فقل في يساط الفقر الحقيقي يا 
غني من للفقير سواك» وفي بساط العجز قل يا قدير من للعاجر 
سواكء وفي بساط الضعف قل يا قو من للضعيف سواك» وفي 
بساط الذل قل يا عزيز من للذليل غيرك» تجد الإجابة كأنها طوع 
يدكء واستعينوا باللّه واصيروا إن اللّه مع الصابرين» ومن أخخلد إلى 
أرض الشهوات واتبع هواه ولم يساعد نفسه إلى التخلي فعبوديته 
في أمرين : 
والتوحيد وسائر الإحسان إذ أحته اللّه وزّنه في | قليه 
وكره إليه الكفر والفسوق والعصيان» فتقول أنعمت 
علي بهذا وسميتني راشداً فكيف أيأس متك وأنت 
هديتني بفضلك» » فإن كنت متخلفاً فأرجو أن تقبلني» 
وإنت كنت زائفاً فاهدني. 


والثاني: اللجوء الإفتقار دائماً وتقول سلّمني ونجني وخلصني» 
وأنقذني فلا عن عليه الهوى إلا هذا. 


مارت الشيطات 


وقال الشاذلي رحمه الله: محازن الشيطان أربعة: إما أن تجلس 
متفكراً في ما يقرّبك إلى الله فتأتيه» أو متفكراً في ما ييعدك عنه 
حنم بإنارأن على ب لجا دن سد كاك قدكر 
وتستغفرء أو متفكراً في ما سبق من عيوبك فستغفر وتشكرء » وقال 
رحمه الله: إذا أردت أن تغلب العدوء قعليك بالإيمان والتوكل 


١65 


الجهاد بالعدو والشيطان والقلبه 


وصدق العبودية والإستعاذة بالله من نزغاته وأقراً الآيات السابقة 
وقال رحمه الله: إذا اتخذ الله ولياً والشيطان عدوا قد استرحت» 
وقال (رح) أتريد أن يغنيك الله عن الناس حتى يغني يك من أحب 
أو توسل أو دعا أو سألء قيل: كيف لي بذلكء قال : لا تعخذ 
منهم عدواً ولا حبيباً واتخذ الله حبيباء قيل: كيف بالعدواة في 
الله واحبة فيه. قال: ذلك بالله لا بالنفس ولا بالخطء فإن عاديت 
وأبغضت بالعلم فاعط العلم حقه ولا تتخذ الشيطان وليآء فإذا 
أحببت بالعلم فأصحيه معك ما وافق الطاعة» وإن خالفقت 
أبسيت بالعلم ما دام مع امخالفة فتحبه به وتأتيه لمخالفته يه فتنبهه 
في هذا النوع وكن من الشاكرين 


الفصل الواحد والعشرون: 
الجهاد بالنتفس والهوى والخليبة عليها 


وأما الجهاد بالنفس فإن مراكز النفس أربع: مركز للشهوة في 
الغخالفات» ومركز للشهوة في الطاعات» ومركز في الميل إلى 
الراحات» ومركز في الععجز عن أداء المفروضات. فاقتلوا المشركين 
حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد. 
قالوا: إذا أردت الجهاد بالنفس فاحكم عليها بالعلم في كل حركة» 
واضرب بها بالخوف عند كل خطرة» واسجنها في قبضة الله أينما 
كنتء وأشلك إلى الله كلما غفلت» فهي التي لم تقدر عليها قد 
أحاط الله بهاء فإن سخرت لكم في قيضة ما فجدير أن تذكروا 
نعمة الله عليكم وتقولوا: سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له 
متع رفين. 


وقال الشاذلي: رأس النفس إرادتها ويداهاء علمها وعقلهاء 
ورجلاهال تدييرهل واحتيارهاء» وقال: مذديكت النفس بالعلم والمعرفة 
والإقتداء بالكتاب والسنّة» وقال: إن من أعظم الكربات عند الله 
مقفارقة النفس بقطع إرادتها وطلب الخلاص منها ما تهوي لما يرجى 
من حياتهال وإن من أشقى من يحب أن يعامله الناس لكل ما يريد 


1١ك‎ 


الجهاد بالتطس والهوى والغلبة عليها 


وهو لا يجد في نفسه يعض ما يريدء فطالب نفسسك يإكرامك لهم 
ولا تطلبهم يإكرامهم لك ولا تكلف إلا نقسك. 

وقال: ليبس من شيء أشد وأشق في العمل بالطاعة والذا كر 
والتلاوة من ضيط النفس وحضور القلب وحفظ المعاني وإعطاء 
الحروف حقها مع إرادة وجه الله تعالى» وهو موضع الإخلاص 
والعزيمة على العمل بهاء وبه يرجى وهو موضع الصدق.» ونهوض 
السر عن الدنيا وعن كل شيء سوى المولى» وهو موضع النية. 

وقال: حاكياً عن أستاذه: الأنفس ثلا 

نفس لم يقع عليها البيع لخحريتهاء ونفمس وقع عليها البيع 
لشرفيتهاء ونفس لم يقع عليها البيع للفسيتها(©. 

فالتي لم يقع عليها البيع لحريتهاء أنفس الأنبياء» والتي لشرفيتها 
أنفس المؤمنين والتي لخسيتها أنفس الكفار. 

وقال: للأستاذ فإن أبا بكر وعمر (رضي) قد تقدم منهما 
الشرك. قال: هما على الحرية وإنما هما كمن أسر وهما أحرار. 

وقال: يا عيد الله ارج من محادثة النفئس وإرادة الشيطان 
وطاعة الهوى تكن صالحاً واتق في الخاطرة والهمة والكفرة(©2 
وحركة السر تكن صديقا وإن تكرر عليك شيء من ذلك فاهجر 
الأسباب الأوطاب والأخحوان ومواقع الفتن تكن مهاجرأء وإن 
واقعت شيعا من ذلك فتب إلى الله واستغفره والجا إليه واستفت يه 


(1 خسيتها من خخسيس: ذليل 
(؟) الكفرة أي الظلمة. 


جامع الأصول  ١‏ 
هي الأولياء وأنواعهم وأوصاكهم 


تكن مؤمتاًء واتخذ الطهارة والصوم والصلاة والصبر والتلاوة 
والذكر والتبري من الحول والقوة تكن سالماء وإن غليت فاتخذ 
الإيمان حصتآء وإن دخل عليك فسلم الأمرء وعليك بالتوحيد 
والإيمان والمعرفة وامحبة لله. 

وقال0©: سألت أستاذي عن قول النبي (عم) المؤمن لا يذل 
نفسه. قال: لهواهء وقال: يوصف بالذم والبخل من تمنع لأجل 
شيء من هذه الأوصاف: خوف الفقر وسؤ الظن والإحتقار لحرمة 
المؤمنين وإيثار النفس والهوى. 

وقال: أرحم الناس بالئاس عبد يرحم من لا يرحم نفسه. 

عمج ال 

قال هل تدري ما علاج من انقطع عن المعاملات ولم يتحقق 
بحقايق المشاهدات. علاجه أربع: طرح النفس على الله طرحاً لا 
يصحبه الحول والقوة» والتسليم الأمر الله تسليماً لا يصحبه الاختيار 
مع اللى هنان العللاجان باطناء وفي الظاهر: منع الجوارح عن 
امخالفات» والقيام يحقوق الواجبات. 

ثم يقعد على بساط الذكر بالإنقطاع إلى الله عن كل شيء 
سواه وأذكر إسم ربك وتبثّل إليه تبتيلاة. 


(0) وقال «الشاذلي». 


الفصل الثاني والعشرون: 
الإجتناب من المعصية والخبث والكرامة 


وأما الإجتناب من المعصية فمن أراد أن لا يضره ذنب فليقل» 
أعوذ بك من عذابك يوم تبعث عذابك» وأعوذ يك من عاجل 
العذاب وهمن سوء لساب فإنك العريم العقاب» وأنك لغفور 
رحيمء ربي إني: : ظلمت نفسي ظلماً كثيراً فاغفر لي ورتب علي لا 
إله إل أنت» سبيحانك أني كنت من الظالمين» وإذا أراد أ يقصد 
لك قلبء ولا يلحقك هم ولا كربء» ولا ييقى عليك ذنب فأكثر 
من قول: سيبحات الله العظيم» لا إله إلا الله اللهم ثبت علمها في 
وسلام على عباده الذين اصطفى. 

وقال الشاذلي: من فارق العاضي قو «ظاهرءة ونيذ حب الدنيا 
في باطنهء ولرم حفظ جوارحه» ومراعات سرّه أتته الزوائد من ربه 
ووكل به حارساً يحرسه من عنده وجمعه في سره وأخذ الله بيده 
وخحفضص 'ورقع في جميع أموره» والزوائد من العلم واليقين والمعرقة. 
وقال: رأيت نبي 0 يقول: 1 بالله 0 


١1 


جامع الأصول - 

هي الأولياء وأتواعهم وأوصاكهم 
الله وأن عصاه استغفر وتاب وأناب» فقلت: ما تاب وأناب. فقال: 
تاب من معصية الله» وأناب إلى طاعته. وقال: إذا أردت خخير الدنيا 
والآخرة وكرامة المغفرة والرحمة والنجاة من النار والدخول في 
الجنة فاهجر المعصية: وأحسن مجاورة أمر الله واعتصم واستعن 
بالله» واستغفر الله وتوكل عى الله إن الله يحب المتوكلين 


التوكت 


قال له القائل: إشرح لي كيف أتوكل على الله واعتصم 
واستعين به. قال: من تعلق بشيء أو استند إليه أو توكل عليه أو 
اعتمد على شيء سواه فليس بمتوكل. فالتوكل وقوع القلب 
والنفس والعقل والروح والسر والأجزاء الظاهرة والياطنة» على الله 
دون شي ع. والإعتصام بالله. واتسملة بهء واللجوء إليه, 
والإضطرار له. فاحذر في الإعتصام أن ترى قدرة أو إرادة حكماً أو 
أثراً في كل شيء على شيء أو في شيء أو من شيء أو لشيء. 

ابدستعانة 

وأما الإستعانة بالله فأن لا تتخذ العلم سببآء ولا المسبب إليه 
سبباً» ولا الأول والآخر وغرق الكل في العلم والقدرة والإرادة 
والكلمة» كما غرقوا الدنيا والآاخرة في السابقة» والسابقة في 
الحكمء والحكم في العلم. 

البعهر من العصية 

وأما الهجر من العصية فاهجر حتى تنسى» وحقيقة الهجر 
نسيانت المهمجور» 8 في صورة الكمال» فإن تكن كدذلك فاهمجر 
على المكايدة وانجاهدة, قإن له يضيع أجر من أحسن» وأما حسسين 
مجاورة أمر الله فبالذكر والفكر والحفظ والمبادرة والتفقه لأمر الله 


1١٠ 


الإإاجتناب هن للعصية والخيث والكرامة 


ا ا 
يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً. 


١1 


الفصل الثالث والعشرون: 
الخلاص من الدنيا وما فيها ومكرها 


وأما الخلاص من الدنيا وما فيها: 

فاعلم أن من أخخحذ من الدنيا حلالاً يشرط الأدب سلم قلبه من 
الكدر ومن نار اليجب» والأدب فيه نوعان: 

أدب السنة وأدب المعرفة 

أدب السنة: الأخذ بالعلم على سبيل القصد وحسن النية لله 

أدب المعرفة: مصحوب بالاذن والأمر والقول والإشارة الثانية 
من الله تعالى فالإشارة تفهيم من الله لعبده من نور جماله وجلاله. 

قال الشاذلى: إلهى إن الدنيا حقيرة: حقير ما فيها إلا ذكر اللهء 
والآخرة كريمة: كرم ما فيهاء وأنت الذي حقرت ال حقير وكّمت 
الكريم فكيف يكون كرياً من طلب غيرك ثم كيف يكون زاهداً 
من اختار لدنياه معك2 فحققني بحقائق الزهد حتى استغني عن 
طلب غيرك وبمعرقتك حتى لا أحتاج إلى طليك. 

إلهي كيف يصل إليك من طليك أم كيف يفوتك من هرب 


١١ 


الخلاص من الدنيا ومافيها ومكرها 


منك فاطلبني برحمتتك ولا تطلبني بنقمتك يا رحيم يا منتقم إنك 
على كل شيء قدير. 

وقال لا كبيرة عندنا في إثنين: 

حب الدنيا بالإيثار والمقام على الجهل بالرضاء لأن حب الدنيا 
رأس كل كبيرة» والمقام على الجهل أصل كل معصية. 

وقال: لأن يغنيك الله عن الدنيا خير ممن يغتيك بها فوالله ما 
استغنى بها أحد قطء وكيف يستغني بها بعد قوله تعالى: قل متاع 
الدنيا قليل. وقال: دخل على شخص وأنا بالمغرب في مغارة فقال 
لي: عندك الكيميا قعلمني» فقلت له أعلمها لك ولا أغادرك منها 
حرفاً إن كنت قابلاً وما أراك قابلاً فقال: أي والله أقبل فقلت له: 
أسقط الخلق من قليك واقطع الطمع من ربك أن يعطيك غير 
ماسبق لك فقال لي: ما أطيق هذا. فقلت له: ألم أقل لك انك لا 
تقبل. انتصرف. 

وقال: أربعة أشياء كن بها وادخل متى شكت: 

لا تعخذ من الكافرين وليء ولا من المؤمنين عدوء وارتحل 
بقلبك عن الدنيا وعن نفسك في الموتى» واشهد لله بالوحدانية 
وللرسول بالرسالة وحسبك عملا. 

قال: وإن أمنتت بالله وملائكته ورسلهء وبالقدر كل 
وبالكلمات المتقدمة عن كلمتهء فلا تفرق بين أحد من رسله 
وتقول كما قالوا: سمعنا وأطعنا. غفرانك ربنا وإليك المصير» من 
كان بهذه الأربعة ضمن الله له أربعة في الدنيا وأربعة في الآخرة 
وأربعة في الدين. 


1١1١7 


جامع الأصول  ١‏ 
ني الأولياء وأنواعهم وأوصاكهم 

أما في الدنيا: الصدق في القول» والإخلاص في العمل» 
والرزق كالمطرء والوقاية من الشر. 

وفي الأخرة: المغفرة العظمىء والقربة الزلفى» ودخول جنة جنة 
المأوى واللحاق بالدرجة العليا. 

وفي الدين: الدخول على اللهء والمجالسة معهء والسلام منه» 
ورضوان من الله أكبر. 

فإن أردت: الصدق في القول فأعن على نفسك بقرأة إنا أنزلناه 

وإن أردت: الإخلاص في العمل فأعن على نفسك بقرأة قل 


هو الله 

وإن أردت: السعة في الرزق فأعن على نفسك بقرأة قل أعوذ 
ب النا 
برب سس 


وقال: رأيت النبي (صلعم) يقول أربع ليس معهن من الفقه لا 
قليل ولا كثير: حب الدنيا ونسيان الاخرة وخوف الفقر والتاس. 

وقال: أخسى الناس منزلة من بخل بالدنيا على من لا يستحقها 
وقال: رأيت كأني في امحل الأعلى فقلت: يا ألله أي الأحوال 
احب إليك وأي الاقوال أصدق لديك وأي الاعمال أدل على 
محبتلك فوفقني واهدني. 

فقيل لي: أحب الأحوال: الرضا بالمشاهدة 

وأصدق الأقوال: قول لا إله إلا الله على النظافة 

وأدل الأعمال على محبتي: بغض الدنيا واليأس من أهلها مع 
الموافقة. 

وقال: انتزع عن حب الدنيا بالإيثار وعن المعصية بترك الإصرار» 


115 


الخلاص من الدنيا ومافيها ومكرها 


وداوم على مسألة الرحمة اللدنية واستعن زها غلئ الفعلية» ولا تغلق 
قلبك بشيء تكن من الراسخين في العلم الذين تلا يغيب عنهم سر 
ولا علم. 

فإن خطرت لك خطرات الدنيا والمعصية فألقها تحت قدميك 
حقارة وزهداً واملا قلبك علماً ورشداً ولا تشوّق فتغشاك ظلمتها 
وتنحل أعضاؤك لهاء ثم لا بد من معائقتها 57 والفكرة أو 
بالإرادة والحركة. فعند ذلك تجير اللبٌّ وتكون كالذي استهوته 
الشياطين في الأرض حيرات وله أصحاب يدعونه إلى الهدى قل: 
إن هدى الله هو الهديء, ولا هدي إلا لمن اتة تقى» ولا تقو ى إلا لمن 
أعرض عن الدنياء ولا ا 0 
ولا تهون النفس إل لمن عرفهاء ولا يعرفها إل من عرف اللهء ولا 
يعرف الله إلا من أحبهء ولا يحب الله إلا من اصطقاه الله واجتباه 
وحال بين نفسه وهواه. 

وقل: يا أللهء يا قديرء يا مريدء ياعزيزء يا حكيمء يا حميدء يا 
رب» يا ملكء يا موجودء يا هاديء» يا منعم هب لي من لدنك 
رحمة إنك أنت الومّاب وانعم على عبدك بنعمة الدين وبنعمة 
الهداية إلى الصراط المستقيم صراط الله الذي له ما في السموات 
وما في الأرض إلا إلى الله تصير الأمور بحرمة هذا الإسم الأعظم 
أمين. 

وقال: إذا توجهت إلى شيء من عمل الدنيا والآخرة فقل يا 
قوي يا عزيزء يا عليم» يا قديرء يا سميعء يا بصيرء وقال إذا ورد 
عليك فريد من الدنيا والآخرة فقل حسينا الله» سيؤتينا الله من 
فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون» وقال رأيت الصديق (رض) في 
التوم فقال لي هل تدري ما علامة خروج حب الدنيا القلب. 


1١6 


جامع الأصول  ١‏ 
كي الأولياء وأنواعهم وأوصافهم 
فقلت: ماهو. قال: ترركها عند الوجد والوجدان والراحة منها عند 
الفقد. فالدنيا التى لا حساب عليها فى الأجل ولا حجاب معها 
في العاجل هي التي لا إرادة لصاحبها فيها قبل وجودها ولا معها 
لها مع وجودهال ولا 2 عليها عند فقدهل والحر الكريم من 
يأحذها منهة على المواجهة ويدعها يه على المواجهة لا أثر ولا غيار 


١1١5 


الفصل الرايع والعشرون: 
المصائب والحقوق والرجاء 


وأما المصائب فاعلم أن المغبون في الدنيا والآخرة من أصحب 
مصائب الأجور بمصائب الثبور والرضاء عن الله ثوايه الرضا من الله 
فمن يرضى عن الله يرضى عته اللهء» ومن يسخط عن الله يسخط 
الله عنه. قال الله تعالى: «كرهوا ما أنزل الله فاحيط أعمالهم0#© 
ذلك بأنهم قوم لا يعلمون. 


وقال الشاذلي: حدّ السخط إرادة ما لم يرد الله بالحكمء وقال: 
من آمن بالقسمة حرام عليه أن ينازع في الحكمء وقال كل مصيبة 
يرجى ثوابها ولايخاف عقابها فليست بمصيبة إنما المصيبة من لا 
يرجى ثوابهاء ويخاف عقابهاء وقال: على كل مصيبة نزلت إنا لله 
وإنا إليه..راجمون» أللهم أجرني في مصيبتي» وأعقبني خيراً منها 
قال: فألقى إل أن أقول واغفر لي سيئها وما كان من توابعها وما 
اتصل بها وما .هو محشوقيها. وكل شيء كان قيلها وما يكون 
بعدهاء .فقلتها فهانت علي فلو أن الدتيا كلها كانت لي في ذلك 


.8 سورة محمد. الآية‎ 29/47 40١( 


١١17 


حيامع الأصول - 

ني الأولياء وأنواعهم وأوصافهم 
الوققت وأصبت فيها لهانت علي ولكان ما وجدت من يرد الرضى 
والتسليم أحب إلي من ذلك كله. 

ل لبقي 

ا ا ١‏ يدي الله .الراك أ لك أد لت و 
خمسة لا سادس لها. قاتق الله أينما كنت ولا تعدل بالتقوى شيئاً 
قإن اي ذلك 
فضل الله يو نيه من يشاء والله واسع عليم» أعوذ بالله من سوع 
القضاء ومن ا التفس عند ورود البلاء ومن ن الفرح والحزت والهم 
والغم في الشدة والرخاء. 


1١١4 


الفهصل الخامس والعشرون: 
الشر ومتابعة الهوى والسوى 


أصول السرم 


وأما الشر فأصوله ستة: 


استبدال إرادة الخير يإرادة الشر 
واستبدال التعلق بالله بالتعلق بمخلوق دون الله 
واستبدال حسن الظن بالله وكرمه بسوء الظن بالله ورسوله 


وكمون الدعوى 
وحب الدتيا 
ومتابعة الهوى. 
تحصيئن القلب 


قال الشاذلي: حصو القلب من الشر أربعة: ارتباط القلبية هم 
الله وبغض الدنيا وأن لا تنظر بعينك إلى ما حرّم الله» وأن لا تنقل 
قدميلك حيث له ترجو ثواب الله. 


١185 


جامع الأصول - 
هي الأولياء وأتنواعهم وأوصاكهم 


فٍ الصمدع 


وقال: الصلاح أسهل شيء لمن يسره الله إليه لا تعلم في نفسك 
إرادة من الشر وأنت من الصا حين. 

وقال: رأيت جماعة من أصحاب رسول الله (صلعم) وجماعة 

من الأجناد هذا الوقت فجعلت أنظر تارة إلى هؤلاء وتارة إلى 
مزلا فخرج إلى واحد من أصحاب رسول الله فقال: 

أليس في ذكر اتات رسول الله (صلعم)» وأعمالهم مايكفيك 
عن ذكر هؤلاء وأفعالهم» لكن هم الرزق» وخوف الخلق» ونصرة 
النفسء وإرادة الشرء واتباع الهوى» قطع الخير كلهء» ونصرة النفس 
إجابتها إلى محايّها وقال: إذا أردت أن تغلب الشر كلهء وتلحق 
الخير كله ولا تسبق سابق وان عمل ما عملء فقل يا من له الأمر 
كله وييده الخير كله أسألك الخير كله» وأعوذ بك من الشر كله 
فإنك أنت الله الغني الغفور والرحيم أسألك بالهادي محمد 
(صلعم)» إلى صراط مستقيم» » صراط الله الذي له ما في السماوات 
ومافي الأرضء إلآ إلى الله تصير الأمور مغفرة تشرح بها صدريء 
وتضع بها وزري» وترفع ذكريء وتيسر بها أمري» وتنير بها 
فكري» وتقدس بها سري فتكشف بها ضدي وترفع بها قدري 
فإنك على كل شيء قدير. 


١ 


القصل السادس والعشر ون: 
العقوبات والحجاب والهلاك 


وأما العقويات فاعلم أنها أربع: 

عقوبة بالعذاب» وعقوية بالهلاك» وعقوبة بالإأمساك. وعقوبة 
يالحجاب . 

أ فعقوبة العذاب من جهة الحرمات 

ب -وعقوية الهلاك إهلاك السّر في المطلوب تكون من جهة 

الإستعجال والقلق فربما يبدل له ذلك فيهلك 
ج - وعقوية الإمساك تكون من جهة المراكنات 
د وعقوية الحجاب هي لأعل الطاعةء» فتكونت من سوء 


. لك اا‎ ١ 


وقال الشاذلى: قال الله تعالى لاا تحجب بالفضل عن المتفضل 
فقلت كيف يأتي هذا. قال: إعلم أنه سبق وجودكء» ووجود 
علمك» والشكر عليك» وسبق وجودك ما ظهر تفضله عليكء» فإن 
كنت بالفضل فأنت محجوب بالفضل عن المتفضلء» وإن كنت 


١5 


حجامع الأصول  ١‏ 
هي الأولياء وأنواعهم وأوصاههم 
عنده وبه فلا سابق ولا مسيوق» وأنت كنت شاهداً من وجودك 

إلى وجودم فأنتت ممحجحوب بالعلم. 
وقال: لا يكون خخطك من دعائك الفرح بقضاء حاجاتك دون 
الفرح بمناجات محبوك فتكون من المحجويين. 


١ 


الفصل السايع والعشرون: 
الشفاعة والمدد وحسن الحياء 


وأما الشفاعةء فاعلم أن الشفاعة انصباب النور على جوهر 
النبوّة فتنيسط من جوهر النبوّة إلى الأنبياء والأولياءء وبددم الأنوار 
من الأنبياء والأولياء إلى الخلق» وقال الشاذلي لرجل قد أحاط به 
الهم والغم حتى كاد يمنعه من الأأكل والشرب والنوم : يا زين فلان 
إسكن لقضاء اللّه وعلق قلبك باللّه ولا تيأس من روح اللّه وانتظر 
الفرح وإيّاك والشرك بالله والنفاق مع رسول(عم) وسو الظنء فإنها 
موجبة لدوائر السرٌ من اللّه وغضبه ولعنته وإعداده ثارةء وأعد لهم 
جهنم وحاوت مصيراً فعليك بحسن الحياء» قال: فرأيته في المنام 
أسيراً مربوطاً به يبن يدي رسول اللّه وهو يتلو: يا أيه النبي قل لمن في 
أيديكم من الاسرى أن يعلمٍ اللّه ما في قلويكم خيراً يؤتيكم» يرا 
ما أخذ منكم ويغفر لكم واللّه غفور رحيم وان يريدوا خحيانتك فقد 
خانوا اللّه من قبلء فأمكن منهم واللّه عليم حكيم فقلت: 

النفافت 

وما النفاق مع الرسول(عم) قال: التظاهر بالسئّة واللّه يعلم منك 

غير ذلك وقلت: 


1١ 


جامع الأصول - ١‏ 
حي الأولياء وأتواعهم وأوصاكهم 


الشرك 
وما الشرك بالله. قال: اتخاذ الأولياء والشفعاء دوت اللهء ما 
لكم من دون الله من ولي ولا شفيع» أقلا تتذكرون أم اتخذوا من 
دونه شفعاء قل: أو لو كانوا لا يملكون شيئاء ولا يعقلون» وقال 
عليه السلام: أشفعوا تؤجروا بحق حيث أمركم الله ورسوله بحق» 
وقد بين كل حق البيان بقوله: تؤجروا فمن. شفع في المعصية» أو 
في طلب الجاه والمنزلة» أو في طلب الدنيا بالرغبة أيؤجر بل يعذب 
على ذلك» ويتوب الله من يشاء بالله. 
سوء القلن 
الله شيئا الذي من اللهء ان ينصره فقد ساء ظنه بالله. من كان يظن 
أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم 
ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده مايغيظ. 


١غ‎ 


الفصل الثامن والعشرون: 
القبض والبسط وأسبابهما 


وأما القبض واليسط 0 إنهما يتعاقبان كتعاقب الليل 
والنهارء» والعيد قلّما يخلو منهماء والحق يقتضي منك العبودية 
بان يت شان 
وأسباب القبض ثلا 

أسباب القبئى 

أسياب القبض ثلاثاً: ذنب أحدثتهء أو ديناً ذهب عننلك أو 
نقصت لكء أو ظالم يؤذيك في مالك أو نفسك أو عرضلك أو 
عياللاك أو جاهلك أو دينك أو غير ذلك» فإن ورد من هذه الأسباب 
فالعبوديّة أن ترجع إلى الشر ع أما في الذنب فبالتوبة والأنابة 
وطلب الاقالة وأما في ما ذهب عنك أو تقص لكء فبالسلم والرضا 
والإحتسابء وأما في ها يؤذيك يه ظالمء فبالصير والسكوت 
والثبات» فاحذر أن تظلم نفسك فتنتصر لها فتفدي الحق في حقٌ 
الظالم فتجمع عليك ظلمان: ظلم غيرك لكء وظلم لنفسك. فإن 
فعلت ما الزمت به من الصبر والإحتمال» أثابك سعة الصدر حتى 
تعقو وتصفح وربما أثابك من نور الرضى ما ترحم به من ظَلّمكء 


١" 


جامع الأصول  ١‏ 
هي الأولياء وأنواعهم واوصاكهم 
فتدعو له» فتجاب دعوتك فتلك درجة الصدّيقين والرحماء وتوكل 
على الله وأما إذا ورد عليك القبض ولم تعلم له سبباً فالوقت 

وقتان» ليل ونهار. 
فالقبض أشبه شيء بالليل 
والبسط أشبه شيء بالنهار 
فإذا ورد عليك القبض بغير سبب فالواجب عليك السكون وهو 

عن ثلاثة أشياء: 
من الأقوال والحركات والإرادت: فإن فعلت ففي القريب 
يذهب عنك اللّيل بطلوع نهارك أو يبدو لك نجم تهتدي به أو قمر 
تستفيء يه أو شمس تبصر بهاء والنجوم» نجوم العلم والقمر قمر 
وإن تحركت في ظلام ليلك فقل: سلمنا من الهلاك. واعتبر 
بقوله تعالى: ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار (الايةي» فهذا 
وأما من كان وقته البسط فلا يخلوء أما إليه يعلم له سبب. أولاً 

فالأسباب ثلاثة أيضاًء 
الأول: زيادة الطاعة أو نوال من المطاع كالعلم والمعرفة 
الثاني: زيادة في الدنيا بكسب أو كرامة أو هبة أو صلة 
منك وتقبيل يدك وأنواع تعظيمك» فإذا ورد عليك 
شيء من هذه الأسباب فالعبودية تقتضي أن ترى 
النعمة والمنة عليك من الله في التعاطي والتوفيق فيها 


١5 


القبض واليسط وأسبابهما 


وتيسير أسيابهاء» واحذر أن ترى شيئاً منها من نفسك 
وحضّها('2 أن يلازمك خوف السلب فتكون مفتونا 
زيادة ف المنيا 
وأما الزيادة من الدنيا فهو نعم كالأول. وخحف وحفف ا بطن 
من آفاتها وغوائلها وأصرافتها وجهة كسبها إلى غير ذلك من 
الواجيات والمندوبات والحرمات. 


وأما مدح الناس وسائر التفاهم فالعيودية تة 0 يما 
اي ا ا 0 فيمقتاك 


أقرب الناس إليك. 
أسياب البسط الصربورلت 

وأما البسط الذي لا تعرف له سبياً فحق العيودية ترك السؤال 
والإدلال والصولة على النساء والرجال» إعلم أن الفقد والوجد 
متعاقيان علينا كتعاقب الليل والنهار» ومدى هذا الأمر على أربعة: 

كن شاكراً ليتعم الله إذا وجدت» وراضياً عن الله إذا فقدت 
وباذلاً للفضل إذا نلت» وسالاً وجهك إلى الله في كل أمر إذر 
اهتديت» فإن حاجوك فقل: أاحلضت وجهي لله» ولا تكن عابداً 
مكايداً ولا زاهداً معانداء ولا عاصياً متمرداء ولا مفترياً جاهداً. 

فإن حصلت بالأريع الأول فقد دخلت في ثناء الله تعالى 
بقوله: #إشاكراً اي اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم0"©. 


ديه حضّها: أي حقهاء التفسير للمؤلف. 
)4 65/15كء سورة التحلء الاية .١ 7١‏ 


١ 7ا”‎ 


الفصل التاسع والعشرون: 
الإقعداء وشروط المتبوع والتابع 


0 الإقتداء افقالوا عكر ة أشياء عظيمة فاحتفل بهمن: 
تقربن منه ولا ترجى فلاحه. 

وإذا رأيت رجلا يسكن إلى الرئاسة والتعظيم فلا تقربه واقطع 
بعدم فللاحه أبدا. 

وإذا رأيت فقيراً عاد إلى الدنيا فلو مت جوعاً فلا تقربن منه ولا 

وإذا رأيت رجلا يستغني بعمله فلا تأمنن جهله 

وإذا رأيت رجلاً يرضي عن نفسه ويسكن إلى وقته» فاتهمه في 
دينه واحذره أشد الحذر 

وإذا رأيت فقيراً لا يحضر عند السماع بل يغفل ويشتهي فاعلم 
أنه قد حرم ذلك بتشويش باطنه وتبديد قهمه. 


١ "84 


الإفتداء وشروط اللتبوع والتابع 


وقال الشاذلي (رضي) رأيت رسول الله (صلعم) فقلت: 

يا رسول الله ما حقيقة المتابعة فقال: رؤية المتبوع عند كل شيء 
ومع كل شيء وفي كل شيء. وقال: ليس الرجل الكامل من حيا 
في نفسه وإنما الرجل الكامل من حيا به غيره. 

وقال: كل شيخ لم يصل إليك الفوايد منه من وراء حجاب 

وقال: من دعى إلى الله بغير ما دعى به رسول الله (صلعم) فهو 


بدعة 
وقال: ثل”ثة لد تدعى وواحدة لد تزدري اقتداء فيهن بالنبي 

(عم) قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول 

أني ملكء ولا أقول للذين تزدري أعينكم لن يؤتيهم الله خيراً. 


1١89 


الفصل الثلاثونت: 
آداب المجالسة والحضرة والحرمة 


وأما آداب المجالسة والحضرة ققالوا إن مجالسة الأولياء والأكابر 
الأول: التعجنب عن أضادهم والميل واححبة والتصديق لهم 
الثاني: إلقاء السلم بين أيديهم وترك ما يهوى لما يهوون 
الغالث: إيثار أقوالهم وأفعالهم وترك التجسس عن حالهم 
وععيدهم 
الرابع: تعلق الهمة ببما تعلقت هممهم بشرط الموافقة في 
جميع أفعالهم. وآداب الحضرة ثلاثة: 
دوام النظر وإلقاء السمع والتوطين لما يرد من الحكم. 
وقال الشاذلي: إذا جالست العلماء فجالسهم بالعلوم المنقولة 
والروايات الصحيحة» إما أن تفيدهم أو تستقيدك منهم وذلك غاية 
الربح منهم» وإذا جالست العبّاد والزهاد فاجلس معهم على الزهد 


1١ 


آحاب الجالسة والحضرة والحرمة 


وإذا جالست الصدّيقين ففارق ما تعلم ولا تنسب لما تعلم تظفر 
بالعلم المككنون وبفوائد أجرها غير ممنون. 

وقال: أربعة آداب إذا خخلا الفقير المتجرد منها فاجعله والتراب 
سواء: 

الرحمة للأصاغرء والحرمة للأكايرء والانتصاف من النفسء» 
وترك الإتتصاف لها. 

وأربعة آداب إذا خلا الفقير المنتتسب منها فلا يغبن به وإن كان 
أحدهم أعلم أهل البرية منها: 

مجانية الظلمةء وإيثار أهل الآخرةء» ومواساة أهل الفاقةء 
ومواظية الجماعة. 


١ 


الفصل الواح والثلاثون: 


السؤال والطلب وخصائص الأولياء 


وأما السوّال والطلب فقالوا منال السائل ثلاثة: 
- سائل يسأل عن التصديق بتتحقيق القرب 
سائل يسأل عن عين التحقيق يرفع الحجاب 
وسائل يسأل عن النيابة بالقفناء عن نفسه. 
وقال الشاذلي: إذا سألت فاسأل اللهء فإن أعطاك فأشكرء وإن 
منعك فأرضى عنه. وإياك وكزازة النفس وسوء الظن وغلبة 
الشهوات» فتُحرم الحبة والمعرقة والرضاء والمغفرة. وتحجب عن الله 
وتطرد عن امحل الأعلى إلى أسفل من ذلك» ولست تدري أين 
يرميك من -حدود أسفل السافلين. 
وقال: أفضل ها يشاك العبد خيرات الدين» وفي خيرات الدين 
خيرات الآاخرة» وفي خيرات الاخرة خيرات الدنياء وفي خيرات 
الدنيا خصائص الأولياء. وخصائص الأولياء أربعة : 
أوصاف العبودية» ونعوت الربوبية» والإشراف على ما كان 
ويكون, والدخول على الله في كل يوم سبعين مرة. 


1١7 


السؤال والطلب وخصائص الأوليكء 


والخروج كذلكء فتكسى كل مرة حللاً من الأنوار والتقريب. 

وقال: إذا أردت أن تسأل حاجة من الناس فارفعها إلى الله قبل 
أن ترفعها لأحد منهم . . فإن قضاها لك فاشكره واشكرهمء وإن لم 
يقضها لك منهم؛ فأرضى عن الله ولا تتسب شيعاً لأحد منهمء ولا 
تذم أحداً إلا بما ذمّه الله ولا تمدح إل يما مدحه الله وال فأمسك 
فهو أسلم لكء واعبد الله باليقين ترقع في الدرجات العلى وإن قل 
عملك» وقال أخشر الناس منزنه عتد الله فى جعل دينه سبياً لقضاء 
حواجه» وقال إذا كانت لك حاجة وأردت تقضي حاجتكء فأئثبت 
الملك والقدرة والعلم والإرادة والمشيكة لله تعالى» واجعل فقرك إليه 
وحاجتك عنده؛ واحذر أن يمر بصر قلبك إلى غير الله ققحجب 
عت بل فوّضص إليه. ولا تفرح ولا حرن» ولا تخف ولا ترجء ولا 
تذل» والمؤمن لا يذل نفسه» وقل بسم الله الذي لا يضر مع أسمه 
شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم. 


1١ 


الفصل الثاني والثلاثون: 
النية والإستخارة والإستشارة 


وأما النية والإستخارة فقالوا حقيقة النية عدم غير المنوى عند 
الدخول» وكما لها الإستصحاب إلى التحامء فمحل النية القلب» 
ووقتها عند افتتاح الأعمال» وكيفيتها ارتباط القلب مع الجوارح. 

ومينى النية أربع: 

القصد والعزم والإرادة والمشيغة» “كل ذلك بمعنى واحد. 

وللنية صورتان: توجه القلب بحسن التيقظ فيه والإإخلاص في 
العمل لله ابتغاء ما عنده من الأجر والرضا. 

وقال الشاذلي: في قوله (عم) الأعمال بالنيات. فقال إن للنية 
محلا وتوقيتاء وكيفية ومعنى» فتسألك الصفاء بمحلاتهاء والتفيق 
لأوقاتهاء والعصمة في كيفيتهاء والتحقيق لمعانيهاء ونسألك صحة 
العقد وحسن القصد وإرادة الوجه والتعظيم لحق الربوبية وإلزام 
النفس وصفة العبودية. 

وقال: في قوله (صلعم): من حسنت نيته صح عمله.» فحسن 
نيتك فيما بيتك ويين الله بتوجه القلب بالتعظيم لله» والتعظيم لأمر 
الله والتعظيم لما يه أمر اللهء وفيما بينك ويين العياد بتوجه النفوس 


١54 


النية والإستخار هه والإستشار هُ 


بالنصيحة لهم مع القيام بحقوقهم» وترك الخطوطء, ونبدذ العوارض 
مع الصير لله والتوركل عليه. 

وقالوا: الإستخارة لازم عند كل أمور على كل مريد بكل 
أخيارء فلا يستخار إلا بأمين» وكم عبد أمين على الأموال غير أمين 
على الفروج» ورت أمية على الفروج غير أمين على الأخلاف» 
وربٌ أمين على الأموال غير أمين على الدين. والأمينٍ على الدين 
هو الأخذ عن الله ببصيرة اليقين» والمشرف27'؟2 على الأحوال كلها 
وعلى عواقب الأمور في الدنيا والآخرة. 


4١(‏ أشار الكاتب إلى أن أوراد الصادقين: وعشرون» إلا أنه أورد عشرة فقط. 


1١7 


الفصل الثالث والثلاثون: 


الأعمال والأوراد 


وأما الأعمال والأوراد فقالوا: مدار الأعمال على أريعة: 

الكبة واللإخلااص والحياء والإيمان: 

فا محبة بالخواص والإخلاص بالعلم» والحياء بالتعظيم» والإيمان 
بالصدق. 

وقالوا: أفضل الأعمال أربعة بعد أربعة: 

الأربعة الأول: المحبة لله والرضا بقضاء الله» والزهد فى الدنياء 
والتوكل على الله 

والأربعة التي تلي والقيام بفرائض الله» واجتناب محارم الله 
والصمت عما لا" يعني» والورع عن ما يلهي. 


وقال الشاذلي (رضي): اللهم إني أسألك حسن اللّب ودوام 
الذكر والفكر واللجوٌ والإفتقار إليك والدعاء لك والإستجابة منك 
والتقرب منكء والتوكل عليك» والزهد الواقع على الزاد القاطعء 
والمحبة والرضاء: هذه أمور الصديقين في بداية أمورهم. 


1١5 


الأعمال والأوراد 


أوراد الصادقين: وقالوا أوراد الصادقين عشرون2'>©: الصوم 
والصلاةء والذكرء والتلاوةء وحفظ الجوائح» وذم التفس عن 
الشهوات» والأهر: بالمعروف. والنهي عن المنكر على أصول أربعة: 
الزهد في الدنيا - والتوكل على الله - والرضاء بقضاء الله والحب 
الصافي وهو على مباتٍ أربعة: الإيمان والتوحيد وصدق النية وعلو 
الهمم. 

ومن لم يكن فيه أربعة حصال فلا ترجى له فلاحاً وهي: 

العلم - الورع ‏ الخشية لله - التواضع لعباد الله. 

وقال الشاذلي حاكياً عن أستاذه رضي الله عنهما: 

عبادة الصدّيقين عشرون: 

كلواء واشريواء واليسواء واتكحواء واسكتواء واوضعوا كل 
شيء حيث أم ركم الله ولا تسرفواء واعبدوا الله واشكروه. 
وعليكم بكف الأذى. وحمل الأذى» وبذل النداء فإنها نصف 
العقل. وأما النصف الثانى: أداء الفرائض» واجتناب المحارم» 
والرضاء بالقضاءء وإن عبادة الله: التفكر في أمر الله والمشقة في 
دين الله قهو اسن العبادة والزرهد في الدنياء ورأسها التوكل على 
اللى فهذه عبادة الأصحاء. 

وإن كنتم مرضى واستشفوا واسترقوا بالعلماء واختاروا منهم 
الأتقياء الهداة» المتوكلين على الله. 

وقال: سألت عن أستاذي في ورد المحققين فقال: عليك ياسقاط 
الهوى» ومحيبة المولى» وأبتٍ امحبة أن تستعمل محباً لغير محبويه. 

وقال حاكياً في رجل سأل أستاذه الوظائف والأوراد فغضب 


4)1١(‏ في الأصل والإشراف 


١ با‎ 


جامع الأصول  ١‏ 
عي الأولياء وأنواعهم وأوصافهم 
منه الأستاذ وقال أرسول أناء فأوجب الواجيات الفرائض معلومة 
والمعاصي مشهورة» فكن للفرائض حافظاء وللمعاصي رافضاء 
واحفظ من إرادة الدنياء وحب التساعى. وحب الجام, وأيثار 

ا الو ا مان لد ا 
د را وحب 0 عليه الخيرات» 
واصل جامع لأتواع الكرامات وحصون ذلك كله أربعة: 

صدق الورع» واحسن النية, وإخللااص العمل وصحية العلم. 

ولا تعم لك هذه إلا يبصحية أخ صالح وشيخ تاجح 

وقال حاكياً عن أستاذه إنه سمعه يقول لرجل إستأذنه في 
المجاهدة لنفسه فأجاب بقوله: لا يستأذنك الدين يؤمنون بالله واليوم 
ألا 

ل 


١ 8 


الفصل الرابع والثلاثون: 
العباد والزقاد وأصولهم وأحوالهم 


أما العباد والزهّاد فقالوا: بنوا أمرهم على عشرة أصول: 

على الصوم والصلاة والذكر والتلاوة والدعاء والإستغفار 
والتضرع والبكاء واعتزال النفس وتحصيل القوت من حلال 
وبساطهم الذكر. 

والزاهد يزيد عليهم بأربعة أوصاف: 

الزهد في الدنيا عموماً وفي الناس خصوصاً 

بكشف الغيب الملكوتي 

والتحيز للأحوال 

ومقامات الرجال 

ويساطهم الفكر. 

وأما الأولياء فلهم درجات بسط لهم في: العلم والمعرفة والنور 
والمحبة والتوحيد واليقين وكشف الغيب والرسوخ فيه والتحقق 
بالفناء» وبأثار أنواع البقاءء وبساطهم المحبة الفرعية. 

وأما الصدّيقون: فلهم في بدايتهم خمسة أحوال: 


شن 


جامع الأصول  ١‏ 
في الأولياء وأنواعهم وأوصائهم 
علوٌ الوجود عن أسرارهم. 
كشضف أمر الدين لارواحهم 
مراقبة القلوب 
ومراعات العقول 
وحفظ النفوس 
وأما الخمسة التي في نهايتهم: فالتحقيق في المحبة والكف 
والصمست والثيات في الخلة والإإتصاف بالبقاء. ويساطهم ألكبة 
الأصلية. 


1١5 


الفصل الخامس والثلاثون: 
الطاعات والإطاعة 


وعند المعتزلة في موافقة فقة الإرادة). فقالوا: 

لا : تؤخر طاعة وقت لوقت فتعاقب بفواتها ويفوت غيرها أو 
مثلها جزاء لما كمّر من ذلك الوقت فإن لكل وقت سهماً في 
العبودية يقتضيه منك بحكم الربويية. 

قيل لي مرة ما الذي استفدت من الطاعة وما الذي استعفدت 
من المعصية فقلت: استفدت من الطاعة العلم الزائد والتور النافذ 
والحبة. ومن المعصية الغم والحزن والخفوف والرضا0('©. 

وقال: في الأخبار: من أطاعني في كل شيء أطعته في كل 
شيء. 

قال: كأنه يقول من أطاعني في كل شيء بهجرانه لكل شيء 
أطعته في كل شيء بأن أتجلى له في كل شيء حتى يوافي»ء كأني 
)١(‏ هكذا في الأصل وقد تكون: وعدم الرضا. 


١١ 


جامع الأصول ‏ 
هي الأولياء وأنواعهم وأوصادفهم 
هذه الطاعة والمشاهدة في حق العوام من الصاحين. 
الخنواص 

وأما الخواص من الصدّيقين فطاعتهم بأقبالهم على كل شيء 
حسسن إرادة مولاهم في كل شيء» فكأنه يقول: من أطاعني بكل 
شيء بأقباله على شيء الحسن إرادتي في كل شيء» أطعته في كل 
شيء بأن أتجلّى له عند كل شيء حتى براني أقرب إليه من كل 
شيء. 

وقال: عليك بالمطهّرات الخمس في الأقوال والمطهرات الخمس 
في الأفعال» والتيروٌ من الحول والقوة في جميع الأحوال» وغعص 
بعقلك إلى المعاني القائمة بالقلبي» واخرج عنها وعنه إلى الرب» 
واحفظ الله يحفظك وتجده أمامكء. واعبد الله بها وكن من 
الشاكرين. 

فالمطهرات الخمس في الأقوال: سبحان اللهء والحمد للهء ولا 
إله إلا اللهء والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا يالله. 

والمطهّرات الخمس في الأفعال: الصلوات الخمسء والتبرق من 
الحول والقوة وهو قولك لا حول ولا قوة إلا بالله. 


١5 ؟‎ 


الفصل السادس والثلاثون: 
العزة والخئلوة وترك الدنيا وما فيها 


أما العزة والخلوة فقالوا: 
للنفس والهوى والشيطات والدنيا أو لشيء من المكنونات في الغيب 
والشهادة والدنيا والآخرة» والمنافق لا يعلم العزة إلا من الأسباب 
والتعبد للأرياب: 

أاله مع الله تعالى؟ إنهم يشركون مع الله» يش ركون ما لم يخلق 
شيئا وهم يخلقوت» ولا يستطيعون لهم نصرا ولا انفسهم ينصرون» 
وأن تدعوهم إلى الهدى لا يتبعوكم سواء عليكم أو أدعوتموهم أم 

وقال الشاذلي: من أراد عز الدارين فليدخل في مذهينا هذا 
يومين. 

قيل كيف لي بذلك قال: فرق الأصنام عن قلبك وأرح من 
الدنيا بدنك ثم كن كيف شعت فإن الله لن يدعك فإن جاء شيء 
تجلس معه إلا بالواجب العلمي في صرفه وإمساكه. 


1١247 


جامع الأصول  ١‏ 
حي الأولياء وأنواعهم وأوصاكهم 
وإت طلبت شيئاً يوماً فاطلب الله لك في طلبك فإنك مطلوب 
بالطلب,» فإن خرج لك الطلب منه مخرج الرضاء فادخلء ولا تعلق 
قليك لا بُدَّء فإنك لا تدري اتصل إليه أم لاء وإن وصلت فلست 
تدري ألك هو أم لغيرك» فإن كان لك فلست تدري أفيه تحير أم 
شر وإن كان لغيرك فليس لك به علمء هل هو حبيبك أو عدوكء» 
فكيف يسكن القلب إلى موهوم تتصور فيه هذه الوجوه وأكثر من 
ذلكء فاطلبه وأنت متعلق بالله وناظر إليه واستعمل الشكر إذا 
ظفرت به والصبر والرضاء إذا لم تظفرء بل الثناء على الله أجمل 
لأنه لم يمنعك عن بخل وإنما منعك نظراً لك. فإذا منعك ذلك فقد 
أعطاكء ولكن لم يفقه العطاء في المنع إلا الصديقون» وإن خرج 
بك الطلب من الله مخرج السخط بدلالة العلم أو الظن فالجأ إلى 
الله وقِهِ إليه حتى يكون هو الذي يخلصك يفعل الله ما يشاء 

والعاقبة للمتقين. 


١+ 


الفصل السابع والثلاثون: 
التواضح والسعادة والشقاوة 


وأما التواضع فاعلم أن التواضع من أفضل الأوصاف الحميدة 
وأحسنها و أكرمها ويه نال البى. وصلعم الفطتل على الأولين» 
والآخرين» فكان (صلعم) سد الناس قالغا وقد خيّر بين أن 
يكون نبياً ملكاً أو نبياً عبداً فاختار أن يكون نبياً عبداً فقال له 


إنترافيل عند ذلك: فإن الله قد أعطاك بما تواضعت له وإنك سيد 
وُلْدِ أدمء وأول شافعء وأول من تنشق عنه الأرض» ومن تواضعه 
(عم): أنه كان يركب الحمار ويردف تخلفهء ويعود المساكين» 
ويحلب شاتهء ويرفع ثوبه»ء ويخصف نعلهء ويخدم نفسه 
ويعلف00» ناضحتهء وِيقّمَ البيت» ويعقل البعير» ويأكل مع الخادم 
والاجيرء ويحمل يضاعته من السوق. 


السعارة 
قال الشاذلي: وشْع(”© السعادة رجل عرف الحق فتواضع لأهله 


)0ن أي وصل به رقعة (الأصل). 


(؟) وَسْمٌْ أي إشارة أو علامة. 


١6 


حجامع الأصول  ١‏ 
هي الأولياء وأتواعهم وأوصاكهم 
وإن عمل ما عملء ووسْمٌ الشقاوة رجل جحد الحق وتكبر على 
الحق ولو عمل .ما عمل. 

وقال خرجت اليستان مع أصحابي بمدينة تونس ثم عدت إلى 
المدينة وكنا ركينا على الحمير» قلما وصلنا قربياً من المدينة نزلوا 
وكات طين وقالوا يا سيدي انزل هنا فقلت: ولِم؟ ققالوا هذه المدينة 
ونستحي أن ندخلها على الحمير» فشعتٌ رجلي وأردت موافقتهمء 
فإذا التداء علي إن الله لا يعذب على راحة يصحبها التواضع ولكن 
يعذب على راحة يصحيها الكبر. 


١5 


الفصل الثامن والثلاثون: 


الورع والصبر والقناعة 


وأما الورع فقالوا ليس الطريق بالرهيانية ولا بأكل الشعير ولبس 
الصوف والتصنعء وإما هو بالصيرء واليقين في الهداية: 
«إوجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا2'”4 لما صيروا وكانوا بآياتنا 
يوقنون. وهذا ثغر كريم لرجل كريم فيه خمس خحصال: 
الصبر والتقوى والورع واليقين والمعرفة. 
الصبر: إذا أذيٌ أن لا يُوُذي. 
والورع: فيما يخرج وفيما يدخل من فمه وفي القلب ان 
لا يلج فيه غير ما يحب به الله ورسوله. 
واليقين: في الرزق. 
والمعرقة: بالحقء التي لا تذل معها لأحد من الخلق. 
واصبر إن العاقبة للمتقين: ولا تحزن عليهم ولا تكُ في ضيق مما 
يمكرون إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون. 
وقال الشاذلي: 


1١‏ ١؟#/“الاء‏ سورة الأنبياء. 


١ ا‎ 


جامع الأصول  ١‏ 
ني الأولياء وأنواعهم وأوصاكهم 


الورع نعم الطريق لمن عل ميراثه وأجل ثوابه» ققد انتهى بهم 
إلى أخذ من الله وعن اللهء والقول بالله» والعمل للهء وبالله على 
البينة الواضحة» والبصيرة الفائقة, وهم في عموم أوقاتهم وسائر 
أحوالهم لا يدرون ولا يختارون ولا يريدون ولا يتفكرون ولا 
ينظرون ولا ينطقون ولا ييطشون ولا يمشون ولا يتح ركون إلا يالله 
ولله من حيث يعلموت» وهجم بهم العلم على حقيقة الامرء فهم 
مجموعون في عين الجمعء لا يتفرقون فيما هو أعلى ولا أدنى» وأما 
أدنى الأدنى قالله يوزعهم عن ذلك ثواباً لورعهم: مع الحفظ 
ممحجحوب بالدنياء أو مصروع بدعوى وميراثه التعزز بحقه 
والإستكبار على مثلهى والصولة بعلمة» والدلالة على الله يعمله: 
فهذا هو الخسران المبين» والأكياس يتورعون عن هذا الورع 
ويستعيذون بالله منه» ومن لم يزد بعلمه وعمله افتقارا لريه وتواضعا 
لخلقه فهو هالك. فسبحان من قطع كثيراً من أهل الصلاح 

وقال: أكرم المؤمتنين وإن كانوا عصاق. وأقم عليهم الحدودء 
واهجرهم لهم رحمة بهم: لا تغرر عليهم» ولا تقتدي يمن يتورع 
بما تناولته أيدي الكافرين. 


١ لم‎ 


الفصل التاسع والثلاثون: 


الإخلاص والصفاء 


وأما اللإخلاص فقالوا: 
نور من نور الله استودعه الله قلب عبده المؤمن» فقطعه به عن 
غيره» فذلك هو أصل الإخلاص. ثم يتشقب أربع: 
إرادة الإخلاص في العمل على التعظيم لله 
إرادة الإخلاص على التعظيم لأمر الله 
وإرادة الإخلاص لطلب الأجر والثواب 
وإرادة الإخلاص في تصفية العمل عن الشوائب إن 
لا يراعي فيه غير ذلك 
وكل هذه استعيد بهاء فمن تمسلك بواحدة منها نجا وأخلص له 
درجات عند الله» واللهُ بصير بما يعملوت» وأشار إلى ذلك بقوله: 
الاخلاص سر من سري استودعه من أحيبته من عبادي. 
وقال الشاذلي: 
رأيت كأني أطوف بالكعية. طالباً من نفسي الإخلاصء وأنا 
أفتش عليه في سري فإذا النداء علي كم يدندن مع من يدندن وأنا 


١8 


جامع الأصول - ١‏ 
حي الأولياء وأنواعهم وأوصافهم 

السميع القريب العليم الخبير وتعريفي يغنيك. عن علم الأولين 
والآخرين ما خلا علم الرسول وعلم النبيين» وإنما هو أربعة 
إخلاص» وهو على ضريين: 

إخلاص الصادقين» وإخلاص الصدذيقين» وإخلاص الصادقين 
لطلب .الأجر والثواب وإخلاص الصديّقين بنظر وجود الحق 
مقصوداً بيه ل" بشيء من عنده. 

فمن استودع ذلك في قليه فهو المستنتى على لسان عدوه 
بقوله: لأغوينهم العسفتة إل عبادك منهم الخلصين. 

وقال: إن أردت السلامة من الغرور فاخلص العمل لله بشرط 
العلم, ولا ترضى عن نفسك بشي ع 


١6ه‎ 


القفصل الأربعون: 
المقين والتحقيق 


وأما اليقين فتقالوا: 


من علم اليقين بالله ويحالك عند الله: أن تتعاطى بين الخلق ما 
لا تصغر عند الحق» وإن صغرت به في أعين الخلق» بلا اعتراض من 
الشرع» ولا منازعة من الطبعء بل من عين اليقين نسسيان الخلق عند 
هجوم الشدائد وتتابع الفوائد بسواطع الشواهدء بل من حق اليقين 
الغرق في الشيء كأنك نفس الشيءء كمن اضطر إلى رؤية البحر 
فركبه واتكسرت سفينته فتلاطمت عليه أمواجهء فمنهم بعد من 
يفنى ويذهصب مع الذاهبين» وينقل إلى درجات عليين» ومنهم من 
يحي وببقى مع الباقين لا حظ للمقتدى به يل هو مستور عن الخلق 
أجمعين» ومنهم من يبقى برزخحاً بين الخلق والخلق ظاهراً بالتعيين 
كاملا في الوصفين» قدوة للثقلين» ومنهم الإمام الأكبر الفرد 
القطب الغوث الجامع الخعص بالأسماء والصفات والأتوار 
والأخلاق وما يسمع أن يسعه شامع ومن دونهم من لا درجة 
له: مخ الأولياء والعباد والزهاد ومن ن أهل النظر بالدليل والبرهان ولم 
يطلع بعد على الكشف والعيان» ومن دونهم أهل الوسائل بالأعيان 


١هذ‎ 


جامع الأصول  ١‏ 
في الأولياء وأتواعهم وأوصاكهم 
والأحوال وأهل التخليط في الأقوال والأفعال فمن يهن الله فماله 

من مكر إن الله يفعل ما يشاء. 

وقال الشاذلي: 

إن كنتت مؤمناً موقتاً فاتخذ الكل عددٌ كما قال ابراهيم (عم) 
فإنهم عدو لي إلا رب العالمين. وإن كنت محمدياً فاتل هذه الآية: 
#قد نيأنا الله من أخبا ركم وسيرى الله عملكم ورسوله#( 4 
وأخراج الفعل بشيكين: الماضي والمستقبل تحقيقاً للرسول والمؤمنين» 
وأما الله تعالى فللا ماض ولا استقيال عندهء إذ لا يتجدد عنده 
و : 

وقال الصادق المؤمن: لو كذيه أهل الأرض ما ازداد بذلك إلا 
يقيتاً» ولو صدقه أهل الأرض لم يزدد إل تمكيناً. 

وقال: أربعة من كان فيه احتاج الخلق إليه» وهو غني عن كل 
شيء: 

احبة لله والغناء باللهء» والصدقء والصدق في العبودية» واليقين 
في أحكام الربوبية: ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون. 


41١‏ 64/4»ء سورة التوبة. 


الفصل الواحند والأريعوتن: 
العلم والقصد وأهل الله 


وأما العلم فاعلم أنك لا تنشد علمك ليصدقك الناس» وانشر 
علمك ليصدقك الله وإن كان لازم العلة موجوداً فعلّة تكون يينك 
وبين الله من حيث أمرك خير لك من علة تكون بينك وبين الناس 
من حيث نهاكء, ولعلة ترد إلى الله خير لك من علة تقطعك عن 
اللد»ء فمن أجل ذلك علقك بالثواب والعقابء إذ لا يرجى ولا 
يخاف إلا من قبل الله» وكفى بالله صادقاً ومصدقاً وعاماً ومعلماً 
وهادياً ونصيراً ينصرك وينصر بك ولا ينصر عليك» وولياً يواليك 
ويوالي بك ولا يوالي عليك. 

وقال الشاذلي: 

هذه العلوم» نواس وبيات لمواقع النفوس وخواطرها ومكرها 
وإرادتهاء وقطع للقلوب من الملاحظة والمساكنة والمراكنة على سبيل 
التوحيد والشرع بصفات المحبة وإخلاص الدين بالدين» ولهم بعد 
زوائد في مقامات اليقين» والزهدء والصبر والشكر والرجاء والخوف 
والتوكل والرضا وغير ذلك من مقامات اليقين» فهذا سبيل 
القاصدين» وأما أهل الله فهم قوم جذبهم الله عن الشر وأصوله 
واستعملهم باخير وفروعهء وحيبب إليهم الخلوات وفتح إليهم سبيل 


١ عه‎ 


جامع الأصول ‏ 1 
هي الأولياء وأتواعهم وأوصاكهم 


المناجاة» فتعرف إليهم فعرفوهء وتحتب إليهم قأحبوهء وهداهم 
السبيل إليه فسلكوه ولا يحبوثت أولعك الذين هداهم الله وأولعك 
هم أولوا الألياب. 
تقال لو عل نويج خن قوعت كما حلم محمد .رض من قرعه ها بها 
عليهم بقوله: لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً. 

هذا موضع العلم أ ممية الذي لا يتبدل. ولو علم محمد (عم) 
ما علم نوح (عم) من قومه ما أمهلهم طرفة عين» ولكن أمهلهم 
لعلمه أن في أصلابهم من يؤمن ويسعد بلقاء ريهء فقال: اللهم اغفر 
لقومي فإنهم لا يعلمون. فكلٌ على علم وبينة من اللهء فالزم كل 
واحد ما لزم من الدعاءء» فمن جاهد نفسه. وهواهء وشهواته» ودنياه 
فغلب فهو منصور ومشكور ما لم يصرٌ على الذنب أو يرضى 
بالعيب أو تسقط منه الخشية في الغيب. 

ومن كان يإحدى الثلاث وعلم أن له رباً يغفر الذنوب ويأخذ 

به وأمن لحن وات من ذنيه ووجل من ربك لجيه إليه 
إذا أدير عني» وأجل ما يكون عبدي إذا أقبل علىٌ. 

وللهالك الذي يفرح بالمعصية إذا عصى ويحرن عليها إذا فاتته 
ويفخر بها ولا يستتر منهاء فنعوذ بالله» وهو في مشيئة الله. 

وقال: حقيقة حقيقة العلم بالخير ١‏ ن فيه وحقيقة العلم بالشر 
الخروج عمة» وقال: العلوم على القلوب كالدراهم والدتانير في 
الأيدي إن شاء نفعل وإن شاء ضدّك معها. 

وقال: ع إل ا م ع ا 0 


165 


الفصل الثاني والأريعون: 


الإرادة وترك الإختيار والإيثار 


وأما الإرادة فأصول الإرادة على مذهب محققى الصوفية على 
7 : 
الصدق في العبودية» وترك الإختيار مع الربوبية» والأخذ بالعلم 
في كل شيع وإيثار الله باحية على كل شيع 
والصدق على أربعة أصول: على التعظيم وامحبة والحياء 
والهيبة. 
- وترك الإختيار يبنى على أريعة أصول: الشهود في القبضة 
والتحقيق بالوصلة والتصديق بالجملة والثقة بضماتن الله 
ووعده. 
- والأذ بالعلم يبنى على أربعة أصول: إما من طريق 
الأصالة» وإما من طريق المواجهة» وإما من طريق الفهمء 
وإما من طريق السمع. 
- وإيثار الله بالمحبة يبنى على أربعة أصول: إيثار الوجود على 
كل موجودء وإيثار الصفات بالتحسين لكل موجودء وإيثار 
افعاله بالرضا عند كل مفقودء. محايه على محاب نفسه. 


١هه‎ 


جامع الأصول  ١‏ 
حي الأولياء وأتواعهع وأوصاكهم 
هذا إن نفذ. فأما من لم ينفذ فليكن مع الأستاذ النافذ بهذه 

المثاية. 

وقال الشاذلي: 

ومن لم تصح إرادته لم تزده مرور الأيام إلا ليرفض الجهل» 
وعلى رفض الدنيا بالإقبال على الآاخرة» وليلازم الخلوة ودوام الذكر 
فهنا تظهر عيه آثار الخصائص بالتور والبهاء في التوجهء وتقبل الناس 
عليه من الرجال والنساء من الحواضر والبوادي» ويسارعون إلى 
إكرامه والسلام عليه والتعظيم لهء فإن قبل ذلك منهم قبل التمكن 
والتحقيق» يسقط من عين الله» ويردّ إلى ما خرج منهء فتارة يمدح 
هذا ويذمّ ويحتال على هذا. فقد ظهرت عورة نفسسه يإدباره عن 
ربه ورفضه لحب الله بمحب نفسهء قاحذر هذا الداء العظيمء فقد 
هلك به خلق كثير» فاعتصموا بالله ومن يعتصم بالله ققد اهتدى 
إلى صراط مستقيم. 


١5 


الفصل الثالث والأريعون: 


الكرامة وخارق العادة وأربابها 


وأما الكرامة فقالوا: 
يسط الكرامة أربعة: 
حب يشغلك عن حب غيره 
ورضا فضّل به حيك 
وزهد يحققك يزهد رسوله 
وتوكل يكشف لك عن حقيقة قدرته. 
وقالوا: كرامة الصديقين خمسة: 
أولاً: دوام الذكر والطاعات يشرط الإستقامة. 
ثانياً: الزهد في الدنيا بإيثار القلة. 
ثالث تحديد اليقين مع المعارضات. 
رابعاً: وجود الوحشة مع أهل المنفعة والإنس مع أهل المضرّة. 
خامساً: ما يظهر على الأبدان من طي الأرض والمشي على الماء 
وغير ذلك مما لا يجري تحت حكم العادة. 


١ /اه‎ 


جامع الأصول - 
في الأولياء وأتواعهم وأوصافهم 
0 الفضل أوقات وأشخاض 0 فمن طلبها في غير 
تفسبه بها واتشميمل: نقسه في طلبها. 
إنما يعطيها عبد لا يرى نفسه ولا عمله وهو مشغول بحجاب 
الله ناظدٌ لفضل اللّهء آيسٌ من نفسه وعملهء وقد تظهر على من 
إستقام في ظاهره وإن كانت هيأت النفس في باطنه. 
وقال الشاذلى: 
كرامة اللّه في الرضاء تلهيك عن المصائب إلى يوم اللقاء. 
وقال: إنما هنا كرامتات جامعتان» محيطتات في الدنيا: 
كرامة الإيمان يزيادة الايقان وشهود العيات 
كرامة العمل بالإقتداء والمتابعة ومجانبة الدعاوى والخادعة. 
قمن أعطاها وجعل يشتاق إلى غيرها فهو عبد فقير , 
بشهود الملك والخدمة إلى عين الرضا وجعل يشتاق إلى سياسة 
الدوابٌ وخلمع الرضى وكل كرامة له يصحبها الرضى من الله 
فصاحيها مستدرجء مغرور أو ناقصء أو هالك مثبور. 
وقال: قيل لي إن أردت كرامتي بطاعتي وبالإعراض عن 
معصيتي فيهاء فإن زللت يغليّة الشهوة وعظيم القدرة فاعل قربي 
منك ونظري إليك وإحاطتي بك» وقدرتي إليك» فاستنقذ نفسك 
مني ومن عظيم قدرتي وقل: يا موجود قبل كل موجودء وهو الان 
على ما هو عليم» موجود يا أوّلء يا آخرء يا ظاهرء يا باطن. 
وضاقت على الأرض بما رحبت» اع تر ا 
منلك إلا إليك فتب علي لأتوب إنك التوّاب الرحيم 


١ مه‎ 


القصل الرابع والأربعون: 
الولاية وعلاماتها وأربابها وأقسامها 


وأما الولاية فقالوا: الوالي مصان في أريعة مواطن: من الخواطر. 
والوسواس في الصلاة ووقت الدعائ واللجوء إلى اللّهمع والنجاة 
منه») ووقت نزول الشدائد وعند تفريجها. فهذه التي لاا تخطر 
بقلوبهم» ولا يتعلّق فيها شيء سوى الله تعالى» وهي محروسة 
مصانة إل من أربعة أصناف: 

من الآخرة وضدّهاء وذكر ألأولياء وأضدادهمء وذكر الطاعات 
وأضدادهاء ومن حقايق الإيمان وأضدادها. . فهي مصانة من جميع 
الخواطر إلا من هذه لما فيها من فوايد الإستعمال بالعبودية النمحضة 
من النهوض عن الضدء وكيف لا يكون ذلك ورسالات رينا على 
لسان نبينا (عم) محشوّة بذكر ذلك كله فلا ينازع في دفع الشيء. 
في هذا الباب» واعط حقه فيما يخطر يقليك» واعتصم يالله, 
وتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين» وعليلك بالتقوى في ثلا 
منازل فهي: تقوى العزائم» وتقوى الإقتضاءء وتقوى التحويل في في 
الأحوال والأماكن» والتوكل رأس الأعمال» والزهد أساسها. 

وقال الشاذلي: 


١8 


جامع الأصول - 
كي الأولياء وأتواعهم وأوصاكهم 

كزّ<'؟ على نفسك وزينها بالصلاة وإقبال الناس عليك» 
وأعراضهم عنك وبالفقد والوجد في الأحوال الظاهرة والباطنة» فإن 
خطر بالبال تسكن إليه» وتفرج به» وتحزن عليه أو تهتم له أو من 
أاجله فذلك يسقطك» من الولاية الكبرى» والصديقية العظمى» 
وإثت عساك أن تمخعص بالولاية الميتغرى في 9 ليان ومزيد 
ل وقريب من الشيطان والهوى يسترقون ويلقون ويقولون. فإن 
أيدت بنجوم العلم وكواكب اليقين ودوام الحفظ فقد تمت ولايتك 
في هذا الباب وإلاً فكنت متاغرا"2 فتارة لكل وتارة عليك على 
محسبا ذلك» ولك أجر الجاهدين. 

وقال: 

. من أجل مواهب الله الرضاً بمواقع القضاىئء ولاصبر عند نزول 
اليللاء» والتوكل على الله عند الشذدائد» والرجوع عند التوائب» 
فمن خرجت له هذه الأربعة من خزاين الأعمال على يساط 
المجاهدة ومتابعة السنة والإقتداء بالائحة فقد صبعحت ولايته لله 
ولرسوله والمؤمنين. ومن يتولى الله ورسوله والذين أمنوا فإن حزب 
الله هم الغالبون» ومن خرجت له هذه من خحزائن المنى على يساط 
المحبة فقد تمت ولاية الله له بقوله تعالى: وهو يتولى الصا لحين 
(صدق). ففرق بين الولايتيين: فعبد يتولى اللهء» وعيد يتولاه الله 
فهما ولايتان: صغرى وكبرى. 

فولايتك لله خرجت من الجاهدة. وولايتك لرسوله خرجت من 
متابعة سنته وولايتك للمؤمنين خرجت من الإقتداء بالأئمة. 


4 كل: أي أتمب 
(5) هكذا في الأصل. 


١ 


الولاية وعلاماتها وأربابها وأقسامها 


وقال: يبلغ المولى مبلغاً يقال له: أصبحناك السلامة واسقطتا 
عنك الملامة فافعل ما شئت. 


١6١ 


القصل الخامس والأريعون: 


المحبة والسكر والصحو والشرب 


وإن امحبة فالزم الطهارة من الشرك كلما أحدثتء» ومن دنس 
حب الدنيا كلما مالت إلى شهوة أصلحت بالتوبة ما أقسدته 
بالهوى أو كدرت؛ ا بمحبة الله على التوقير والنزاهة؛ 
وأدمن 00 الشربي ٍ بكأس مع السكر والصحو كلما أَكَنْتَ ىت أو 
قط أ قريت فى يكرد كرد وصحوك يهء وحتى تغيب 
بيجماله من المحبة وعن الشراب والشرب والكأس بما يبدو لك من 
نور جماله وقدس جلالهء» وأجلى ما أحدّ من أن لا يعرف المحبة ولا 
الشراب ولا الشرب ولا الكأس ولا الصحو ولا السكرء فنعمة 
احبة أخذت من الله من أخب بما يكشف له من نور جماله وقدس 
كمال جلاله» وشراب امحبة مزج الأوصاف بالأوصاف والأخلاق 
بالأخحلاق والأفعال بالأقعال والأنوار بالأنوار والأسماء بالأسماء 
والنعوت بالنعوت؛ ويتسمع فيه النظر من شاء الله تعالى» والشرب 
سقي القلب والأوصاف والعروق» ومن هذا الشراب تسكرء 
ويكون الشراب بالتدريب بعد التدريب والتهذيب» فسقى كل 
على قدره: 


)١(‏ أي أَدِمٌ كما جاءت في الأصل. 


1١" 


للحبة والسكر والصحو والشرب 


فمتهم من يسقى بغير واسطة والله سبحانه يتولى منه له» ومنهم 
من يسقى من جهة الوساطة كالملائكة والعلماء والمقريين» فمنهم 
من يسكر بشهود الكأس ولم يذق بعد شيئا» فأظنك بعد بالذوق» 
وبعد بالشراب» وبالري وبالسكر وبالمشروب» ثم الصحو بعد ذلك 
على مقادير شتى كالسكر. والكأس معرفة الحق يعترف يها من 
ذلك الشراب الطهور اضحض الصافى من عباده الخاصة» فتارة يشهد 
الشارب تلك الكأس عبورة: وتارة يشهدها معنوية» وتارة علمية: 
فالصورة حظ الأبدان والأنفس ولمعنوية حظ القلوب والعقول» 
والعلمية حظ الأرواح والأسراره فطوبى لمن شرب منه ودام ولم 
يقطع ذلك فضل الله يؤتيه من يشاءء وقد يجمع من امحبين 
فيسقون من كأس واحدء وقد يسقون من كؤوسء» وقد يسعى 
الوااحد بكؤوس» وقد تختلف الأشرية بعد الكؤّؤوس» وقد يختلف 
الشرب من كأس وإن شرب منه الج الغفير من الأحية. 

وقال الشاذلي: 

المحبة أذ من الله لقلب عبده عن كل شىء سواه فترى النفس 
مائلة لطاعته» والعقل مختصاً بمعرقته» والروح مأخوذة من حضرته» 
والسر معمور في مشاهدته» والعيد يستزيد فيزاد» ويفاتح بما هو 
أعذب من لذيذ منا فيكسي حلل التقريب على بساط القرية» ويمسّ 
إنكار الحقائق وشياب العلوم» فمن أجلها قالوا أولياء الله عرائس» 
ولا يرى العرايس المجرمون. 

قيل له: قد علمت الحب فما شراب الحب وما كأسه وما 
الساقي وما الذوق وما الشرب وما الرّيء وما السكر وما الصحو. 

فقال له: 


الشراب هو النور الساطع عن جمال المحبوب 


1١57 


١  لوصألا جامع‎ 


والكأس هو اللطف الموصل ذلك إلى أفواه القلوب 

والساقى هو الله المتولى للخاصة والصا حين. 

فمن كشف له عن ذلك الجمال وحظي بشيء منه نفساً أو 
نفسين ثم أرخحى عليه الحجاب فهو الذايق المشتاق» ومن داوم له 
ساعة أو ساعتين فهو الشارب حقأء ومن يتولى عليه الأمر ودام له 
الشرب حتى امتللأت عروقه ومفاصله من أتوار الله الخزونة» فذلك 
هو الرّيء وربما غاب عن المحسوس والمعقول فلا يدري ما يقال ولا 
ما يقول فهو السكر. 

وقد تدور عليهم الكاسات وتختلف لديهم الحالاات ويردونت 
إلى الذكر والطاعات ولا يحجبونت عن الصفات مع تزاحم 
المقدورات فذلك وقت صحوهم واتساع نظرهم ومزيد علمهم» 
فهم بنجوع العلم وقمر التوحيد يهتدون في ليلهم. 

وبشموس المعارف يستضيكون في نهارهم. 

أولكك حزب الله إلآّ أن حزب الله هم المفلحون. 

وقال: 

من أحب الله وأحبه الله فقد تمت ولايته: والمحب في الحقيقة 
من لا سلطان على قليه بغير محبوبه. ولا مشية غير مشيته. فإذا 
مات ثبعت ولايته من الله له ولا يكره لقاؤه» ويُعلم ذلك من قوله 
تعالى: #إن زعمتم أنكم أولياء الله من دون الناس فتمنوا الموت إن 
كنتم صادقين27#©. فإذا الولي على الحقيقة لا يكره الموت إن 
عُرض عليه» وقد أحب الله من لا محيوب له سواه» وأحب له من 


٠. 


لا يحب شيعاً لهواه. وأحب لقاؤّه من ذاق أن مولاهء ويتمحض 
)2222 2 سورة الجمعة. 


1١" 


اللحبة والسكر والصحو والشرب 


لك الحب له في عشرة فاعتيرها فيما رواه عن الرسول (عم) 
والصديق والفاروق وعثمان وعلى والصحابة والتايعين والأولياء 
والعلماء الهداة إلى الله والشهداء والصاحين. 

فإذا افترق الأمر بعد الإيمان إلى عشرة أشياء إلى: السنّة والبيدعة 
والهداية والضلالة والطاعة والمعصية والعدل والجور والحق والباطل. 
ميرت وأحببت وأبغضت» وقذ يجمع لك الواصفات”7© في 
شخص واتخدة ويجب عليلك القيام بحقّهما كسما فإذا قد بات 
لك الحب لله في العشرة ة الأولى فانظر هل للهو هناك أثرء فكذلك 
اعتبر حب من حضر من إخوانك الصادقين» والمشايخ الصالكحين» 
والعلماء المهدّيين» وسائر من حضر أو غاب عنلك أو مات. فقد 
خلص الحب من الهوى وثبت الحب لله. وإن وجدت شيئاً يتعلّق 
فيمن تحب أو فيما تحب فارجع إلى العلم» واتقن النظر في الأقسام 
الخمسة: 

من الواجب والمندوب والمكروه والمحظور والمباح. 

وقال: 

الحبة سرّ في القلب من امحبوب إذا ثتت قصعك عن كل كل 
مصحوب وقال: حرام أن تتصل بالحبوب ويبقى لك من العالمين 
مصحوب. 
وقال: 

إذا منعك مما تحب وردّك إلى ما يحب فهي علامة محبته لك 


6059 والصحيح الأو صاف. 


لل 


الفصل السادس والأريعون: 


المراقبة والتفكير والمشاهدة 


وأما المراقية فعليك بتتحصيل ما أمرت به في ظاهرك فإذا فعلت 
ذلك فاجلس على بساط المراقية» ونخذ بالتخليص في باطنك حتى 
لا يبقى فيه شيء مما نهاك عنهء واعط الجد حقه» وقلل النظر إلى 
ظاهرك إن أردت فتح باطنك ران ملكوت ريك» فما وردت 
عليك من خمطرات تصدك عن مرادك» فاعلم أولاً قرب ريك منك 
علماً يياشر قلبك بتكرار النظر في جلب منافعك ودقج مضارك 
وانظر هل من خخالق غير الله يرزقكم من السماء والأرضء فإن من 
الأرض نفسك. ومن السماء قلبك» فإذا نزل من السماء إلى 
الأرض شيء فمن ذا الذي يصرفه عنك غير الله؛ يعلم ما يلج في 
الأرض وما يخرج منهاء وما ينزل من السسماء وما يعرج فيها وهو 
معكم أينما كنتم. 

فاعط المعية حقها بلزوم العبودية له في أحكامه, ودع عنك 
منازعة الربوبية في أفعاله. فإن من تُتازعه يُغلب وهو القاهر فوق 
عبادهء وهو الحكيم الخبير. نعم الحق ما أقول لك ما من نفس من 
أنفاسك إلا والله متوليه» مستسلماً كنت أو منازعاء لأنك تريد 


1١55 


الرافبة والتضكير ولالشاهدهة 


الإستسلام في وقت وتأبى التزاع وتريد التزاع في وقت آخر وتأبى 
الإستسلام. فدلت هذه على ربوييته في جميع أفعاله لا سيما عند 
من اشتغل براعاة قلبه لتحصيل حقائقه 

فإذا كان الأمر بهذا الوصف فاعط الأدب حمّه فيما يرد عليك 
بأن لا تشهد لشيء منلك أولية بأوليته» ولا آخرية إلا بآخريته» ولا 
ظاهرية إلا بظاهريته ولا باطنية إلا بباطنيته فإذا تنبهت للمأول الأول 
نظرت لا يؤل فيما يؤلهء فإن صدّ عليك خاطر من محيوب يوافق 
النفس أو مكروه لا يلايمها من لم يحرمه الشرعء فانظر لما يخلقه 
الله فيك بأثر ما يخطر ببالكء» فإن وجدت تنيهاً على الله تعالى 
فعليك بالتحققيق فذلك أدب الوقت عليك» ولا ترجع إلى غير 
ذلكء فإن لم تجد السبيل إلى التحقيق يه فعرس بين يديه» فهو أدب 
الوقت عليك» ومهما رجعت إلى غيره فقد أخطأت سبيلك. 

فإن لم يكن مفنك فعليك بالتوكل والرضا والتسليم» فإن لم تجد 
السبيل إليه فعليك بالدعاء في جلب المناقع ودقع المضار بشرط 
الإستسلام والتفويض. وأحذرك من الإختيار فإنه شر عند أولي 
الأبصار فإذا هي أرب بعة أداب: 

أدب العتحقيق وأدب التعريس وأدب التوكل وأدب الدعاء. فمن 
تحقق به محفظ منهء» ومن عرس عنده كفى من غيره بريه» ومن 
توكل عليه كفى من اختيار نفسه باختيار ربه» ومن دعاه بشرط 
الإقبال واحبة أجابه إن شاء. فيما يصلح لهء ولكل أدب بساط. 

الأول: يساط التحقيق: إذا ورد عليك خاطر من غيره وكشف 

لك عن صفاته فكف هناك بسرك وحرام عليك أن 
تشهد غيره. 
الثاني: بساط التعريس: فإذا ورد عليك خاطر من غيره وكشف 


1١6 


١  لوصألا جامع‎ 


الثاليث: 


الرابع: 


هي الأولياء وأنواعهم وأوصائكهم 


لك عن أفعاله فعرس هناك بسرك وحرام عليك أن 
تشهد غير صفاته شاهداً ومشهوداً وفي الأول فني 
الشاهد وبهى المشهود. 


بساط التوكل: فإذا ورد عليك خاطر من غيره() 
وكشف عن غيوبه جلست على بساط محيته متوكلاً 
عليه راضياً بما يبدو لك من آثار فعله في أنوار حجيه. 


بساط الدعاء: فإن ورد عليك خاطر من غيره وكشف 
لك من فقرك إليه فقد دلّك على غناه واتخذ الفقر 
بساطء فاحذر أن تنزل عن هذه الدرجة إلى غيرها 
فتقع في مكر الله من حيث لا تعلم» وأقل ما يكون 
مك إذا نزلت عنها أن ترجع إلى نفسسك مدبراً لها 
ومختاراً بها: تعوذ بالله من دعاوى الشرك وتعطيل 
النفس عن المجاهدات ومن خلوٌ القلب عن 
المشاهدات» وقالوا إذا أردت أن يكون لك نصيب 
ما لأولياء الله فعليك: 


برفض الئاس جملة واحدة إلا من يدلّك على الله يإشارة صادقة 
وأعمال خخالية لا ينقصها كتاب ولا سنة وأعرض عن الدنيا 
بالكليةء ولا تكن كمن يعرض عنتها ليعطي شيئاً على ذلك» يل 
كن في ذلك عبدا لله. امرك أن ترفض عدوهء قإن كنت في هاتين 
الخصلتين: الإعراض عن الدنيا والزهد في الناسء» فأقم مع الله في 
المراقبة والزم التوبة بالرعاية والإستغفار بالإنابة والخضوع للأحكام 


بالإستقامة. 


41١‏ هكنذا في 


الأصل: «أعني ما تقدم ذكره من محيوب أو مكروه». 


1١14 


الرافبة والتضشكير والشاهدهة 


وتفسير هذه الأربعة: 

أن تكون عبداً لله فيما تأتي» وتراقب قلبك أن لا يرى في 
المملكة شيعاً غيره» فإذا أتيت بهذا نادتك هواتف الحق من أنوار العز 
أنك قد عميت عن طريق الرشد من أين للك القيام بالمراقبة وأنت 
تسمع وكان الله على كل شيء رقيب: فهنالك بيدو لك من الحياء 
ما يحملك على التوبة بما ظننته أنه قربة. فالزم التوبة بالرعاية لقلبك 
ولا تشهد ذلك منك حال فتعود إلى ما خرجت. فإنت صحت 
هذه منك تادتلك الهواتف يفا من قبل الحق: 

أليمن التوبة منه بدأت. والأناية تتبعهاء واشتغالك بما هو وصف 
لك حجاب عن مرادك. فهناك تنظر أوصافك فتستعيذ يالله منها 
فتأخحذ في الإستغقار والإنابة: 
فالإستغفار طلب الستر من أوصافك بالرجوع إلى أوصافه وإن 
كنت بهذه الصفة ناداك من قريب: إخضع لأطعامي ودع عنك 
منازعتي واستقم مع إرادتي برفض إرادتك. 

وإنما هي ربوبية تولت عبودية: فكن عبداً مملوكاً لايقدر على 
سي ع» فمتى رأيت متنك قدرة وكالتها إليها وأنا بكل شيء عليم. 
فإن صحٌ لك هذا الباب: ولزمته أشرقت من هنالك على أسرار لا 
تكاد تسمع من العالمين("©2. 


(؟) أي من أحد من العالمين. هكذا جاءت في الأصل. 


١58 


الفصل السابع والأربعون: 


المعرفة والعيان وأربابها 


وأما المعرفة: فالمعرفة ما قطعتك عن غير الله وردّك إلى الله 
وخصلتان يسهلان الطرق إلى الله: المعرفة والمحبةء حبك الشيء 
يعمى ويصم عن غيره: إعرف الله ثم استرزقه من حيث شئت غير 
مكب على حرام» ولا راغب في حلال» والضع الله في عباده ولا 
تخنه في أمانته» واعيد الله باليقين تكن إماماً من أئمة الدين. وانتقل 
عن علم الجهلة إلى الحاصلة تكن من الوارثين» ولك إسوة من 
المرسلين» ومتحقق عن النبفين- 

ومن نسب» أو أضاف أو أحب» أو بغضص ومحيب» أو كقرب أو 
رجا أو خان أو سكن أو أمن لشيء أو بشيء غير الله» أو تعدى 
حداً من حدود الله فهو ظالمء والظالم لا يكون إماماً. 

فإن الله تعالى: إإني جاعلك للناس إماماً#<' © قال: ومن 

لا ينال عهدي الظالمين ومن صدق الله في نفسه فهو إمام» قلّت 


4)١(‏ *8/غ# اك سورة البقرة. 


١ 


اللعرفة والعيان وأريابها 


روايته أو كثرت. ومن كان إماماً فلا يضره أن يكون أمة واحدة. 
وإن قل أتباعه قبل حقيقة المعرفة الغنى بالله عن جميع الأنام» فإن 
قيل كيف وقد أحوج الله نبيه إلى عدوّه. فنقول إذ ذاك أنظر إلى 
غناك عن السماوات والارض مع الحاجة إليهماء وكل من يحتاج 
إليه قطعه عنهما. فالذي رفع السماء منعها أن تقع عليك ومنع 
الأرض أن تبتلعكء وهو الذي دفع ضرر القطيعة عنك وأوصل 
النفع منهما إليكء وأحوجلك لله لتعبده بكل شيء حتى يغنيلك به 
عن كل شيء» وهو معنى قوله تعالى واعبد ربك حتى يأتيك 
اليقين» وهو العيان فيغنيك به عن اليرهان ويمحق عننلك الغفلة 
والنسيان» هناك تتلو كل نفس ما أسلفت. 

وقيل كيف أعبد الله؟ في كل شيء 

قيل: تعطي التسليم حقه من غير عوج والثناء حقه من غير 
عوجء والإستهداء حقه من غير كدرء وهو معنى قوله تعالى: 
«لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً9#؟. 

فالتسليم حق الأبدان. 

والثناء حق اللسان 

والأستهداء حق الجنان 

ليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه: وما ربك بغافل عما 

تسماوت: 

وقال الشاذلي: 

حقيقة المعرفة استغناء العارف بوصف المعرفة عن كل شىء دوت 
الحق تعالى. وقال: كنت مريضاً فرأيت النبي عليه السلام. فقال 


زهة +/ 5 صسورة النساء. 


١/1 


جامع الأصول  ١‏ 
هي الأولياء وأتواعهم وأوصافهم 
لي: طهّر ثيابك من الدنس تحظ بمدد الله في كل تفس. فقلت وما 
ثيابي يا رسول الله. فقال: إِنّ الله كساك حلة المعرفة ثم حلّة المحبة 

ثم حلة الإيمان ثم حلّة الإسلام. 

فمن عرف الله صَعْر لديه كل شيء 

ومن أحته هان عليه كل شيء 

ومن وحد الله لم يشرك به شيعاً 

ومن آمن بالله امن :مين كل شيع 

ومن أسلم لله قل ما يعصيهء وإن عصاه اعتذر إليهء وإذا 
اعتذر إليه قبل عذره. قال: ففهمت من معنى قوله: وثيابك فطهّر. 


١و‎ 


الفصل الثامن والأريعون: 


البصيرة والفراسة والدرك 


وأما البصيرة فتأديب وتعليم. يقول الله: فهما شيكان: قسمته 
لك وشيء صرفته عنك. فمن اشتغل بهما أو بواحدة منهما فقد قل 
فهمه وعَظم جهله وذهب عقلهء واتسعت غقلته وقلما يتنبه لمن 
يوقظه. 


فإن جاءك محبوب بالشرع أو بالطبع أو بهما أوجبته أنت فهو 
القسم الأول» فكن بي ولي فيما قسمته لك أكن لك بالرحمة فيما 
صرفته عنكء وفيما يُساق من المكروه إليك» فأشغلك بما هو أولى 
بك عما هو مصروف عنك» وأذاقك حلاوة الرضاء بقضاء حتى 
يكون المكروه أحب إليك من كل محبوب بالطيع هو لك» وإن لم 
تكن لى ولآلي قسمته لك وتمكنك إلى نفسك فيما هو مصروف 
عنك وقيما يساق من المكروه إليك» وإن الله ليعجب بعيد يجتهد 
في صرف ما هو مصروف عنه وفي دقع ما لا بد منه» فاعمل لله 
باليقين وأثيت الأمر حيث أثبته والنهي حيث أثبتهء وأتمر بالأمر 
حيث أمركء وانته عن النهي حيث نهاك على البصيرة في اليقين 
ولا تكن من الغافلين. 


١ ا‎ 


جامع الأصول  ١‏ 
ني الأولياء وأتواعهم وأوصائهم 


وقالوا إذا أردت أن تنظر إلى الله ببصيرة الإيمان والإيقات دائماء 
فكن لأتعم الله شاكراً وبقضائه راضياً. وما يكم من نعمة الل ثم 
إذا مشكم الضرّ فإليه تجأرون. فأن أردت النياية عنك أو متك قاعيد 
الله على المحبة لا على الأجرةء وعلى المعرفة بالتعظيم والصيانة» 
وقالوا: البصيرة كالبصر: إن يقع أدنى شيء تعطل النظر» وإن لم 
ينته الأمر به إلى العمى الخعطرة من الشر تشوش النظر وتكدر 
الفكرة والإرادة له تذهب الخير 2 والعمل به يذهب بصاحيه 
عن سهم من الإسلام فيما هو فيهء ويأتي بضدهء فإن استمر على 
الشر فلت منه مادم شيعاً فشيعاً» فإذا انتهى إلى الوقيعة في الأئمة 
وموالاة الظلمة حباً فى الجاه والمنزلة» وحباً للدنيا على الآخرة 
غبت ابت الإنتلاع كلد ولا ير تلك اما توس يذ ارا فاه لا رول 
وروح الإسلام حب الله ورسوله وحب الآخرة وحب الصا حين. 

وقال الشاذلي: 

أركز الأشياء في الصفات ركزها قبل وجودهاء ثم انظر هل 
ترى للعين أين» أو ترى للكون كان أو ترى للأمر شان» وكذلك 
يعد وجودها. 

وقال: عمى اليصيرة في ثلامة: 

إرسال الجوارح في معاصي الله 

والتصنع بطاعة الله 

والطمع في تلق الله 

فمن ادّعى البصيرة مع واحدة من هذه تغلبه هتف ظنون النفس 
ووساوس الشيطان. 


4١(‏ هكذا جاءت في الأصل. 


١ 


الفصل التاسع والأربعون: 


الحقائق!') وجميح أقسامها ومراتبها 


وأما الحقائق فقالوا: 
لحقائق هي المعاني القائمة بالقلوب» وما اتضح لها وانكشف 
0 وهي منح من لله وكرامات» وبها وصلوا إلى الير 
والطاعات ودليلها قول النبي عليه السلام: أحارث كيف أصبحت. 
قال: سيعت مؤمناً عونا (الحديث). 
وقال الشاذلي: هي ما يستقر في قليك: إنه لاا ضار ولا ناقع ولا 
معطي ولا مانع إلا الله. 
ثم لا تضطرب ولا تسكنء ولا تنسب إلى الخلق شيعاً ولو 
فرضت بالمقارض» وتشرت بالمناشر. أكتبك عدف عزيزاً. 
فقلت: كيف لي بما أتيت تيت عليه وما تعاقب عليه فقال: فكيف 
لي ما أنيت من الثواب والعقاب وأقعال العباد. ولا يضرّك الإثبات 
لما أثبعت» وإنما يضدك الإثبات بهم ومنهم. وقال أثبت لي ما هو 
حق لي أثبت ثبت لك ما هو حق للك. ثم أخحذك عما هو حق لك 
وأبقيك بما هو حق لي وقل: 


)02 ني الأصل الحقايق. 


١ 


جامع الأصول  ١‏ 
عي الأولياء وأنواعهم وأوصاكهم 


يا موجود قبل كل موجود وهو الآن على ما هو عليه موجود يا 
سميع يا قريب يا مريد يا قدير يا الله يا حي يا قيوم يا رحمن يا 
رحيم يا أول يا آخر يا ظاهر يا باطن» يا متكبر يا غفور يا غفار يا 
ثواب يا غني يا كريم يا واسع يا عليم يا ذا الفضل العظيم. 

وقال: يقول الله: إن أردت رضاي فمتي وإلي لا من إسمي ولا 
من إسملك إليلك. 

قال: وكيف ذلك. قال: سبقت أسمائي عطائي(©2 فإضها من 
صفاتي وصفاتي قائمة بذاتي. ولا يتحقق ذاتي غير ذاتي» وللعبد 
أسماء دنية وأسماء علية. فأسماوه العلية قد وصفه الله بها بقوله: 
العائيون العابدون0©. لالآية). وبقوله إن المسلمين 
والمسلمات”*©.(الآية). وأسماوٌه الدنية كالعاصي والمذنب 
والفاسق والظالم وغيرها. 

فكما يمحق أسماءه الدنية يأسمائه العلية كذلك يمحق أسماءك 
بأسمائه وصفاتك بصفاته لأن الحادث إذا قورن بالقديم فلا بقاء لهء 
فإذا ناديته باسمه كقولك يا غفور يا تواب» يا قريب يا وهّاب 
فاستدعيت بها العطاء لنفسك فقد تنزلت من أسمائه إلى نفسك» 
وكذلك: إذا لاحظت أسماءك الدتية من المعاصي والظلم والفسق 
قسألت سترها ومغفرتها قأنت ياقٍ مع نفسك. فإذا ناديته ياسمه 
العلي ولااحظت صفته العلية. قائمة بذاته محقت أسماوؤك كلها 
وانعدم وجودك», فصرت محوا له وجود للك البتة فذلك محل الفناء 
والبقاء بعد الفناء ثبوتيه الله من يشاء. وقال: حق التوكل صرف 
القلب عن كل شيء سوى الله. 
() في الأصل أسماى عطاى. 
م4 4/؟١1كء‏ سورة البقرة. 


ع2 7ه 2 سورة الأحزاب. 


كوا 


حقيقة التوكل: 


حققة الزهد: 


حقيقة الخشوع: 
حقيقة السحود: 


حقيقة زوال الهوى: 
حقيقة الهجران: 
حقيقة الهمة: 
حقيقة القرب: 
حققة حقيقة شغل القلب: 


حقيقة المزيد: 


الحقائق واجميع أقسامها ومراتبها 


وقيل حقيقة التوكل: أن تدع التديير عن 
وسره وجود الحق دون كل شيء يلقاه. 
وسر سرّه ملك وتمليك لما يحبه ويرضاه. 
وقال: حقيقة الزهد فراغ القلب عما سوى 
الله. 

حقيقة الزهد أن تترك نفسلك ودنياك 
وروحك وعقباك فيبقى سرك مع مولاك. 
وقال 2 حقيقة الخشوع ذبول القلب بين يدي الله 
وقال: مبقة حقيقة السجود إذعانث القلب تحت 


أحكام الرب. 


وقالل: حقيقة زوال الهوى من القلب حب لقاء 
الله في كل نفس من غير الخجيار حالة يكو المرء 
عليها. 

وقال: حقيقة الهجرانت نسيان المهجور. 
وقال: حقيقة الهمّة تعلق القلب بالشيء 
المهتم بهء وكما لها اتصال القلب بالكلية 
بالله بالإنفصال عن كل شيء سواه. 
وقال: حقيقة القرب الغيبة بالقرب عن 


القرب لعظيم القرب 
وقال: حقيقة شغل القلب بالله وقيل إزالة كل 
معترض. 


وقال حقيقة المزيد فقدان المزيد لعظيم المزيد. 


١ اا‎ 


جامع الأصول - 


حقيقة الإستقامة: 


حقيقة التوبة: 


حقيقة الإنابة: 
حقيقة العبودية: 


حقيقة لمجاهدة: 


كي الأولياء وأتواعهم واوصاكهم 


وقال -حقيقة فيقة حقيقة الإستقامة وححود الإقامة على. 
بساط لاس وقيل حقيقة حقيقة الإستقامة هي 
الثغبات على الحق بعون ل 
وحقيقة التوبة العحويل من الحركات 
المذمومة إلى الحركات المحمودة. 
حقيقة الإنابة الرجوع منه إليه لاا من غيره. 
حقيقة العبودية إسقاط إرادتك عند [إرادته. 
ميقة حقيقة المجاهدة خلع الراحة وترك الرجوع 


إلى ارخصية: 


حقيقة الورع: وحقيقة الورع إمساك العين عن التلذذ بالزهرات» 


حقيقة التقوى: 
حقيقة اليقين: 


حقيقة الختوف: 
حقيقة الرجاء: 


حقيقة الصبر: 


والنفس عن الشهوات. والقلب عن الغفلاات» 
00 عن العثرات والسر عن الإلتفات. 
حقيقة التقوى أن يتقّى الحلال حوفاً أن 
0 عن الله. 
اليقين مشاهدة الغيوب بكشف 
القلوب وملاحظة الأسرار يمخاطبة الأفكار. 
وحقيقة الخوف أن لا يخاف مع الله غير الله. 
وحقيقة لرجاء سكون القلب مما كان يخاف. 
عيقة حقيقة الصبر حيس النفس في مقام 
اديه بن بنفي الجوع. 
ميقة حقيقة الشكر هو الغنية عن الشكر برؤية 
ا 


وحقيقة الرضاء سرور القلب عير القضاء. 


و -حفيعه 


١ ميا‎ 


حقيقة اللحياء: 


حقيقة الصدق: 


و الإإخلاص: 


وحقيقة الحلم: 
وحقيقة الأدب: 
وحقيقة القناعة: 
حقيقة الفقر: 
0 العافية: 
حقيقة البلاء: 


حقيقة الطمأنينة: 
0 الإعتصام: 


حقيقة الشوق: 


حقيقة الأنس: 
حقيقة المعرفة: 


الحقاكق و-جميع أكسامها ومراتبها 


وحقيقة الحياء أن يأتي شيعا في ظاهرة 
موافقة الحق في السر والعلانية. 

نسيان كل مذاكور سوى المعيود. 

هو الرفق بأن يكون رفيقاً في قوله وفعله 
ويمن تحت يدك. 

مصاحية الخلق بالشفقة واجعناب المن في 
النفقة. 

غناء القلوب وثمرتها رضاء الله على الغيوب. 
أن لا يرى في الدارين مع الله إلا الله. 
بقاء العيد مع الله. 

على وجهين: بل'ء الرحمة وبلاء عقوية. 
فبلاء الرحمة يبعث صاحبه على إظهار 
فقره إلى الله. وبلاء العقوبة أن يكل صاحبه 
على احتياره وتدييرهة. 

0# الثقة في شدائد الأهوال 0 من هو 
جمرة القن فيصير أحوال القلب 
على القلب. 

نور لاا ظلمة فيه وحصين لا ثلاثة فيه. 
هي أن تعرف الله بدليل وجوده وما يجوز 


عليه وما هو يمستحيل عليه. 


اميل 


١  لوصألا جامع‎ 


المشاهدة: 
الفكر: 
الذكر: 


السماع: 


الروح: 


هي الأولياء وأنواعهم وأوصاكهم 


التأمل في أياته ليصل بذلك إلى معرفة ريه. 
طرد الغفلة فإذا ارتفعت الغفلة فأنت ذاكر 
وإن سكت وقيل حقيقة الخروج من ميدان 
الغفلة إلى فضاء المشاهدة على غلبة الحب 
والخوف. 

إسترواح من تخب الوقت» وتنفس من 
أرياب الأحوال واستحضار الأسرار لذوي 
نار تتوقد في الأسرار فيحترق به الأغيار 
محل اللأحلاق المذمومة أقارة بالسوع 
جاحدة ظالمة عن الهدى» ذات أجزاء 
لطيفة مضيئة مودعة في القلبء» وهو محل 
الأخلاق المحمودة آمر بالخير عارف بالله 
جسم لطيف بل هي الروح بعينها التي تردد 
في تجاويف أعضاء الإنسان 

لطيفة تور الله مودعة في القلب» وأنها 
محل المشاهدةق كما أن الأرواح محل 
للمحبةء والقلوب محل للمعارف» والسر 
مالك عليه إشراف» وسر الله ما لا اطلاع 


1١م١‎ 


الفصل الخمسون: 
العاقل وأوقاته ومراتب الإنسان 


وأما العاقل ققالوا: العاقل من عقل عن الله ما 
أراد به ومنه شرعاّء والذي يريد الله به من العبد أريعة: 


أما نعمة أو بلية أو طاعة أو معصية. 
فإذا كنت بالنعمة فالله تعالى يقضي منك الشكر شرعاً. 
وإذا كنت باليلية فالله تعالى يقتضي منك الصير. 
وإذا كنت بالطاعة فالله تعالى يقتضي منلك شهود السنة 
والتوفيق منه شرعاً. 
وإذا كنت بالمعصية فالله تعالى يقتضي مننك التوبة والإناية 
شرعاً. 


فمن عقل هذه الأربعة عن الله وكان قريباً بما أحبه منه شرعاً 
فهو عبد على الحقيقة بدليل قوله (عم): من أعطى فشكر وابتلى 
فصبر وظلم فاستغفر وظلم قغفر ثم سكت. 

قالوا: ماله يا رسول الله قال: أولئكك لهم الأمن وهم مهتدون. 

وقال الشاذلي: العاقل من عقل عن الله اياته» وشغله بالفكر 


اما 


جامع الأصول  ١‏ 
هي الأولياء وأنواعهم وأوصائهم 
والذكر في الآية وفتح له السبيل بالجلاء والإفتقار إليه والدعاء 
والسؤال عنه والإعتصام فاستجاب لله واستجاب الله عنه» فليس 
يعلم أحد ما يريد الله أن يعطيه بقوله إن في نخلق السماوات 
والأرض واختلاف الليل والنهارء لآيات لأولي الألباب إلى أنك لا 
تخلف الميعاد. 
وقال: العاقل عن الله هو من عرف في الشدائد الألطاف الجارية 
عليه من الله وعرف إساءة نفقسه في إحسان الله إليه فاذكروا الله 


لعلكم تفلحون. 


1١م‎ 


الفصل الواحد والخمسون: 
المدير والشهداء والصالح والعلهاء 


وأما المدبر فقالوا: من انقطع عن تدبير الله» وعن اختياره إلى 
الحتيار الله وعن نظره إلى نظر الله وعن مصاحه إلى علم الله» فقد 
أتاه الله حسن اللب وعليه يترتب الذكر والفكرء وما وراء ذلك من 
الخصائص. 

وقال الشاذلي «برح» لبعض أصحابه: رأيتك تكايدٍ نفسسلك 
وتجاذب أمرك في مجاهدة نفسك فقلت: يا لكع بن نكع أعني 
بذلك نفسي وفي الأبوة أعنيك» في النيوة فحقلك التدبير حتى في 
اللقمة تأكلها وفي الشربة تشر بها وفي الكلمة : تعق لها أو تتركها. 
أين أنت من المدبر العليم السميع البصير الحكيم الخبير أن يشاركه 
غيره. إت أردت أمراً تفعله أو تتركهء قاهرب إلى الله من ذلك 
هروبك من النار» ولا تستئن في شيءء واصرخ الى الله» وعوّد 
نفسكء» فإت ربلك يخلق ما يشاءء ويختار ولن ع يشبت لك إلا 
صديق أو ولي. فالصديق: من له الحكم» والولي من الاحكم له. 
فالصديق بحكم الله والوالي يغني عن كل شيء بالله والعلماء 
يريدون ويختارون وينظرون ويقيسون ومع عقولهم وأوصافهم 


دائمو 


م1 


جامع الأصول - 
في الأولياء وأنواعهم وأوصاكهم 


والشهداء يكابدون ويجاهدون ويقاتلون فيقتلون ويقتلون» 
ويحيون ويموتون وقد ثبت لهم الرد معنئ وإن لم يغبت لهم حساً 
عنما 

وأما الصالحون فأجسادهم مقدسة وفي أسرارهم الكزازة 
والمنازعة ولا يصلح شرح مآلهم إلا صديق في إبتداء أمره أو ولي 
في تهايتهء فحسبك ما ظهر من صلاحهم واكتفى عن شرح ما 
بطان من حالهم. وإذا أردت أمرآً تفعله أو تتركه فاهرب إلى الله 
كما قلت لك» واستصرخ بالله»ء وعوّد نفسك. وقل: يا أول» 
يأأخرء يا طاهرء يا باطن. أسألك بحق أسمائي بأسمائلك وصفاتي 
بصفاتك» وتدييري بتدبيرك» واختياري باختيارك وكن لي بما كنت 
بيه لأوليائك» وادخاني ة في الأمور ندل صدق» واخمرجني مخرج 
صدق واجعلني من نك سلطاناً نصيرء واحذر من سوء الظن 
ياللهع وتوكل على الله» إن الله يحب المتوكلين. 

وقال: أشقى النان من يعترض على مولاه وأركس في تدبير 
دنياه ونسي المبتدأ والمنتهى» والعمل لآخرته واتيع هواه. 


1١م5‎ 


الفصل الثاني والخمسون: 
العموم والخصوص والاخص 


أما العموم والمخصوص فاعلم: 
أن العموم التي وقع الثناء على أربابهاء» وهم الذين غرقوا في تيار 
بحر الذات» وغموض الصفات» فكانوا هناك بلا همء وهم الخاصة 
0 الذين شاركوا الأنبياء والرسل في مرابتهم» وإن جلت 
تبهم فلهم منها نصيبء إذ ما من نبي ولا رسول وله من هذه 
5 وارث» وكل وارث على قدر إرثه من مورثه. 
قال(عم): العلماء ورثة الأنبياء ولا يكون وارث إلا وله تصيب 
معلوم من مورثهء يقوم مقامه على سبيل إرث العلم والحكمة» لا 
على سبيل التحقيق بالمقام والحال. فإن مقامات الانبياء قد جلت أن 
يلج حقائقها غيرهم» وكل وارث في المنزلة بقدر مورثه» إذ يقول 
الله (نع) طإولقد فضّلنا بعض النبتين على بعض». كذلك فضل 
بعض الأولياء على بعضء.”0"©.: إذ الأنبياء بعين الحق وكل عين 
مستمد منها على قدرهاء وكل ولي له مادة مخصوصة:» فانقسم 


41 07١/دهء‏ سورة الإسراء. 


1١م‎ 


جامع الأصول  ١‏ 
حي الأولياء وأتواعهم وأوصاكهم 


الأولياء على ضريين: ضرب منهم أبدال الأقياف وضرب منهم 
أبدال الرسل فأبدال الأنبياء الصالحين» وإبدال الرسل الصديقين» 
فبين الصالحين والصديقين في التفصيل كما بين الأنبياء والرسل» 
غير أن منهم طائفة انفردوا بالمادة من رسول الله (صلعم) يشهدونها 

عين اليقين. لكنهم قليلون» وهم م في التحقيق كثيرون وكل نبي 
ل مادته من رسول الله صلعم» فمن الأولياء من يشهد عيته 
0 لوحو و ا و 1ر0 
وذلك كرامة ل ليه 00 إل من كر كرامات 7 فنعوذ 
بالله من التكر بعض العرفان» وهم الذين أخذوا طريقان: : طريق 
خاصة وطريق عامة فأغتي بالعامة: الحبين الذين هم أبدال الأنبياء. 

قأما الطريق الخاصة: فهو الطريق العلوي» تضمحل العقول في 
أقل القليل من شرحها 

ولكن عليك بمعرفة العامة: وهي طريق الترقي من منزل إلى 
منزل إلى أن ينتهي إلى منزل» عرد لل د 0 
فأول طريق يطأه المحب الترقي منه إلى العلى» فهو النفسء» فيشتغل 
بسياستها ودياختها إلى أن يتتهي إلى معرفتهاء فإذا عرفهاء وتحقق 
بهاء فهناك تشرق عليه أنوار المنزل الثاني. 

وأنوار المنزل الثاني: هو القلب» ع ل ا ا 
له المعرفة به هيّت عليه أنوار اليقين شيعا فشيعاً حتى إذا أنِّت 
بصيرته يترادف الأنوار عليهاء برز اليقين عليه بروزاً له يعقل فيه 
شيئاً بما تقدم له من أمور المنزلة الثالثة. 

فهناك يهتم ما شاء الله. ثم يمده الله تعالى بنور العقل الأصلي 


1١ كمى‎ 


العموح والخصوص والأخص 


في أنوار اليقين» فيشهد موجوداً لا حدّ ولا غاية له بالإضافة إلى 
هذا العبدء وتضمحل جميع الكائنات فيه» فتارة يشهدها فيه كما 
يشهد فيه كما يشهد الينابيب في الهوى بواسطة نور الشمسء فإذا 
انحرف نور الشمس عن القوة لا يشهد الينابيب أثر» فالشمس التى 
بسر بها عن لتقل الشرؤرع بعك اللاذة يدزى اليقين» قاذ سحل 
هذا النور ذهبت الكائنات كلها وبقي هذا الموجود. فتارة ييقى 
وتارة يفنى» حتى إذا أريد به الكمال نودي منه نداء خعفياً لا صوت 
له» فيمد بالفهم عنه إلا أن الذي يشهد غير الله ليس من الله في 
شيء» فهناك ينتبه من سكوته فيقول: أيا ربي أغثني فإنني هالك» 
فيعلم يقيناً أن هذا البحر لا ينجيه منه إلا الله (تع). 

يقال أن هذا الموجود هو العقل الذي فيه خبر رسول الله 
(صلعم)؛ أول ما خلق الله العقلء وفي حبر آخخر قال له: أقبل» 
فأقبل (الحديث) فأعطى هذا العبد الذلٌ والإنقياد لنور هذا الوجود. 
إذ لا يقدر على صدّهء وغايتهء» فعجز عن معرفته» فقيل له هيهات 
لا تعرفه بغيره» قأمدّه الله بنور أسمائه» فقطع ذلك كلمح البصر أو 
كما شاء الله ترفع درجات من نشاع فأمدّه الله بنور روح رياني» 
تعرافه به عدا الموجود فرقاه إلى ميدان روح الربانتي» فذهب جميع 
ما تجلى بيه هذا العيد» وتخلى عنه بالضرورةء وبقي كلد شيع 
موجودء ثم أحياه الله بنور صفقاته» فأدرجه بهذه الحياة في معرفة 
هذا الموجود الرباني» فلما استنشق تنشق من مبادىء صفاته كاد أن يقول 
هو اللهء فلحقته العناية الأزلية» فنادته ألا إن هذا الموجود هو الذي 
لا يجوز لأحد أن يصفه ولا أن يعيبر عنه بشيء من صفاته لغير 
أهله لكن بنور غيره يعرفه» فأمده الله بنور سر الروح» فإذا هو قاعد 
على باب ميدان السرء فوقع همته ليعرف هذا الموجود الذي هو 
السرء فنهى عن إدراكه؛ فتلاشت جميع أوصافهء كأنه ليس بشيءء 


١ /الةم‎ 


جامع الأصول  ١‏ 
في الأولياء وأنواعهم وأوصافهم 
ثم أمده الله بنور ذاتهء فأحياه به حياة باقية لا غاية لهاء فنظر جميع 
الموجودات بنور هذه الحياة» فصار أصل الموجودات نور شايع في 
كل شيء لا يشهد غيره» فنودي من قريب: لا تفتر باللهء» فإن 
امحجوب من حجب عن الله بالله» إذ محال أن يحجبه غيره فيحي 
بحيات استودع الله فيه فقال: أي رب بك متنك حتى يك أرى 
غيرك» فهذا هو سبيل الترقي إلى حضرة العلي الأعلى» وهو طريق 
امحبين من أبدال الأنبياء» والذين يعطي أحدهم من بعد هذا ألا 
يقدر أحد أن يصغه منه ذرّته والحمد لله على نعمائه والصلاة على 

حاتم أنبيائه. 


1١ 4م‎ 


الفصل الثالث والخمسوت: 
طريق المحبين وأحوالهم وبحار الطريق 


وأما الطريق المخصوص بلمحبوبين فهو منه إليه إذ محال أن 
يتوصل إليه بغيره» فأول لهم يل" قدم أن ألقى عليهم من نور ذاته 
فغيبهم عن عيادة وحبيب إليهم الخلوات» وصغرت لديهم الأعمال 
الصالحات» وعظم عندهم رب الأرضين 000 فبينما هم 
كذلك إذ البسهم ثوب العلم ء فنظرواء فإذا هم لا همء : ثم أردف 
وم ظلحة عبتو طن ارخ ابل اسان عنما لا للد لله 
فأطمست جميع العلل» وزال كل حادث بلا حاداث ولا وجود 
بل ليس إلا العدم المحض الذي لا علة لهء وما لا علة فلا معرفة» 
فتعلق به واضمحلّت المعلومات وزالت المرسومات زوالاً لا علة فيه» 
وبقي من أشير إليه لا وصف له ولا صنعة له ولا ذاتء فهناك ظهر 
من لم يزل ظهوراً لا علة فيه بل أظهر سره لذاته في ذاته ظهوراً لا 
أولية له بل نظر من ذاته لذاته بذاته فى ذاتهء» فحى هذا العيد 
بظهوره حياة لا علة فيهاء فظهر بأوصاف جميلة كلها لا علة لهاء 
فصار أولاً في الظهور لا ظاهرة قبله» فوجدت الأشياء بأوصافه. 
وظهرت بنوره في نوره» فأول ما ظهر سرهء فظهر به قلمه» ثم ظهر 


١6 


جامع الأصول  ١‏ 
في الأوليء ونتواعهم وأوصائهم 


أمره بسرّه في سرهء وظهر بأمره الذوات قي نور القلم بنور القلمء 
ثم ظهر عقله بأمره في أمره» فظهر به عرشه في تور لوحه بنور 
لوحهء ثم ظهر بعقله وظهر بروحه كرسيه في نور عرشه بنور 
عرشه. ثم ظهر قلبه بروحه في روحههء فظهر بقلبه حجبه في نور 
كرسيه بنور كرسيهء ثم ظهر نفسه بقليه في قلبهء فظهر بنفسه فلك 
امل ع يي ا وو لل 
» فظهر بجسمه أجسام العالم الكثيف من أرض وسماءء 
وعلى الجملة كل كثيف في نور القللك ينور الفلك. 
أول كدم 
فإذا أول قدم هذا المحبوب الفردء طرح النفس عدماء فهو طرح 
لا علة فيه: وهو استقيال العدم يسقوط الأولية والآخرية والظاهرية 
والباطنية فيكون استقبال صفة معدومة لمعدوم» ومعناه انتهى العيد 
بدليل العلة» وهو شهود العدم المحض» ومعنى قيام الدليل الذي لا 
علة فيه ضرورة عدم المخلوقات المشهودات» هو ذلكء فترادف عليه 
ذلك العدم اخحضء» وهو سكرة النسيان الدائم أبداً والحياة السابقة 
فهذا طريق علويء أول ما طرح العبد هنا في بحر الذاتء فانعدم 
فأحبى حياة طيبة» فأنقل من تنقل بحر الصفات» ثم بحر بحر الرباني» 
ثم بسر السرء ميحر القلم. الأصلي» ثم ايحن الروج ثم :بخن 
القلب». ثم بحر النفس» ثم بحر اللحس. 
ثم لقيه بحر السر فطرحه في بحر القلمية» ثم بحر اللوحية» ثم 
بحر العرشية» ثم بحر الكرسي» ثم بحر الحجبية» ثم بحر الفلكية» 
ثم بحر الأبالسة» ثم بحر الجنيّة» ثم بحر الأنسية. 
فلقي هناك بحر السر فطرحه في بحر الخبات» ثم بحر النيران» 
ثم طرحه في بحر الإحاطة» وهو بحر السر فغرق هناك غرقاً لا 


16 


طريئ للحبين وأحوالهم وبحار الطريق 


خروج له أبداً إلا يإذنء فإن شاء بعثه أرضاً من التبي يحي به عباده» 
وإن شاء ستره» ويفعل في ملكه ما يشاء. 

وكل بحر من هذه الأبحر قد انطوت فيه أيحر شتى. 

لو دخل الصالح الذي هو بدل النبي في أقل بحر من هذه 
الابحر لغرق فيه غرقا لا نحاة له منهء فهذه عبرة من بيانت طريق 
الخنصوص والعموم. والحمد لله على كل كاشف الغموم والصلاة 
على مببخ العلوم. 


15١ 


الفصل الرابع والخمسون: 
الشريعة والطريقة والحقيقة 


وأما الشريعة والطريقة واحقيقة والمعرفة فاعلم أن الحقيقة هي أن 
ترى الله هو المتصرف في خلقه: يهدي» ويضلء ويعزء ويذل» 
ويوفق» ويخذلء ويولي» ويعزل» وينصب 


فالخير والشر والنقفع والضر والإيمان والكفر والتصديق والتكر 
والفوز والخسران والزيادة والنقصان والطاعة والعصيان والجهل 
والعرفان بقضائه وقدره وحككمه ومشيكته فما شاء كان وما لم يشأ 
لم يكن» » لا يخرج من مشيئته لفظة وخطرة وذرة في العالم لأراد 
اللحكمة ولا معقب لقضائه وقدره, و مهرب هن معصيته إل 
بتوفيقه ورحمتهء ولا قوّة على طاعته إل يأرادته ومعونته ومحيته. 


فعرفنا أن هذه الصفات التى أصدرت بالقضاء والقدر حقيقة» 
ثم إن الله تعالى جعل للعبد كسباً واختياراً ميزه بها عن الجمادات 
والبهائم. ثم جعل العبد قادراً على الفعل وجعل له نية قصد يختار 
بها الفعل ليمتاز بها عن المكروه والخطور. 


ثم أن الله تعالى أرسل الرسل» وأنزل الكتاب وأمر بالإيمان 


١5 


الشريعة والحلريفة والحقيفة 


والطاعة والنهي عن الكفر والمعصيةء وأخفى عن العباد ما علمه من 
أحوالهمء وما أراد من أفعالهم. فمن كان في علم الله القديم 
ومشيئته السابقة سعيدا ليس له الطاعةء ومن كان شقيا عسر منه 
الطعاء: 

فالاعتبار بالخاممة وهي السابقة وله الحجة البالغة» وسطوة قهره 
دافعة لا ان عما يفعل وهم يشالو 

فأن قيل ما الفرق بين الشريعة والحقيقة قلت: الشريعة ما ورد به 
التكليف» والحقيقة ما ورد به التعريف. 

فالشريعة مؤيدة بالحقيقة» والحقيقة مقيدة بالشريعة. 

فمن كل وجه كل شريعة حقيقة» وكل حقيقة شريعة» وفي 
عرف القوم فرق بينهما. 

فالشريعة بواسطة الرسل والحقيقة تقريب بغير واسطةء وربما 
يُشار بالشريعة إلى الواجبات بالأمر والزجرء وبالحقيقة إلى 
المكاشفات بالسر. 

والشريعة وجود الأفعال» والحقيقة شهود الأحوال به. 

والشريعة بشروط الفرق حقيقة الكون بحقوق الجمع. 
الحكم. 

والشريعة خطابه لعياده وكلامه الذي أوصله إلى تخلقه بأمره 
ونهيه ليوضح لهم. الحجة ويقيم به الحجةء والحقيقة تصريفه في 
خلقه وإرادته ومشيكته التي يخص بها من اختار من أحبابه ويقضي 
بها على من أبعده عن بايه. 


1١5 


مجامصع الأصول - 
كي الأولياء وأنواعهم وأوصائهم 


وقيل: الشريعة خطابه وكلامه والحقيقة تصريفه وأحكامه. 


وقيل الشريعة الأمر والنهي والحقيقة ما قضى ما أخفى وما 
أظهر. 

وقيل الشريعة أن تعبده والحقيقة أن تشهده. 

وقيل الشريعة دعوته والحقيقة تقريبه ومودته ومحبته. 

وقيل الشريعة الكتاب والسنة والحقيقة مشاهدة القهر والمنى. 

وقد جمع الله تعالى بين الشريعة والحقيقة في أآيات كثيرة: 

منها قوله «من شاء منكم أن يستقيم 20 (الآية) وهذه شريعة 
«ووما تشاؤّون إل أن يشاء الله)ه2"0, فهذه حقيقة. ومنها قوله. 
عن 0 0ظ فهذه 0 0 1 3 الله 0 
تستعين: إقرار بالحقيقة» ريال نعيد فيه إثبات 0 للعبدء 
وإضافة العبادات إليه. (وإياك نستعين) فيها رد الأمر إلى الله. وأن 
العيادة بعونهة وتسعخيره. 

وقيل (إياك تعبد) أي له تعيدلك إل إياك,» ونشرك في عيادتك 
ا 0 0 ا يعة. (فإياك نعبد) مقام الأأبرا ار (وإياك 

فالابرار قائمين لله والمقربين قائمين بالله. 

(وإياك تستعين) أي لا نستعين إلا بك لا بأنفسنا وحولنا. 


00١‏ ابلباريم 
0*2 التواب 


1١5* 


الشريعة والطريفة والحفيفقة 


العمك انول 

فالعمل الأول هو العمل للهء والعمل الثاني هو العمل بالله. 
فالعمل لله يوجب المثوبة0©. 

والعمل بالله يواجب القربة» والعمل لله يوجب تحقيق العيادة, 
والعمل بالله يوجب تصحيح الإرادة» والعمل لله نعت كل عابد» 
والعمل بالله نعت كل قاصدء والعمل لله القيام بالأحكام الظاهرء 
والعمل بالله القيام بالضمائر. 

فمن زعم تن اتيك ياحقيقة يعني عن الباخ الشريفة فهو و 
باطل. وقد تبيّن أن الحكم بالأسباب ومراعاة الآمر والنهي فرق 
وعبودية وشريعة. 

والنظر إلى تصريف الله في خلقه جمع وتوحيد وحقيقة. 

الحقيقة 


فالحقيقة إذا باطن الشريعة» فلا يغني ظاهر عن باطنء ولا باطن 
عن ظاهرء فالمعرفة تحقق هذه الثلاثة ولزؤمب ودركه. 

واعلم أن الحقيقة نتيجة الطريقة» والطريقة نتيجة الشريعةء فأنك 
إذا صفيّت الشريعة يعني إذا علمت بما هو أقرب إلى الورع والتقوى 
غير ملاحظ إلى الرخصة تظهر منها الطريقة» وإذا فتحت الطريق 
تظهر منها أسرار الحقيقة» وليس المراد أسرار الحقيقة بالرخصة هنا ما 
هو كقصر الصلاة والجمع والفطر وغيرهاء بل المراد مثل مدارات 
الناس والإقيال على الأسياب من وجه الحلالء وإدّخار الأموال بعد 
إخراج زكاتهاء وإعداد النوائب» فهذا كله مباح في الشرعء إلا أنه 
نزول عند القوم عن درجة الزهد والتوكل. 


زفق اخادى سورة الإنفطار. 


١ 


جامع الأصول  ١‏ 
حي الأولياء وأنواعهم وأوصافهم 


وقيل عن الشريعة والطريقة والحقيقة: إذا أكل الصائم عمداً 
تطل صومه و في الشريعة. وإذا اغتاب أفطر صومهة في الطريقة. وإذا 
خط بياله ما سوك الله أقطر صومه فى الحقيقة. قاد مك الرتووة 
على أسرار الحقيقة» إلا يائيات الأعمال المييّنة ببيان صاحب الشرع 
لأن كل طريقة تخالف الشريعة فهي كفر. وكل حقيقة لا يشهد 
لها الكتاب والسنة فهى الالحاد والزندقة. 

قال الشيخ نحم الدين الكبرى. الشريعة كالسفينة والطريقة 
كاليحر والحقيقة كالدرٌ فمن أراد ركب في السفينة» ثم شرع في 
البحر. ثم وصل الدى فمن ترك هذا الترتيب )0 يصل إلى الدر. 

فأول شيء وجب على المطالب فهو الشريعة والمراد منها أوامر 
الله ورسوله من الغسل والوضوء والصوم والصلاة وغير ذلك من 
الأوامر والتواهى. 

الطريقة 

والطريقة هي الأخذ بالتقوى وما يقربك إلى الله زُلفى من قطع 
المنازل والمقامات وآمأ الحقيقة فهي الوصول إلى المقصد ومشاهدة 
نور العجلي» كما قيل في الصلاة: خدمة وقربة ووصلة. 

فالخدمة في الشريعة. والقربة في الطريقة 0 والوصلة في الحقيقة» 
والصلاة جامعة لهذه الخصال الثلاثة. 

كما قيل: الشريعة أن تعيد الله والطريقة ة أن تحضرة» و١‏ لحقيقة 
أن تشهده. وقال عليه السلام: الشريعة أقوال والطريقة أفعال 
والحقيقة أحوال» والمعرفة رأس المال. 

وأما طهارة الشريعة بالماء والتراب» وطهارة الطريقة بالتخلية عن 
الهوى. وطهارة الحقيقة نخلوّ القلب عما سوى الله تعالى. 


١55 


الشريعة والطريقة والحقيقتة 


فمن زعم أن العبور حجب البشرء والوقوف على أسرار الطريقة 
والحقيقة بما يخالف الشريعة فقد طغى وغليت عليه الضلالة 
والنسيان» واستهوته الشياطين ف فى الأأرض حيران» حتى أبقعة فى 
أودية الهجرانء وأهلكته في قيعان لفسرات» إلا من تاب وآمن» 
وتاب عليه الرحمات. 


١ لا‎ 


الفصل الخامس والخمسون: 
أقسام التصوّف ومراتبها وأحوالها 


وأما التصوف ومراتيها: 
اتيك 
فالتوبة على ثلاثة أقسام: 
توبة العام وهي من الذنوب والسيئات 
وتوبة الخاص وهي أن يخلى قلبه من معرفة ما سوى الله 
وأتابة الأخص وهي أن تستغرق روحه بمحبة الله لا 
بحبه غير الله. 
والعبودية على ثلاثة أقسام هي: 
عبودية العام وهي إتيان الطاعة. 
وعبودية الخاص وهي الإخلاص في الطاعة. 
وعبودية أخحص الخاص الغيبة عن رؤية الإخلاص في الطاعة. 
واجاهدة على ثلاثة أقسام: 
فمجاهدة العام وهو مع الكافر الظاهر 


١ مة‎ 


أخفساع التصوّف ومراتيها ولحوالها 


ومجاهدة الخاص وهو مع الكافر الباطن 
ومجاهدة اللأخص مع النفس 
والزهد على ثلاثة أقسام: 
فزهد العام ترك الحرام 
وزهد الخاص ترك الفضول من الحلال 
وزهد الأخص ترك ما يشغله عن الله تعالى 
والورع على ثلاثة أقسام: 
ورع العام إن لا يتكلم إلا بالله ساخطاً أو راضياً 
والورع الخاص وهو أن يحفقظ كل جارحة عن سخط 
الله 
ودودع الأخص وهو أن يكون شغله برضا الله به 
التقوى وهو على ثلاثة أقسام: 
تقوى العام باللسان: وهو إيثار ذ كر من لم يزل على ذكر 
من لم يكن فكان 
تقوى الخاص بالأركان: وهو إيثار خدمة من لم يزل ولا 
يزال على خدمة من لم يكن فكان 
وتقوى الأخص بالجنان: وهو إيثار محبة من لم يزل ولا 
يزال على من لم يكن فكان 
والتوكل هو على ثلاثة أقسام: 
توكل العام وغى على الشفاعة 
وتوكل الخاص وهو على الطاعة 
وتوكل الأخص وهو على العناية 


حل 


جامع الأصول  ١‏ 
هي الأولياء وأتواعهم وأوصافهم 
اليقين وهو على ثلاثة أقسام: 
يقين العام وهو على علم اليقين. 
ويقين الخاص وهو على عين اليقي.ن 
ويقين الأخص وهو حق اليقين. 
الخوف وهو على ثلاثة أقسام: 
خوف العام وهو من عقوية الله. 
وحوف الخاص وهو من فراق الله. 
وخوف الأأخخص وهو من الله 
الرجاء وهو على ثلاثة أقسام: 
رجاء العام وهو يبرجو عفوه ويخاف أخذه. 
ورجاء الخاص وهو أن يرجو فضله ويخاف عدله. 
ورجاء الأخص هو أن يرجو فضله ويخاف هجره. 
الصبر وهو على ثلاثة أقسام: 
صبر العام وهو من المعصية. 
وصبر الخاص وهو على الطاعة. 
وصبر الأخص هو مع الحق مع المعية. 
الشكر وهو على ثلاثة أقسام: 
شكر العام بالقول وهو الحمد. 
شكر الخاص بالفعل وهو البذل. 
شكر الأخص وهو معرفة النعم من المنعم. 
الرضا وهو على ثلاثة أقسام: 
رضا العام بدين الله وهو موافقة في الدين. 


مه ”ا 


أفساح التصوّف ومراتبها وأحوالها 


رضا الخاص بثواب الله وهو أن يعمل لوجه الله رجاء 
ثوابه. 
رضا الأخص وهو الله يالله. 
الحياء وهو على ثلاثة أقسام: 
حياء العام وهو من التقصير. 
جاع الخناضن: واطو مر الأسرلقك. 
وحياء الأخص وهو من الجلال. 
الصدق على ثلاثة أقسام: 
صدق العام وهو في الأقوال. 
صدق الخاص وهو في الأفعال. 
وصدق الأخمص في الأحوال. 
الاخلاص وهو على ثلاثة أقسام: 
إخلاص العام وهو تصفية العمل في المكدورات. 
إخلاص الخاص وهو إخراج الخلق من المعاملات. 
وإخلاص الأخص وهو نسيان رؤية الخلق بدوام رؤية 
القلب إلى عالم الخفيات. 
الحلم وهو على ثلاثة أقسام: 
حلم العام وهو العفو عن الجاني مع اضمار الحذدف 
ياطناً. 


دم الخاص وهو العفو عن الجاني مع اضمار الخير له 
باطنا. 


جامع الأصول  ١‏ 
ني الأولياء وأتواعهم وأوصاكهم 


حلم الأخص وهو العفو عن الجاني مقروتاً بالبر إليه. 
الأدب وهو على ثلاثة أقسام: 
أدب العام وهو ترك ما لا يعني وإن كان صادقاً. 
أدب الخاص وهو أن يعرف الخير فيحث نفسه عليه 
ويعرف الشر فيزجرها عنه 
أدب الأخص وهو المعرفة في النعم والتقم. 
القناعة وهي على ثلاثة أقسام: 
قناعة العام وهي بالقوت. 
قناعة الخاص وهو بالذكر. 
قناعة الأخحص وهي برؤية الله. 
الفقر وهو على ثلاثة أقسام: 
فقر العام وهو أن لا يطلب المعلوم حتى يفقد الموجود. 
ققر الخاص وهو السكوت عن العدم. 
وفقر الأخص وهو البذل والإيثار عند الوجود. 
العافية وهي على ثلاثة أقسام: 
عافية العام وهو أن يكون لسانه رطياً بذكر الله ولا 
يذكر الله مع غير الله. 
عافية الخاص وهو أن يكون أركانه مشغولا بخدمة الله 
عن خدمة غير الله. 
عافية الأخص وهو أن لا تكون همته إلى غير الله. 


٠.7‏ ؟" 


أفساح التصووف ومراتبها ولحوالها 


البلاء وهو على ثلاثة أقسام: 
بلاء العام وهو للتأديب. 
وبلاء الخاص وهو للتذهيب. 
وبلاء الأخص وهو للتقريب. 
الطمأنينة وهي على ثلاثة أقسام: 
طمأنينة العام وهي لذكر الله. 
وطمأتينة المخاص ا يذكر الله. 
وطمأنينة الأخص وهو بالله. 
الإعتصام وهو على ثلاثة أقسام: 
اعتصام العام وهو بدين الله. 
اعتصام الخاص وهو بحبل الله. 
اعتصام اللأخص وهو بالله. 
الإستقامة وهي على ثلاثة أقسام: 
استقامة العام وهو بالخدمة. 
استقامة الخاص وهو بصدق الهمة. 
استقامة الأخص وهو بتعظيم الجهة أي الخرمة. 
الشوق هو على ثلاثة أقسام: 
شوق العام وهو إلى الدنيا. 
شوق الخاص وفو إلى العقبى. 
وشوق الأخص وهو إلى المولى. 
فمن اشتاق إلى الدنيا اشتاقت النار إليه. 
ومن اشتاق إلى العقبى اشتاقت الجنة إليه. 


الديين 


جامع الأصول  ١‏ 
لل ا ميلم ببسب فشني الأؤلياء وأتواعهم وأوصافهم 
ومن اشتاق إلى المولى اشتاق المولى إليه. 
الأنس وهو على ثلاثة أقسام: 
أنس العام وهو بالخلق. 
وأنس الخاص وهو بذكر الله. 
وأنس الأخص وهو بالحق. 
فالأنس بالخلق هع واقع. 
والانس بذكر الله شيء نافع. 
والأنس بالحق تور ساطع. 
المعرفة هي على ثلاثة أقسام: 
معرفة العام وهو المعرفة بأفعال الله. 
ومعرفة الخاص وهو المعرفة بصفات الله. 
ومعرفة الأأخص وهو المعرفة بذات الله. 
فالمعرفة بأفعال الله مقام عوام المؤمنين. 
والمعرقفة بصفات الله مقام خواص المؤمنين. 
والمعرفة بذات الله مقام الأولياء والأنبياء والمرسلين. 
المشاهدة على ثلاثة أقسام: 
مشاهدة العام وهو بالحق. 
ومشاهدة المخاص وهو للحق. 
ومشاهدة الأخص وهوااحق. 
فالمشاهدة بالحق رؤية الأشياء بالدلائل. 
والمشاهدة للحق رؤية الحق في الأشياء. 
ومشاهدة الحق شهود الحق بلا أشياء. 


>” 


أفساح التصووف ومراتبها ولحوالها 


والقرب على ثلاثة أقسام: 
قرب العام وهو فقد -حسسس.ٌ الأشياء. 
قرب الخاص وهو سكون الضمير مع عالم الغيب. 
قرب الأخص وهو رفع الحجاب بينه وبين الرب. 
الفكر هو على ثلاثة أقسام: 
فكر العام وهو في آلاء الله فيحصل منها معرفة. 
فكر الخاص وهو في وعد الله وثوابه فيحصل منها الرغبة 
إلى ثواب الله. 
فكر الأخص وهو في وعيده وعقابه فيحصل منها الرهية 
من عقايه. 
الذكر وهو على ثلاثة أقسام: 
ذكر العام وهو باللسان وقليه غافل. 
ذكر الخاص وهو باللسات وقلبه حاضر. 
ذكر الأخص وهو بالقلب الحاضر. 
والسماع وهو على ثلاثة أقسام: 


سماع العام وهو يستمع من تفسه. 
وسماع الخاص هو يستمع من قلبه. 
وسماع الأخص وهو يسمع بروحه. 
فالسماع على العوام حرام ليقاء نفوسهم. 
وعلى الخواص مياح لحصول مشاهدتهم. 


6ه 


جامع الأصول  ١‏ 
ني الأولياء وأنواعهم وأوصاكهم 

وعلى الأخص مستحب لتحقيق شهودهم. 

والوجد وهو على ثلاثة أقسام: 
ووجد الخاص وهو من عجز الروح من احتمال غلبة 
ووجد الأخص وهو من عبجز نخشوع الروح عند مطالعته 
الحق عن السر. 

الولاية وهي على ثلاثة أقسام: 
لاية العام وهي المخروج من العداوة. 
وولاية الخاص وهي الإقتصاص بانحبة. 
وولاية الأخص وهي الإصطفاء بالولاية. 

النفس وهي على ثلاثة أقسام: 
نفس العام وهي الأمارة. 
ونمس الخاص وهي اللوامة. 
ونفس الأخحص وهي المطمثتة بالإيمان. 

القلب على ثلاثة أقسام: 
قلب العام وهو يطير في الدنيا حول الطاعات. 
وقلب الخاص وهو يطير في العقبى حول الكرامات. 
وقلب الأخص وهو يطير في سدرة المنتهى حول الأنس 
والمناجاة. 

الروح وهو على ثلاثة أقسام: 
أرواح الأعداء وهي في الجحيم معذبون. 


مولن 


أفساح التصوّف ومراتبها ولحوالها 


وأرواح الأولياء وهو في النعيم منعمون. 
وأرواح الأنبياء وهو عند الكريم مكرمون. 
والسر على ثلاثة أقسام: 
سر الإنسان وهو المودع فيه لطف من الروح» والروح من 
القلب. 
ور الأشياء وهو وععه مير الأشياة 
وسر الله وهو ما لا اطلاع عليه إلا للأتبياء وأخص 
الأولياء. 


الفصل السادس والخمسون: 
النلطائف العشرة وأشغالها وأربابها 


وأما اللطائف فاعلم المجددي أمام الرباني واتباعهٍ حققوا أن 
الإنسان مركب من عشرة لطائف: خمسة من عالم الأمر وخمسة 
من عالم الخلق. 

فالخمسة الأول: القلب والروح والسر والخفى واللأأحفى 

والخمسة الأشُر: لطيفة التفسء العتاصر الأربعة» علم الأمر على 
ظهور بمجرد أمر كان. وعالم الخلق على ما خلق بالتدرجء ودائرة 
الإمكان تضمنه لهذين العالمين: نصقها السافل من العرش إلى 
الثرى» ونصفها العالي فوق العرش وهو عالم الأمر وعالم الخلق 
تحت العرش. 

ولما خلق الله تعالى الهيكل الجسماني أودع هذه اللطائف 
الآامرة بمواضع مذكورة من جسم الإنسان بالتعلق والتعشق له. 

وإذا اشتملت عناية الحق حال العيد يوصله إلى خدمة ولي من 
أوليائهء وذلك الوني يأمره بالرياضات والمجاهدات لتذكية الباطن 
وتصفيته» ويوجه لطائفه إلى أصوله بما فيها كثرة الاذكار والأفكارن 
وفي هذه الطريق ثلائة أشغال: 


حم. ؟ 


اللطائت العحشرة وتشخالها وأربابها 


الأول: الذكر سواء إسم الذات والنفي والإثيات كما سبق 
الثاني: المراقبة وهي عبارة عن انتظار الفيض من المبدأ الفياض 
وملاحظ وروده على مورودهء وهو لطيفة من لطائف 
السالكء وهذه اللطيفة يقال لها مورد الفيضء ولهذا عُينَ 
لكل مقام مراقبة من المراقبات فعينوا لدائرة الإمكان مراقبة 
الأحدية وهي عبارة عن مراقبة الذات الجامعة بجميع 
صفات الكمال والمئرّه عن جميع النقصان» وهو مسمى 
الإسم الميارك: الله» فيلاحظ ورود الفيضء من تلك الذات 
على لطيفة القلب» وفي يعض الاحيان يُشتغل بهذه 
المراقبات بلا ذكرء ولا يفيد الذكر بلا مراقبة. 
الثالث: الرابطة وهي عبارة عن حفظ السالك صورة شيخه في 
مدركه وفي قلبه أو يتصور صورته بأنها صورة شيخهء فإذا 
عنيت الرابطة على السالك يرى صورة شيخه في كل شيء 
ويقولون لهذا: الفناء في الشيخ. 
فالطريق الرابطة هي أقرب الطرق ومنشأ ظهور العجائب 
والغرائبء فالذكر وحده بلا رابطة وبلا فتاء في الشيخ ليس 
موصولاء فالرابطة وحدها مع رعاية أداب الصحية فكافية في 
الإيصال. 


الفصل السابع والخمسون: 
الفناء والبقاء والواردات 


وأما الفناء والبقاء والواردات فاعلم أن أكابر النقشبندية جعلوا 
أصل الفائدة في الجمعية والحضور وأنهم لا يمدون أيديهم إلى كل 
رطب ويابس» ولا يتوجهون إلى الصور والأشكال الغيبية ولا 
يعتبرون الكشف والأنوار» ويرغبيون بحصول أمور أربعة: الجمعية 
والحضور والجذبات والواردات. 


فالجذبات عبارة عن انجذاب اللطائف إلى جهة الفوق. 


والواردات عبارة عن ورود حال من جهة الفوق على القلي 
بحيث لا يطيق تحمله إلا بد بتعشر ويقولون إن لهذه الواردات في هذه 
الطريقة يه الاعهام والوجودات» وهذا الوارد يرد على السالك في 
ابتداء حاله أحياناً يل يرد في شهر مرة بعد مرة» ثم يُكثر وروده فيرد 
في الأسبوع مرةء وفي كل يوم» بل في اليوم مرات إلى أن يصل 
من التواتر إلى التواصل» فيحصل اتصال الواردات» وهذا العدم 
لكن متى يتحقق فناء القلب زال من ساحة الصدر التعلق 


"51 


النتاء ولليقاء والواردات 


العلمي واللجوء إلى ما سواهء ولم يظهر خطورة(2 السوى أصلاً. 

وقناء القلب يصير في تجليات الأفعال الإلهية: يعني في رؤية 
أفعال ما سوى الحق أثار فعله تعالى» وإذا غليت هذه الرؤية على 
السالك يرى أيضاً صفات الممكنات وذواتها مظهر صفات الحق 
وذاته» ويترنم بالتوجيه الوجودي وهو عبارة عن روّية وجود 
الممكنات أمواج وجوده.) ويرى ذاته تموج في بحر وجود حضرة 
الحق. ويقول أرياقت توحيد الوجود لهذه الطريقة: الفناءع فى الله. 

وإذا استغرق السالك في هذا البحر لا يجد لبصيرته مشهوداً 
سوى البحرء وكلما نظر إلى كل جانب لا يرى غير البحر وأمواجه 
بل يجد ذاته قطرة من هذا البحر ويرتفع من نظره إيثار القطرة أيضاً 
لكمال الإستغراق. 


40١‏ هكذا وردت في الأصل. 


؟١١‎ 


الفصل الثامن والخمسون: 
وحدة الوجود والشهود والكشوف 


- وده الويجود والشهوم والخ برت ال الؤمام جعفر: 1 
فسقطت هذه المعاني وبعي هو. وهذا معنى قولهم: د 1 
الإضافات. 

فاعلم أن التوحيد الوجودي هو الذوق والشوق والوارد ووضوح 
أسرار المعية والتاه والصحية والغيبة والإستغراق والرقص والسماع 
والوجد والتواجد. وكلها في سير لطيفة القلب: فإنت سيرها أولا في 
دائرة الإمكان. 

ومن أحوال هذه الدائرة: الجذب والحضور والجمعية والواردات 
والكشف الكوتي وكشف الأرواح واكشف عالم المغال. 

وسير عالم الملك وهو عبارة عن تحت الأقلاك. 

وسير عالم الملكوت وهو عبارة عن عالم الملائكة والارواح 
والجنة و8 فوق السماوات وكلها داحلة في دائرة الإمكان» بل 
تشاهد أمثال هذه الشعبدات207 في نصفها السافل. ويقولون لهذا 


4)١(‏ هكذا وردت في الأصل. 


51 


و-حدة الو-جود والشهود والكشوفت 


السير: الأفاقي بل كمال الحضور والجمعية والجذبات القوية: 
يحصل في الدائرة الثانية التي هي عبارة عن سير متجليات الأفعال 
الإلهية. 

سير ظلال الأسماء والصفات وهي المسماة بدائرة الولاية 
الصغرى اضمحلال توجهه إلى الفوق وإحاطته بلجهات الست» 
وأن يرى معيته تعالى اللامثلية بالإدراك اللامثلي. 

وينتكشف أسرار التوحيد الوجودي ومنشأ ذلك أنه يظهر 
للسالك بسبب كثرة العبادات والمجاهدات» وترك المألوفات 
والمرغوبات ودوام الذكر والفكرء وغلبة العشقء والحبة للمحبوب 
الحقيقي» وينجذب قابه ويتوجه إلى جناب القدسء» وهذ المجاهدات 
والترك ءعذا وقعت منه ا لأتباعه عليه السلام دي باطته من 
علاقات السوءء وتخلي قلبه من وسخ الغفلة إلى حدّ يكون باطنه 
مرايا تعكس ضلال الأسماء والصفات الواجبية. 

وحيث لم ير السالك العاشق المسكين محبوبهء» وقد وصل إليه 
تعشقه بتصور الصفات» وعكوس الظلال عين المحيوب فيتكلم 
بالشطحيات» ويرى صورة محبويه مرآة ياطنه ويكون غائباً 
ومدهوشاٍ ويقع في سره خيال الوصالء ولا يفرق لغاية عطشه بين 
الظل والأصلء فل" جرم يتفوه ويجهر بالإتحاد والعينية. 

وتصل غلبة هذه الرؤية عليه إلى حدّ يرتفع عن نظره» تعيّته 
وتشخخصه أيضاً ويقول جهراً: سبحاني وأنا الحق. وحيث ورد في 
الحديث القدسي: أنا عند ظن عبدي بي يعاملونه بموافقة ظنه ولما 
فنى صاحب هذه الحالة عن نفسه وعن حظوظه فهو بعيد عن 
الطعن واللؤم. وداخل في زمرة الأولياء والمجذوبين للحق سبحانه. 

واعلم أن التكلم بكلمات التوحيد ووحدة الوجود قبل وصول 


"1+ 


١  لوصألا جامع‎ 

ني الأولياء وأنواعهم وأوصاكهم 
القلب إلى الدائرة الثانية التي هي مقام اتكشاف التوحيد خختلاف 
الشريعة؛ فتخيل العوام مراقبة التوحيد لايزيدهم غير -خسارة الدنيا 
والآخرة. 


"١غ‎ 


الفصل التاسع والخمسون: 
الولاية الصغرى وسيرها وفناء اللطائف 


وأما الولاية الصغرى وهي عبارة عن سير تجحليات الأفعال 
الإلهية» وسير ظلال الأسماء والصفات مبداً لتعيينات جميع 
الممكنات» سوى الأنبياء والملائكة عليهم السلام» وإن كل فرد من 
أفراد العالم يصل إليه الفيوضات يتوسط الصفات والظلالء التي 
هي وسائط يين الخلوقات وذات حضرة الحق» ولو لم تكن هذه 
الاسماء والصفقات لما وجد العالم الذي كان علماً مخفا لأن 
الحضرة الموصوفة بالإستغناء ليس لها مناسية بالعالم. إن الله لغني 
عن العالمين» فكل شخص من أفراد العالم يصل إليه فيوض 
وكمالاات بواسطة يقولون لها: مبدا تعبين هذا الشخص وحقيقته 
ويسمونه أيضاً: العين الثابتة. 

وما قالته الصوفية من أن الطرق إلى الله تعالى يعدد أنفاس 
الخلائق إشارة إلى هذه الظللال» وإذا دخلت هذه اللطيفة في دائرة 
الولاية الصغرى تفنى وتستهلك في أصل أصله وحقيقته» وتبقى 
بحقيقته هذه. 


١‏ فقناء لطيفة القلب يصير في التجلي الفعلي» وفي هذا 


؟1١6‎ 


١  لوصألا جامع‎ 


هي الأولياء وأتواعهم وأوصافهم 


الخلوقات, ولا يرى في نظره غير الفعل القاعل الحقيقي» 
ويسمون ولاية هذه اللطيفة: ولاية آدم عليه السلام» 
ويقولون للسالك الواصل إلى مقصوده من طريق هذه 
الولاية: أدميّ ا مشرب . 

وفناء لطيقة الروح يصير في الصفات الثبوتية لَضرة الحق 
تعالى. 

لما كان وجود الأصل أصلاً لجميع الصفات» ينفي السالك 
وجوده ووجود الممكنات ويثبته الله تعالى وحدم قلا 
جرم بالتوحيد الوجودي. ويقولون للولاية هذه ولاية نوح 
ويقولون للسالك الواصل من هذه الولاية: إبراهيمي 
المثعرب 


وفناء لطيفة السر يصير في شؤون ذات الله تعالى» وفي 


هذا المقام يجد السالك ذاته مضمحلة في ذات الحق 
سي حأنه. 
يقولون لولاية هذه اللطيفة ولاية موسى عليه السلام» 
والسالك الواصل هذه في هذه الولاية: موسوي 
المشرب. 


5 - وفناء لطيفة الخفىي يصير في صفات السلبية له تعالى» وفي 


هذا المقام يفرد السالك خحباب كبريائه تعالى عن جميع 
المظاهر. ويقولون لولاية هذه اللطيفة: [ولاية عيسى عليه 


ماين 


الولاية الصغفرى وسيرها وفناء اللطائف 


السلام» والسالك الواصل من هذه الولاية: عيسوي 
المشرب. 
ه - وفناء لطيفة الأخفى يصير في مرتبة الشأن الإلهي الجامع 
لهذه المراتب كلهاء وفي هذه المقام يصير السالك متخلقاً 
بأحلاق إلهية. 
إعلم أن ولاية هذه اللطائف كلها تكون في ولاية الدائرة 
الصغرى. واعلم أنهم كما يأمرون في دائرة الإمكان بمراقية 
الأحدية» كذلك يأمرون في ولاية الصغرى براقبة المعيّة التي هي 
مقهومهة #وهو معكم أينما كنتم ة (الآية). وتام سير دائرة 
الإمكان يعرفه السالك» إن كان له كشف أو يخيره الشيخ إن كان 
صاحب كشفء وإن لم يكن لهما كشف فينيغي أن يلاحظ 
السالك جميعه قلبهء فإن يلغ انتقاء الخواطر 
أوقاتها إلى أربع ساعات كاملات (فج) يشرع في المراقبة المعيّه 
بأن يلاحظ معيته تعالى به وبجميع لطائفه وعناصرهء بل بكل ذرّة 
من ذرّات الممكنات» حتى تدرك معيته تعالى إلى المثلية بالإدراك 
اللامئلي» وتحيط بالجهات الست» ويضمحل التوجه والحضور 
الذي كات قد ظهر قفي ذلك الوقت يشرع في سير االولاية 
الكبرى. 


١ 1/ 


الولاية الكبرى وسيرها والمراقبات 


وأما الولاية الكيرى وهى عيارة سير دائرة الأسماء والصفات 
وشؤونات الذات له تعالى. - 

فاعلم أنه لما ورد على السالك أسرار التوحيد الوجودي وسير 
المعيّة» كان يرى في وجدانه نوراً من العرش المجيدء بل فوقه إلى 
الغرى» محيطاً به وبكل ذرّة في الممكنات» ولون ذلك النور لكوته 
لا لونياً كان مناسياً للسواد» وكان مصداقء كان الله فى عماء. 
وقد رأى أنه طلع مثل الشمس من المطلع وانمحى ذلك النور الأسود 
الذي كان يظنه ذات الله تعالى» ولم يبق له آثر. ورأى أنه عاد 
وجود الممكنات» الذي كان يوجد مضمحلاً في ذلك النور الأسود 
إلى الظهورء كوجود النجوم في شعشعان نور الشمس. 

ولكن لعدم كون حدة البصر في السير القلبي بقدر يقدر على 
التمييز بين وجود الممكن والواجب» كان يقال بالإتحاد. 

ولما وهبوا له من عنايتهم حدة النظر في سير ولاية الكبرى التي 
هي ولاية الأنبياء» ومقام الصحو والإنتياه رأى أن لوجود الممكنات 
ثبوتا واستقرارا اليتة. 


51١4 


الولاية الكبرى وسيرها واللراقبات 


ولكن يوجد لوجود الأشياء ظلياً أثراً من الوجود الإلهي. وقع 
على الاعدام وجعلها موجودةء أو كذلك يشاهد بأن صفات 
الممكنات صفاته تعالى» لا عينها وهذا هو معنى التوحيد الشهودي 
الذي يشاهد فى لطيفة النفس ومن هنا يوجد معنى أقربيته تعالى. 

الفرق بين المعية والأقربية: 

فغاية المعية هي الإتحاد وكتمان الأثينية: وإن كان وجود الممكن 
مشهوداً ولكنه مُستفاد من حضرة الحق لا من ذات الممكن» 
وحقيقته عدم لا يمكن الإشارة إليه أصلا. 

فاعلم من هذا! التحقيق أن وجود الأصل بالنسبة إلى وجود 
الظل أقرب إلى الظلء؛ فإن ما ظهر من الأصل لا من النفس فإنه إذا 
نظر إلى وجوده يجده أثراً من الأصل. وإذا نظر إلى صفته يراها أثراً 
من صفات الأصلء فلا جرم يعترف بأقريية الأصل» كيف والقرب 
الذي ظهر الظل مع ذاته هو من وجود الأصلء فجاء الأصل أقرب 
إلى الظل من وجوده. 

وبيان الأقربية لا يسعه التقرير. إذ أن العقل عاجز عن إدراك 
الأقرب إليه من ذاتهء فإن هذه المعاملة وراء العقل وموقوفة على 
الإتكشاف. 

واعلم أن دائرة الولاية الكبرى متضمنة الدوائر ثلاثة وقوس. 

يفي أن نصف الدائرة الأولى من الدوائر الثلاثة للولاية الكبرى 
ينتكشف فيه سر الأقريية والتوخيد الشهودي. 

والنصف السافل لهذه الدائرة للأسماء والصفات الزائدتين. 

والنصف العالي مشعمل على الشؤونات الذاتية. 

وإلى الدائرة يكون للطائف الخمسة الأمرية العروج. 


لح ردنا 


جامع الأصول - 
حي الأولياء وأتواعهم وأوصادهم 


ومورد فيض هذه الدائرة لطيقة النفس مع شراكة اللطائكف 
ال مد كورة” ويتسخيلون في هذه الدائرة الأقربية: يعني مقهوم الآية 


«ووتحن أقرب إليه من حبل الوريد». وإذا تي تير العروج من دائرة 
الأقربية يقع السير في دائرة الأصلء [ومنها يترقى إلى دائرة الأصل 
الاصل. 


ومنها إلى الأصل الثالث الذي هو عيارة عن القوس. 

وفي هاتين الدائرتين وفي النتصف يحصل كمال الإستهلاك 
والإضمحلال. وفى هذه الدائرة حقيقة الفناء. 

وفي الولاية السابقة صورة الفئاء. 

ويعلمون في هاتين الدائرتين وفي النصف مراقبة امحبة: يعنى 
مفهوم الاية #إيحبهم ويحبونه). ومورد الفيض فيها لطيفة النفس. 

اعلم أن طريق المراقبة في هذه الدوائر أن يتخيل السالك ذاته في 
داخحل تلك الدائرة ويلااحظ يأن فيض الحبة من داك ثره ة أصل الأسماء 
والصفات يرد على لطيفة» أنائيتي('». وكذلك في دائرة أصل 
الأصلء» إن فيض الشحبة منها برد على لطيفة أنائيته. وكذلك في 
القوس الذي هو الأصل الثالث: بأن فيض لمحية منه يرد على لطيفة 
أنائيته 

وفي هذه الدوائر يفيد التوحيف بتهليل اللسات مع مللاحظة 
المعنىء وعلامة قطع بعض الدائرة. وتمامها هي أن الدائر: ة تتكشف 
للسالك كقرص الشمس» وكلما قطع من الدائ ثرة شيء فعلى قدره 
يكون لها الظهور بالنورانية بكمال الشعشعان ومقدارها الذي لم 
يقطع بعلم فإنه يُرى بلا نور كالشمس في وقت الكسوف. 


)0١(‏ أنائيته: هكذا وردت في الأصل. 


ع9232؟5” 


الولاية الكبرى وسيرها والراخبات 


وعلامة تمام دائرة الولاية الكيرى: إن معاملة فيض الباطن التي 
كانت تتعلق بالدماغ هي تتعلق بالصدر (وح). يحصل شرح 
الصدر وسعة الصدر بقدر خارج عن البيان وسعة الصدر في السير 
القلبي خارج عنه. 

وآبك في قلبي سموات متعددة وشاهدت فيه قلوياً كثيرة» 
ولكن كانت هذه الوسعة في القلب فقط. 

وأما وسعة الصدر التي تحصل في الولاية الكبرى فتكون شاملة 
لتمام الصدر عموماء وتكون في محل لطيفة الأخفى خصوصاً 
وعلامة شرح الصدر بطريق الوجدان هي أن يرتفع الإعتراض على 
أحكام القضاء وفي هذا المقام يصير مطمئنة ويحصل لها الإرتقاء 
على مقام الرضاء. ويكون راضية على القضاء في جميع الأحوال 
والأفعال. 


لخرض 


الفصل الواءحد والستون: 
الولاية العليا وسير إسم الظاهر والباطن 


وأما الولاية العليا فاعلم أنه لما كان سوى الأنيياء والملائكة 
ميادىء التعينات وهي ظلال الأسماء والصفات. وقد سمّوا سير 
هذه المرتية بالولاية الصغرى. 

وللأنبياء الكرام مبادئ التعيينات» وهي الأسماء والصفات 
والشؤونات وقد سمّوا سير هذه المرتبة بالولاية الكبرى. 

كذلك للملائكة العظام ميادىء التعيينات المسماة بالولاية العليا 

ولما تفضّل وتعطش الشيخ على السالك بالتوجه في دائرة 
الولاية الكبرى. فاضت عليه أحوال كل دائرة» وكيقياتها. 

وإذا تفضّل أيضاً بتوجيه لأجل شرح الصدر رأى أن معاملة 
الدماغ تعلق بالصدرء ووجد وسعة وأدركت لعناصره الجذبات 
الإلهية» ووقع لها العروجء وورد عليها أحوال اللطيفة اللونية» وتيسشر 
فنأها الذي فى الذات المسماة الباطن. وحصل لها الاضمحلال» 
وتيشر لها بقأها بتلك المرتية المتعالية» وحصلت المناسبة بالملائكة 
الكرام. 


7 ؟ 


الولاية العليا وسير اسم الظاهر والبياطن 


واعلم أن سير الولاية الكبرى كان في الإسم الظاهرء وسير 
الولاية العلياء كان في الإسم الباطن. 

لأن سير إسم الظاهر يرد فيه التجليات الصفاتية من غير 
ملاحظة الذات. 

وأما سير إسم الباطن فإنه وإن كان يرد فيه أيضاً تجليات 
الأسماء والصفات» ولكته أحياناً يشاهد فيه الذات. 

وقد كشفت الصورة الثالية لحضرة زائدة فرأى أنها ظهرت 
ولكن قد أحاطت بها الأسماء والصفات لحضرة الحق: 

أما الخطوط الشعاعية للشمس: وقد يشاهد من غير الخطوط 
ولكتها تظهر وهي في كمال اللالونية. وتعود الخطوط الشعاعية إلى 
الإستيتار. 

واعلم أن الولاية العلياء كاللبء والولاية الكبرى كالقشرء بل 
إن كل دائرة هي تحتانية بالنسبة إلى دائرة فوقانية. 

بهذه المناسبة الاكمالات النبوة فإنها بالتسبة إلى الولاية لا 
تتصور فيها تلك المناسية2©'0. 

ويعلّمون هذه الدائرة: مراقية الذات وهو الباطن: ومورد الفيض 
اللساني وصلاة التطوع مع طول القيام يفيد الترقي في هذا المقام. 

ولا يحسن ارتكاب الرخصة الشرعية بل إن العمل بالعزيمة يفيد 
الترقي فيه. وسر ذلك أن العمل بالرخصة يجذب الإنسان إلى 
طرف البشرية. 
4)1١(‏ هكذا وردت في الأصل وقد يكون المقصود. «هذه النسبة لا تنطبق عليها [كمالات 

التبوة بالنسية إلى الولاية. 


اقخض 


جامع الأصول  ١‏ 
هي الأولياء وأتواعهم وأوصاكهم 
والعمل بالعزيمة يظهر المناسية بالملكية. فكلما ازدادت المناسبة 
بالملكية تيسر سرعة الترقي في هذه الولاية. 

وأما الأسرار التى تحصل فى هذه الولاية فإنها ليست كالتوحيد 
الوجودي والشهوديء حتى يأتي شيء منها بالبيان. 

فالأسرار في هذه الولاية البق بالإسحار وليست بقابلة للكشف 
والإظهار بوجه من وجوه القول. 


"5" 


الفصل الثاني والستون: 
الكمالات الثلاثة والتجلي ودائرة النبوة 


وأما بيان الكمالات الثلاثة: كمال النبوة والرسالة وأولو 
العزم. 

فلما تفضّل وترحم الشيخ إلى العتصر الترابي للسالك ورد على 
لطائفه فيض في كمال النبوة التي هي عبارة عن التجلي الذاتي 
الدائمي» ومعارف هذا المقام فقدان جميع المعارف. ويصير هنا 
إتكار حالات الباطن واللالونية واللااكيفية. 

وههنا تظهر القوة في الإيمانيات والعقائدء ويتقلب الإسعد لال 
إلى البديهي» ومعارف هذا المقام شرائع الأنبياء عليهم السلامء 
وههنا ايكون في ِ نسسمبة ة البامطني والوسعة. بحيث 0 و 
وين صرفاً في احتسا 5 النسية. 

ويوجد في الولايات مناسبة: كل منها مع الأخرى صورة 
وحقيقية. 31 هتنا فتفد تللك المناسبة» وههتا تحصل حقيقة حقيقة الوصل 
العرياني مع وجود الفقدان وإنكار حالات الباطن 00 اليأس» 
ورؤية القصورء بحيث يرى نفسه أقبح من كافر ألإفرئج. 


؟ 


جامع الأصول - 
هي الأولياء وأنواعهم وأوصافهم 


وأما كل وصل كان قبل هذا فقد كان داعي في دائرة الوهم 
والخيال» وسراياً يحسبه طمآن الوصال ماعءً. ولم يكن هناك بيده 
شىء غير الحسرة والندامة. 

ولما اتكشف هذا المقام حين توجه الشيخ تيسر له معاملة شبيهة 
بالرؤيةء وإن لم يكن هي الرؤية الموعودة في الآخرة بالنسية إلى ما 

في الولايات من المشاهدات. 

وكما أن الرؤية الآخروية مخصوصة بعالم الخلق فكذلك 
المعاملة هنا نصيب عالم الخلق. 

وكما يصير لطائف عالم الأمر هنا لا شيئاً محضاً كذلك لطيفة 
النفس ولطائف العناصر كلها تصير هنا لا شيعاً. 

وهذه المعاملة مسخصوصة بالعتصر الترايي. وإت كان للعناصر 
الأحرى نصيب من هذه الدولةء فتبعية هذا العنصر الترابي 

وههنا أحكام الشرائع وأخبار الغيب من وجود الحق ان 
تعالى. ومعاملة القبر والحشر وما فيه واجنة والنار وغير ذلك مما 
أخخبر يه المخبر الصادق كلها يصير بديهياً وعين اليقين» فان هنا 
يكون وجود الحق كالمرآة» وتكون الاشياء كالصور المرئية في المرأة 
التي وجود الصور فيها وهمي وخيالي»: ووجودها واقعي. ل في 
المرآة الصورية تشاهد أولا الصورة. 3 ثم المراة» وأما ههنا فيخلا'اف 
ذلك. لأن وجود المراة ههنا مرئي في أول النظرء ووجود الأشياء 
بعد التوقيت. 

ولهذا يصير وجود الحق سبحانه بديهياء ووجود الأشياء نظرياً 
يحصل بعد دقة النظر. 

إسمع معاملة الميجب» وطي مع علو هذا المقام وبساطته ولا 
لونيته» إذا حصل الاتكشاف التام في هذا المقام» اعلم أنه كان 


لمر 


الكمالات الثلاثة والتجلي ودائرة النبوة 


مقايلاً للنظر, وازداد حيرة واعجب منه أنها لا تفيد أصلاً الحصول 
هذا المقام إذكار الصوفية المعمولة لهم. 

وأما تلاوة القرآن مع التراتيل وأداء الصلاة بآدابها. 

وأما الإذكار الثابتة في الحديث فكلها تفيد الترقي في هذا المقام 
وكذا الإشتغال بعلم الحديث والاتباع بالسنة يقوي وينوّر هذا 
المقام. وههنا تنتكشف حقيقة سر: قاب قوسين أو أدنى. 


يفون 


الفصل الثالث والستون: 
التجلي الذاتي ودائرة الكمالات 


إعلم أنهم قرروا التجلّي الذاتي الدائمي على ثلاثة مراتب: 


المرتبة الأولى: كمال النبوة وفيها يعملون مراقبة ذات. هي 
منشأأ كمال كمال النبوة. 

المرتبة الثانية: كمال الرسالة وههنا يعملون مراقية ذات هي 
منشأأ كمالات الرسالة» ويرد فيض هذا المقام على الهيئة الوحدانية 
الحاصلة للسالك في هذا المقام. 

والهيئة الوحدانية عبارة عن مجموع عالم الأمر وعالم الخلق» 
فإنه تحصل لكل منهما بعد التصفية والتذكية هيئة أخرى: 

مثلاً: إذا أراد شخص أن يركب معجوناً من أدوية مختلفة 
التأثيرات فإنه يدق ويسحق كل واحد منها فرادى ثم يجمعها في 
قوام الفند والعسل فيحصل للأّدوية المذكورة هيئة أخرى» وينشأ لها 
إسم المعجون. 

كذلك اللطائف العشر يحصل لها هيكة أخرىء» ويقع لها 
عروجات كثيرة في هذا المقام. وفيما بعده من الفوقانية وأنواره 
ووسعته ولالونيته أكثر من المقام السايق. ونسبة كل مقام سابق 


4 ؟ 


التجلّي النذاتي ودائرة الكمالات 


بالنسية إليه كاللب مع القشر. 

المرتبة الثالثة: التي هي عبارة عن كمالات أولي العزم» فورد 
على هيئة الوحدانية. وفيض هذا المقام في كمال العلو وكثرة 
الأنوار. وههنا يعملون مراقبة ذات هي منشاً كمالات أولي العزم» 
وفي هذا المقام تنتكشف أسرار المقطعات القرآنية والمتشايهات» 
وههنا يجعلون بعض الأكابر صاحب سر يقع بين ا لمحب والمحبوب 
يعطونه بواسطة الاتباع لرسول الله عليه السلام نصيياً من الفضيلة 
الخاصة يذلك الجناب. 

واعلم أنه إذا وقعت معاملة الباطن على الهيئة الوحدانية يعني أن 
كمالات الرسالة تكون الترقي الباطن بمحض الفضلء ولا يبقى 
للعقل ولا للعمل دخل في ذلك أصلا. 

وإن كان الترقي في جميع المقامات بالفضل الإلهي لا بالعمل» 
لكان لما كانت الأعمال هناك كالأسباب. أما في هذا المقام فلا 
دخل لتلك الاسياب. 

وإن للذكر في إزالة الكدور البشرية أثر تام. لكنه لترقي هذه 
المقامات ل١‏ ينتعج . 

مثلاً: لو اشتغل بذكر إسم الذات أو النفي والإثبات أو التهليل 
اللساني يرى أن هذه الأذكار لا تصل إلى هذا المقام بل تقف في 
الطريق إلا إذا ضمٌْ إلى التهليل اللساني لفظ محمد رسول الله 
والصلاة عليه (صلعم). 

[ويحصل قوة في هذه المقامات الفوقانية بل يفهم الوسعة بلفظ 
محمد رسول الله أزيد من التهليل. 

ويحصل ترقيات هذه المقامات بواسطة القرآن الجيد وكل مرتبة 
يصل إليها السالك فبواسطة الكلام الجيد. 


599 


الفصل الرابع والستون: 
الحقائق الألهية وحقيقة الكعبة 


وأما الحقائق الألهية فاعلم أنه بعد كمالات أولي العزم يقع 
السلوك إلى طرفين» وذلك في اختيار المرشد» فأيهما شاء يسلّك 
الطالب إليه: 

أحدهما طرف الحقائق الألهية وهى عبارة عن حقيقة الكعبة 

حقيقة القرآن وحقيقة الصلاة. 

وثانتيهما طرف الحقائق الأنبيائية» وتلك عبارة عن الحقيقة 
اللإبراهيمية والحقيقة الموسوية,» والحقيقة احمدية. 

ولما توجه إليه المرشد في حقيقة الكعية شاهد في هذا المقام 
عظمة الحق وكبرياؤه. اه هيبته على الباطن. وههنا يعملون 
مراقبة ذات هو مسجود للممكنات. 


وكم يوع حصل الفتاء واليقاء في هذه المرتية المقدسة فوجد إيأه 
عضيف بهذا الشأن. 
وعلم توجه الممكنات إلى جانبه وإن كان في الكمالالات 


7 ؟ 


الحقائق الألهية وحقيقة الكعبة 


حصول لا لونيات7'؟2 كثيرة ليست في هذه المقامات بهذا القدر. 


ولكن علو النسسبة الياطتة ووسعتها في هذه المقامات زيادة على 
الزيادة. واللالونية في حقائق الأنبياء مع هذا العلو والوسعة آمل منها 
في الحقايق الألهية. وسر ذلك أن السالك إذا حصل له الفتاء 
والبقاء في مرتبة ذات البحث وتخلق باحلاق تلك المرتية. فلك جرم 
يحصل فى مدركه قوة بدرك النسبة الفوقانيةء» وكذا لا يجد لا 
لونيات تلك المقامات فإنه يعلم أن تسبة الكمالات مع النسب 
الفوقانية» من جنس واحد. 

ولو مناسية صورية وسبب تمييز اللالونية فى نسبة الكمالات أن 
السالك كانت قوة إدراكه بقدر ما حصل له قبل في الولايات 
بسبب الفناء واليقاء في مرتية الصفات والشونات. 

ولهذا يعسر حين إدراك مرتية الذات» فإن الكمالات الولايات 
كانت حاصلة من مرتية عر وكمال النبوة من باب آخر قلا 
مناسبة بينهما أصلاً ولو مناسبة صورية. 

وأما ما قاله بعض الأكابر من أن مرتبة الولاية ظل مرتية النبوة 
قغير ثايت» بل لا مناسية بينهما في أمر ما أصلاء وأما مرتبة 
الكمالات فلها مئاسية مع هذه الحقائق. بل قال المحققون إن 
الحقائق بالنسية إلى الكمالات مثل الأمواجء ومعنى هذا أن 
الكمالات لما كانت فوقانية مواطن التجليات الذاتية الدائمي» فلا 
جرم. فكل نسبة إذا كانت فوقاتية لاا تخرج عن مرتبة الذات. 
فإطلاق لفظ الأمواج عليها سديد. فتظهر في تسبة الحقائق أشياء لا 
تظهر في نسية الكماللات. 


)١(‏ «لا لونيات»6. هكذا في الأصل. وربما كانت للونيات. 


5 


حيامع الأصول  ١‏ 
حي الأولياء وأنواعهم وأوصاحهم 


مثلاً: يظهر في حقيقة الكعبة المعظمة عظمة وكبرياء 
ومسجودية للممكنات على نحو يعجز العقل عن إدراك ذلك. 


ضف 


الفصل الخامس والستون. 


حقيقة القرآن ومرتبة الذات والأسرار 


حتى أن حصول هذه المراتب بدون توجه المرشد متعذر. ولما 
توجه المرشد إليه في حقيقة القرآن المجيد عاين أسراراً في سرادقات 
العظمة والكبرياءء ورأى في عالم المثال حقيقة الكعبة وكيفيتها 
حتى عرّج منها ودخل حقيقة القرآن. وهي عبارة عن مبداً وسعة 
حضرة الذات» ويكون شروع وسعة حضرة الذات من هذا المقام» 
ويظهر هنا أحوال شبيهة بالوسعة وال فاطلاق لفظ الوسعة هنا من 
ضيق ميدان العيارة. 


وفي هذا المقام تظهر بواطن كلام اللهء وفيه وجدت كل حرف 
من حروف القرآن المجيد بحر لا نهاية له موصلاً إلى الكعبة 
المقصودة. وهنا نكتة('؟ أعجب أن في قراءة القرآن مع هذه 
القصص المختلقة والأوامر المتغايرة والنواهي المتباينة تظهر أشياء 
وأمبرا وأنواره وتلوح قدرتهٍ تعالى وحكمته البالغة في ذكر الله 
تعالى. لقصص وحكايات الأنبياء عليهم السلام لأجل تعليم العوام 


)١(‏ «نكتة» هكذا في الأصل. وربما أراد القول ووهنا ما هو أعجب». 


رضرى 


جامع الأصول  ١‏ 
هي الأولياء وأتواعهم وأوصافهم 

وتفهيمه لهم وإرشاد الناس إلى أستكام الشريعة لهدايتهم. 

ومع هذا يظهر في بطون تلك الحروف كيفيات عجيبة 
ومعاملاات غريية تزيد حيرة على -حيرة. ويكون في كل حرف 
ظهور يشأن خاص يعاد يه قلوب أهل الإاختصاص. وفي وقت قراته 
القرآن يكون لسان القارىء كالشجرة الموسوية» ويكون القالب كله 
لساناً وعلو النسبة هنا. بحيث أن نسبة الكمالات مع علوها 
ووسعتهاء بل نسبة -حقيقة الكحبة المعظمة مع عظمتها وكبريائها 
تشاهد نحته. وهنا يعملون مرأاقية مبداً وسعة لامغلية0*» حضرة 
الذات» ومورد فيض هذا المقام هى الهيكة الوحدانية. 


زفف لأمثلية. وريما المقصود جعلها أمثل . 


غ357" 


الفصل السادس والستون: 
حقيقة الصلاة ومقامها وأسرارها 


وبعد هذا توجه المرشد في دائرة حقيقة الصلاة» فشاهد هنا 
كمال وسعة لامثيله حضرة الذات» وأي شيء أظهر من الوسعة 
والعلو في هذا المقام الذي أحد جزئيه -حقيقة حقيقة للقرآن والآخر حقيقة 
الكعية» وههنا يعملوت مراقية كمال وسعة ة الأمثلية حضرة الذات» 
وإذا وجد السالك خطاً من هذه الحقيقة الطيبية يخرج حين أداء 
الصلاة من هذا النشأ الدنيوي:ء ويدخل في النشأ الأخروي» 
ويحصل له حالة شبيهة بالرؤؤية الأخروية. 


زوإذا رفع يديه للتحريمة يغسلهما من الكونين» وينيذ وراء ظهره 
كلتا الدارين» ويقف ئلا الله أكبر في حضرة الملك الجليل» ويرى 
نفسه حقيراً مبتذلاً ولا شيئاً محضاً في جنب عظمة الله ويفدي 
كله للمحيوب ا حقيقي . 

[وحين القرأة يكون موجوداً بوجود موهوب لايق بتلك المرتبة 
المقدسة» ويصير متكلماً مع حضرة الحق ومخاطياً عن ذلك الخياب 
المقدّس» ويكون لسانه كالشجرة الموسوية كما سبق في حقيقة حقيقة 
القرآن. 


١ نرت‎ 


جامع الأصول  ١‏ 
هي الأولياء وأتواعهم وأوصاكهم 


وإذا ذهب إلى الركوع وأتى بغاية الخشوع يمتاز بمزيد القرب» 
ويتشرف حين قرأته التسبيح بكيفية أخرى» فلا جرم يحمد على 
هذه النعمة راقعاً رأسه من الركوع» ويقف أيضاً في حضرة الحق. 

والسر فى أداء القومة أنه إذا أراد السجود فالذهاب من القيام 
إلى السجود أبلغ من مزيد التذلل والإتكسار. 


وأي شىء أ من الذوق الذي يحصل حين أداء السجود. 
حيث يشير قوله تعالى» واسجد واقترب. وقوله عليه السلام: 
الساجد يسجد على قدمي الله» ولما توهم في هذا القرب - العنقاء 
اصطيدت - كبر رافعاً رأسه من السجدة» وقوله الله أكبر أي أكبر 
من أن أعبده حق عبادته» وأقرب إليه حق قربه» وسؤال المغفرة في 
الجلسةء تشأ من جرية ذلك التوهمء ثم يسسجد ثاتية لطلب المزيد 
من القرب» ثم يقعد للتشهد ويأتي يشلك الخباب الإلهي وتحياته 
على إحسانه بهذا القربء» والإتيان بكلمتي الشهادة لأن هذه 
الدولة القريية بدون التصديق والإقرار بالتوحيد والرسالة محال 
وقرأة الصلاة على النبي عليه السلام لأن حصول هذه النعمة 
بواسطة تبعيته عليه السلام. 

واختار الصلاة الإبراهيمية لأن في الصلاة خلوة مع المحبوب 
الحقيقى» ومنادمته مسخصوصةه» ومصاحبة منصوبة عن مقام الخلة 
التى هى منصب الخليل عليه السلام فكأنه يطلب يبركة هذه 
الصلاة الإبراهيمية تلك المنادمة فيكون نديم الحق فافهم. [ واعلم 
أنه أدى الصلاة مع سنتها وآدابها على ما ينبغي مثلا: من آداب أن 
ينظر المصلي إلى موضوع سجوده في القيام وإلى قدميه في 
الركوع» وإلى نفسه في السجودء وإلى فخذيه في القعودء وكذا 
سائر الآداب إذا روعيت جميعاً فلا بد وأن يظهر حقيقة الصلاة. 


اطرنن 


حقيقة الصلاة ومقامها واسرارها 


وأما ما يفعلونه في القيام غمض العين مع التوجه لأجل الحضور 
والجمعية فلا بد وأن يحصل حضور اللطائف. 

لكن لاحاجة لأجل ظهور النسب الفوقانية بغمض العين» بل 
الحضور هنا كله للقالب» وحضور القالب إثما يحصل مع رعاية 
الادب الموافقة للسنّة» وغمض العين في القيام بدعة. وإنث جرزوه 
لأجل الحضور. 

وكذلك في استماع القرآن المجيد إن استمع من شخص حسن 
الصوت يظهر نسبة الولايات وأن استمع من شخص مجوّد يظهر 
نسب الحقائق الفوقانية فإن الصوت الحسن له مناسبة مع القلب» 
فلا جرم يظهر النسبة» وإذا قريء القرآن بصحة الألفاظ وأداء 
الحروف من مخارجها والترتيل ولو بغير صوت حسنء فلا بد من 
ظهور الحقائق. 


ب 


الفصل السابع والستون: 
العبودية الصرف وسير القد صى 


ويعد هذا توجه الشيخ في المرتية المقدسة المعبودية الصرضء 
وههنا لا يبقى للقدم مجال وقد تم سير القدمى الذي كان في 
المقامات العابدية» لكن من عتاية الله تعالى أنهم ما أوقفوا النظرء 
فيكون هنا السير النظري. 

ولما توجه المرشد إليه في هذا المقام رأى في المعاملة نفسه في 
مقام عال نوراني جداً لا لوني. وكلما أراد في ذلك المقام لم يتيشر 
ذلك فعلم (ح) أن ذلك مقام العبودية الصرف التي لا مجال للقدم 
هناك: لا للنظر الذي يسير حيث شاء وههنا ينكشف معنى الكلمة 
الطيبة: 

لامعبود إلا الله 

ويظهر بالايستحق العيادة الحقيقية بأي نوع كانت غير حضرة 
الأحدية المجردة. 


واعلم أنه انتهى سير الحقائق الإلهية هنا. 


م ؟ 


الفصل الثامن والستون: 
حقايق الأنبياء ودائرة الخلة 


وأما حقائق الأنبياء عليهم السلام فهى عبارة عن الحقيقة 
الإبراهيمية والحقائق الموسوية والحقائق الحمدية والحقائق الأحمدية. 

فاعلم أنه كما أن الترقي في الحقائق الإلهية موقوفة على 
التفضل» كذلك الترقي في حقائق الأنبياء عليهم السلام موقوفة 
على المحبة. 

ولما توجه المرشد في الحقائق الإبراهيمية إلى مراقبة ذاته التي هي 
منشأ الحقيقة الإبراهيمية فاض عليه ببركة التوجه والكيفية العظيمة 
والأسرار الفخيمة. 

وبعد ورود الأنور عليه من هذا المقام الذي هو عبارة عن خخلة حضرة 
الحق يظهر أنس خاص وخلوة ذات اتصاص مع حضرة الذات. 

وقد فهم أن هذه المعاملة والكيفية التي تحصل في هذا المقام لا 
تظهر في سائر المقامات العالية حتى من قسم الفضل اجزئى ‏ 

فإن في هذا المقام تظهر المحبوبية الصفاتية0©. 

وفي الحقيقة المحمدية والأحمدية تظهر المحبوبية الذاتية. 


4)١(‏ الصفقاتية من صقة. 


اخرى 


الفصل التاسع والستون: 
المحبوبية الذاتية الصرف 


ومعنى هذا أن الذات المتعالي كما يحب ذاته يحب صفاته. 

فالأول يقال له الحقيقة المحمدية والأحمدية. 

والثاني نشأ له إسم الفلة وإن كان هو الحقيقة الإبراهيمية. 

وفي هذا المقام يحصل للسالك أنيين مع الذات حتى لا يتوجه 
إلى غير حضرة الذات ولو يالاسماء والصفات» ولا إلى مزارات 
المشايخ. 

ولا يطيب له الإستمداد والإستعانة من غيره تعالى ولو أرواحا 
وملائكة. وههنا تكرار الصلاة الإبراهيمية مفيد للترقي. 


لخن 


الفصل السيعون: 
المحبوبية الذاتية الصرف 


بعد هذا يتوجه المرشد فى دائرة المحبية الذتية الصرفء وأمره هنا 
بمراقبة ذات هى منشاً الحقيقة الموسوية والمحبية الذاتية للذات. 

فورد عليه كيفية هذا المقام بالقوة التامة وظهر محبيته ذاته تعالى 
لذاته. 

والحقيقة الموسوية عيارة عن تللك اححبية. 

وأما ما ذهب إليه بعض الأكابر من إثيات المحبوبية لموسى عليه 
السلام. فإن كان مراده يذلك أنه عليه السلام محبوب للحضرة 
سلمناء فإن مرتبة النبوة والرسالة وأولى العزم لا تحصل بدون 
امحبوبية. وإن الأنبياء الكرام كلهم محبويون ومرادون -حضرة الحق. 
وطريقهم طريق الأحباب. 

هذا الكلام ليس مناف لطلبتا وإن كان مراده بذلك أن الحقيقة 
الموسوية عبارة عن المحبوبية الذاتية في الحقيقة الأحمدية. 

فذلك محل تأمل» وقد يحصل كيفية في هذا المقام حتى جرى 
من لسانه من غير اختيار: رب أرني» أنظر إليك. وهو خصوص 
هذا المقام. 


"55١ 


حجامع الأصول  ١‏ 
ني الأولياء وأنواعهم وأوصائهم 
والعجب أن هذا المقام مع ظهور احبية الذاتية فيه يظهر هنا شأن 
الإستغناء والدلال. وهذا من اجتماع الضدّين. 

من هنا يعلم سر ما صدر في بعض المواضع من حضرة الكليم 
عليه السلام من بعض كلمات يفهم الدلال مثل: إن هي ألا 
فتنتك» وأخحاف أن يقتلون وهنا يفيد الترقي أيضاً هذه الصلاة 
وهي : 

للهم صل على محمد وعلى أله وأصحابه وعلى جميع الأنبياء 
والمرسلين خصوصا على كليمك موسى (عم). 


"5 


الفصل الواحد والسبيعوتن: 
دائرة المحبة الممتزجة بالمحبوبية 


ويعد هذا يتوجه المرشد إليه في حقيقة الحقائق التي هي عبارة 
عن الحمدية الحقيقية (عم)» وأمره هنا بمراقبة ذات محب ذاته» 
ومحبوب ذاته منشأ الحقيقة المحمدية» فظهرت له امحية الممتزجة مع 
المحبويية» واجتماع هاتين النشأتين لها كيفية لا يستقيم بيانها 
بالتحرير. 

وحصل له فتاء ويقاء فى هذه المرتبة المقدسة وتيسر له فيها إتحاد 
خاص بالتبي عليه السلام» وأوصله يتبعيته صلعم إلى مرتبة» 
وكشف له في البين عن أسرار إظهارهما (موجب الألفاظ 
الفتنة)2'0. 

وههنا يظهر معنى ما قال بعض الأكابر من ارتفاع التوسطةء 
وشوهد أنه وقع لهذا الشخص مع ذلك الخباب (صلعم) معاملة 
المعية من العتاب والتوسد بحبيب واحدء ومع ذلك كله يحصل 
له("؟ مع حبيب الله محية خاصة يتضح منها سر ما قال إمام 


)١(‏ هكنا أنت في الأصل» وقد تكون جملة اعتراضية لذلك وضعناها بين قوسين. 
فه وفي الأصل يحصله 


52 


جامع الأصول  ١‏ 
هي الأولياء وأنواعهم وأوصاكهم 
الطريقة حضرة المجددي أحيه الله تعالى لأنه رب محمد (صلعم). 
وههنا تطيب المشايهة والمتاسبة يحبيب الله (صلعم) في جميع 
الأمور جزئية وكلّية» دنيوية ودينيةء خصوصاً العمل بالكتاب 


"5 


الفصل الثاني والسبعون: 
دائرة المحبوبية الصرف وسيرها 


وبعد هذا يتوجه المرشد إليه في الحقيقة الأحمدية» وأمره هنا 
بمراقبة ذات هو محبوب ذاته ومنشأ الحقيقة. 

وههنا يظهر علو التسبة مع شعشعات الأنوار» ويبدو في البين 
أسرارء وفي هذا المقام تتكشف انحبوبية الذاتية كما كان في الخلة 
انتكشاف الحبوبية الصفاتية. 

ومعنى المحيوبية الذاتية أن في ذات المحبوب مع قطع النظر عن 
صفاته الجميلة التي هي عبارة عن مثل الخط والخال» وهما من 
موجبات انحبة» ويكون الشيء موجباً للتعشق. 

وههنا تفيد هذه الصلاة الترقي» وهي: اللهم صلي على سيدنا 
محمد وعلى آله وأصحابه. أفضل صلواتك بعدد معلوماتك. وبارك 
وسلم كذلك. 


م2 ؟ 


الفصل الثالث والسبعون: 
دائرة الحب الصرف والتوجه وسيرها 


وبعد هذا يتوجه المرشد إليه في الحب الصرف الذاتيء» وأمره 
ههنا بمراقبة الحب الصرف الذاتي. 

ويظهر ههنا كمال العلو واللالونية» ونسية الباطن» فإن هذه 
المرتبة أقرب إلى حضرة الإطلاق واللاتعيين. 

ومن المقامات اللخصوصة بالنتبي عليه السلام» وحقائق سائر 
الأنبياء أعليهم السلام» أي وإن هذا من لا تثبت في هذا المقام. فإن 
عند الأمام الرباني: 

أول المعاني الحق بحضرة اللاتعيين هو التعيّن الحبي. وقد قرر 
رضي الله عنه أن هذا التعيين الأول في الحقيقة المحمدية. 


"2*5 


الفصل الرايع والسبعون: 
دائرة اللاتعيين وتوجهه وسيرها 


وبعد هذا قد يتوجه المرشد في مرتبة اللاتعيين» وهذا المقام أيضاً 
من المقامات الخاصة بحضرة الرسالة» (صلعم) ولا يككون هنا السير 
القدمي» وأما السير النظري فلا بد من أن يكون» ولكن إلى أن يقع 
النظر. 


)١(‏ هكذا وردت في الأصل. 


باع ؟ 


القصل الخامسن والسيعون: 
دائرة السيف القاطح وسيرها 


وبعد هذا يتوجه المرشد في دائرة السيف القاطع. 

فاعلم أن هذه الدائرة وقعت حذاء”'>2 دائرة الولاية الكبرى» 
ووجه تسميتها بهذا الإسم أن السالك إذا وضع قدمه في هذه فإنها 
تفط وجوده مثل السيف القاطع. وتعدمه ولا تترك منه إسما ولا 
أثراً. ولهذا سمّوا بها. 


لمع ؟ 


الفصل السادس والسيعون: 


دائرة القيَوميّة وتوجهه وسيرها 


وبعد هذا يتوجه المرشد إليه في دائرة القوميّة. 

وهي ناشكة من دائرة كمالاات أولي العزم» وسر ذلك: 

إن القتوميّة منصب الأنبياء» من أولي العزم» وحص الله بهذا 
المنصب العظيم في هذه الأمة حضرة المجددي وأولاده وخلفائه. 

كما أن عبد الله الدهلوي قدس الله سره اتخذدذ هذا المقام فكان 
قيوم الزمان وقطب الدوران. فكل أحد تعلق بهذه المشيثة الإلهية 
بهذا المنصب يخصّوته به. فلا حاجة له بالتوجه. فظهر في البيت 
أحوال وأسرار لا يستقيم بيانها باللسان» والتشوّف بفيض خاص 
من هذه الدائرة العالية الشأن. الذي قصر عن كيفية الأذهان. 


59 


الفصل السابع والسبعون: 


دائرة حقيقة الصوم وسيرها 


وبعد هذا قد يتوجه المرشد إليه في دائرة حقيقة الصوم التي 
وقعت حذاء('2 حقيقة القرآان. فإذا ترحم وتفضّل المرشد بالتوجه 
في هذا المقام ورد على السالك الذرّة اللامقدارية أثار هذه الحقيقة 
العالية وأنوارها وعجائيها وأحوالها الخارجة عن التعقّل. وظهر له 
عدم خاص وأحمدية ذات اختصاصء» وحصل له حظ وافر ويحر 
عميق وأسرار لا يمكن إظهارها. 


وهذا بيان السلوك والمقامات لهذه الطريق منحها الله يلطفقه 
العميق إلى السالك الصديق. 


ولو صرف تمام عمره في شكر هذا الإحسان ولم ببق من نفسه 
واحداً من ألف إلا يلطف المنان. 
بل لو كان على كل شعرة لسان لا أدى شكر شيء. 


)١(‏ هكنا وردت قي الأصل. 


دائرة -حفيفغة الصوح وسيرها 


الآن الأمان الأمات أسألك حق الإيمان يا عزيز 
يا لطيف يا حنان بحرمة ننورة الرحمان 
والحمد لله. على ذلك تماماً ودواماً 
والصلاة والسلام على أسعد 
الخلوقات سراً وظهوراً 
وكمالاً 
ْم 
م 


المجرء الثاني: 
جامع الاأصول 
الطرق الصوفية 


ذه